الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

منها تحويل رصيد وطعام ومأوى وتوصيل مجاني.. مصريون يواجهون «التنين» بمبادرات إنسانية

أثبتت عاصفة التنين التي تعرض لها الشعب المصري، أخيراً أن هناك الكثير من جنود الإنسانية الذين يمكن اعتبارهم قدوة تحتذى في العطاء والبناء، بعد أن قدموا عشرات القصص الملهمة لصناع التغيير الإيجابي.

وواكب شباب مصريون هذه المحنة بتقديم عدد من المبادرات الإنسانية التي على بساطتها كان لها دور كبير في شعور الكثيرين بالأمل وتحفيز آخرين على المساهمة الإيجابية وتحويل التحديات إلى فرص للارتقاء، ومنها سيارات دفع رباعي لإنقاذ السيارات الغارقة، تحويل رصيد، تقديم الطعام والمأوى.

العالقين

من هذه القصص الملهمة قصة، محسن طلعت الذي كان في طريق عودته إلى منزله ليلاً أثناء عاصفة التنين التي ضربت مصر على مدى 48 ساعة، حين لفت نظره على جانب الطريق أسرة تحاول الحركة وسط الأمطار ليصلوا إلى صيدلية، ليتوقف لهم ويقلهم في طريقه، وبعد أقل من ساعة بعد مناقشة مع أصدقائه يعلن عن مبادرة لتوصيل أي شخص في حالة طوارئ إلى المكان الذي يريده.

ويقول محسن حين توقفت مع العائلة وجدت أن كل المواصلات مقطوعة نتيجة الأمطار وأن هناك الكثير من العائلات العالقة بسبب ظرف مرضي فناقشت أصدقائي وتوصلنا لمبادرة تطوع لخدمة أهل الجيزة الذي نستطيع نقلهم.

خلال يومي العاصفة نقل محسن وأصدقاؤه العديد من الحالات لمستشفيات، كما نقل مياهاً ومواد غذائية للكثير من العائلات التي لم تستطيع توفير احتياجاتها قبل بدء الأمطار، والحالة الوحيدة التي لم يستطيعوا التحرك لها كانت في نطاق محافظة القليوبية لركاب قطار مسنين أثناء توقف حركات القطارات إلا أنه وقبل الوصول لهم عرف محسن وأصدقاؤه أن الوضع تم حله.

وحول التخوفات من الأمطار وتأثيرها على السيارة أو تعرضهم للمخاطر، قال محسن «حين قررنا التطوع لم نحسب المخاطر، فما دمنا قررنا المساعدة لوجه الله لا يمكن حينها أن نخشى عطل سيارة أو صعق كهرباء لأننا نظرنا إلى حال غيرنا من العالقين الذين يمكن أن يموتوا دون مساعدة».



طعام ومأوى

محسن وأصدقاؤه لم يكونوا النموذج الوحيد خلال فترة العاصفة، فتعددت المبادرات التي قدمها أشخاص ومؤسسات كان من بينها مطعم «بيت روقة» بمحافظة الجيزة والمملوك لأحد الفنانين، حيث أعلن المطعم عن توفر مبيت وطعام مجاني لكل شخص بلا مأوى وكذلك للعالقين.

ويقول أحمد مصطفى مدير العلاقات العامة بالمطعم، إن المطعم مشارك في العديد من المبادرات الخيرية، ومع توارد الأخبار عن ضرورة أن يلزم المواطنون منازلهم، فكر مالك المطعم في المشردين الذين ليست لديهم منازل للاحتماء بها فقرر أن يفتح باب المطعم لكل شخص لا مأوى له وأن يقدم لهم المبيت والطعام مجاناً طوال فترة العاصفة.

وأضاف أحمد أنه «بعد بدء العاصفة وجدنا ضرورة توفير سيارة لحمل الأشخاص بلا مأوى إلى المطعم، وبالفعل تم توفير سيارة وقمنا بتلقي العديد من الاستغاثات حول أشخاص دون مأوى كانت منهم حالة ظلت تحت المطر لفترة».

أما أسوأ ما شاهده أحمد فكان وفاة أحد المشردين في المطعم، قائلاً «تلقينا استغاثة حول شخص بلا مأوى موجود في الشارع وحالته سيئة وبالفعل انتقلنا إليه، وحين وصل المطعم كانت حالته سيئة للغاية فطلبنا طبيباً قال إنه ظل بلا طعام لفترة طويلة، ووصف له عدة أدوية حاولنا توفيرها على مدى 4 ساعات كانت الصيدليات فيه مغلقة، ووفرنا له الطعام والدواء إلا أن حالته كانت سيئة للغاية وتوفى في المطعم».



تحويل رصيد

أما محمد زيكا من محافظة الإسماعيلية التي لم تتضرر بصورة كبيرة بسبب الأمطار فوجد طريقة أخرى لمساعدة العالقين بتوفير باقات مدفوعة للعالقين على الطريق دون مقابل ليستطيعوا طلب النجدة أو الاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم.

ويقول زيكا لم أجد وسيلة أخرى لمساعدة العالقين فأنا في محافظة لم تتضرر بالأمطار، وفي الوقت نفسه الطرق خارج المحافظة مقطوعة، مشيراً إلى أنه تلقى العديد من الرسائل التي طلبت منه توفير رصيد، وبالفعل قام بذلك.



إقامة فندقية

وفي منتصف يوم الخميس وبسبب حادث تصام قطار بسبب سوء الأحوال الجوية علقت هيئة السكك الحديدية في مصر كل الرحلات وهو ما تسبب في عدد كبير من العالقين بمنطقة وسط القاهرة، وهو ما دفع مالك فندقين لإصدار تعليماته بفتح الفندق للعالقين.

ويقول يوسف غزال مدير التسويق بالشركة المالكة للفندقين إنه بعد حادث القطار وإيقاف القطارات تم تداول الكثير من الأخبار حول العالقين، وكان الجو لا يسمح بوجودهم في الطرقات خاصة مع إغلاق كل المقاهي فقام المالك بفتح كل غرف الفندق الشاغرة أمام العالقين دون مقابل.

وأضاف يوسف أن الفندق استقبل عدداً من العالقين، ولكن من قاموا بالمبيت شغلوا فقط 3 غرف، مشيراً إلى أن عدداً من العالقين تركوا الفندق قبل الصباح لتوافر وسيلة مواصلات لنقلهم.