الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بين السخرية والتوتر.. مصريون يواجهون كوارث 2020.. وخبراء: نوع من المقاومة

شهران ونصف فقط مرّا على بداية 2020، ليشهد المصريون وغيرهم من الشعوب أحداثاً عدة متتالية جعلتهم يسخرون ويتهكمون على العام نفسه في إطار طبيعتهم الفكاهية.

ومثلما عانى العالم من تفشي فيروس كورونا المميت عانت مصر كذلك، إلا أن اكتشافها لأول إصابة بالفيروس كان بداية الشهر الجاري، وهو الأمر الذي رغم فداحته إلا أن المصريين واجهوه بروح فكاهية، بل إن الأمر زاد سخرية عندما قررت وزيرة الصحة السفر مطلع الشهر الجاري إلى الصين لدعم الشعب الصيني، ليقول أحمد ممدوح: «الكورونا اتأخرت علينا رايحين نجيبها».

وبعد 4 أيام من إعلان وزارة الصحة المصرية وفاة حالتين جراء إصابتهما بكورونا، واحدة لسيدة مصرية وأخرى لسائح ألماني، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية المصرية تعرض جمهورية مصر العربية لمنخفض جوي عميق، أطلق عليه إعلامياً «منخفض التنين»، واستمرار موجة الطقس السيئ لمدة 3 أيام سيجتاح مصر خلالها سقوط غزير للأمطار ورياح شديدة تصل إلى حد العاصفة محملة بالأتربة، وهي حالة لم تشهدها مصر منذ 1994، لتغرق معها بعض المناطق في القاهرة ومحافظات مصر رغم استعداد الحكومة للتعامل مع الموقف.

وانتاب المصريين حالة من الفكاهة أيضاً على غرق الشوارع، ليصور أحدهم نفسه وأسرته في مقطع فيديو وهم يركبون عوامة تسحبها سيارة.

وكان آخر هذه الأحداث شائعة هروب أسد من سيرك نادي الشمس بالقاهرة، قبل أن يتم التأكد من عدم صحتها، الأمر الذي دفع عدداً من رواد موقع التواصل الاجتماعي إلى السخرية من عام 2020، ليقول مجدي عمران: «حد يقول لـ2020 كفاية كده هي حققت التارغت»، ويقول آخر:«يا 2020 هو حد قالك لازم تحققي الأهداف كلها في أول كوارتر».

واستمر تعامل المصريين مع كل ما يواجهونه بالنكات، بعد فرحتهم العارمة التي تلت تلك الأحداث، بإعلان رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، تعليق الدراسة لمدة أسبوعين في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وهو الأمر الذي تلاه اتخاذ عدد من الهيئات والمؤسسات الإجراء نفسه ليعلن الأزهر الشريف المدة نفسها إجازة لطلابه، وكذلك المحاكم والهيئات القضائية.

وانتشرت صور الطلاب والتلاميذ وهم يقبلون صور الرئيس تحية منهم على قراره، في حين تزايدت النكات الخاصة بالإجازة، وسخر الفنان محمد هنيدي على صفحته في فيسبوك، قائلاً: «في ناس عاملة رحلات لدريم بارك وإسكندرية، لا يا جماعة ده تأجيل منعاً لتفشي المرض مش إجازة العيد والله».

وكان لأستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، الدكتور جمال فرويز، رأي آخر حيث أشار إلى أنه حتى السبت الماضي واجه المصريون ما يتعرضون له من أحداث متتالية، وخاصة كورونا، بسخرية وروح فكاهية عالية، إلى أن اتُخذ قرار تعليق الدراسة، فبدؤوا = يشعرون أن الأمر حقيقي وبدأ الخوف يظهر على وجوههم، إلى الحد الذي دفع البعض للانسحاب من مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف فرويز لـ«الرؤية» أن بعض تصرفات المصريين بدأت تترجم حالة الخوف التي انتابتهم، فسارعوا إلى المتاجر لشراء الأطعمة، وبدأ كل منهم يقلق من الآخر ليظهر التوتر على وجوههم، مشيراً إلى أنه موجود بين الناس في الشارع، وبدأ يشعر بحجم التوتر والقلق الحقيقي الذي ينتابهم.

ومن جانبه يقول أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، الدكتور سعيد صادق، إن المصريين من عاداتهم مواجهة الكوارث بالضحك، فهم يطبقون دائماً نظرية «شر البلية ما يضحك»، وهو جانب علمي، فمواجهة المشاكل والكوارث تكون بأمر من اثنين، إما الانهيار وإما الضحك للتخفيف مما يواجهونه.

وأضاف أن مواجهة المصريين للمشاكل والأزمات بالفكاهة والسخرية والنكات نوع من أنواع المقاومة والتحدي، فهناك شعوب أخرى تواجه مشاكلها بالغناء، وأخرى بالرقص.