الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

منى الرئيسي: «استوديو الجامعة» قادني إلى الفرص الاحترافية.. والإعلاميون الإماراتيون خاضعون لنمطية البرامج الخفيفة

منى الرئيسي: «استوديو الجامعة» قادني إلى الفرص الاحترافية.. والإعلاميون الإماراتيون خاضعون لنمطية البرامج الخفيفة
قالت الكاتبة ورئيسة تحرير «أخبار الدار» في قناة الشارقة، التابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون منى الرئيسي، إنها كأي امرأة لديها اهتماماتها الخاصة بالجمال والأناقة، ولكن شخصيتها تتسم بالجرأة والقيادة، ما ساعدها على تحقيق الموازنة بين حياتها الاجتماعية وأمومتها ومتطلبات عملها الإعلامي، على تنوعه.

وذكرت الرئيسي في حوارها مع «الرؤية» أن الطبيعة الثقافية لبرنامج «حوار خاص» دفعتها إلى العودة للشاشة الفضية مجدداً بعد انقطاع دام سنوات عدة، معتبرة مطبخ صناعة الأخبار «ملعبها»، مؤكدة أنها تكتب مقالات صحافية لتوصل رسالتها الإعلامية من خلال طرح أفكار فلسفية واجتماعية وإنسانية.

وأوضحت منى الرئيسي أن الساحة الإعلامية تعاني قلة المحاورين الأقوياء، مرجعة ذلك إلى ندرة البرامج الحوارية والفكرية القوية والمتميزة، فضلاً عن تصدر نمط الإعلام الترفيهي والبرامج الخفيفة للمشهد، ما دفع المشاهدين إلى هجر الشاشة، حسب رأيها.


*حدثينا عن بداية يومك كرئيسة تحرير «أخبار الدار» في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.


يومي يبدأ بقراءة الصحف المحلية ومن ثم الاطلاع على الأخبار في وكالات الأنباء العالمية والإقليمية، وعقبها يعقد الاجتماع اليومي مع فريق المحررين لاختيار وتقييم الخطوط العامة لنشرات الأخبار.

*ما أبرز محطاتك المهنية التي تنقلت بينها خلال مسيرتك؟

بدأت عملي في قناة الشارقة من خلال برنامج «استوديو الجامعة» عندما كنت طالبة في جامعة الشارقة عام 2007، وبعد فترة عبرت عن رغبتي في العمل بشكل رسمي كمذيعة في القناة، واجتزت اختبار المذيعين، وباشرت عملي.

*غبت عن الشاشة لسنوات، فما الذي دفعك إلى العودة مجدداً؟

الحنين كان يجذبني دائماً للعمل التلفزيوني ووافقت على الظهور أمام الشاشة مجدداً عندما تعرفت إلى طبيعة البرنامج الذي سأقدمه وأهميته، حيث يحمل عنوان «حوار خاص» وهو برنامج موسمي ثقافي يستضيف شخصيات مهمة وبارزة على المستوى الثقافي والأدبي من العالم العربي.

*ما أبرز الشخصيات التي استضفتها في البرنامج؟

مدير جامعة القاهرة الفيلسوف الدكتور محمد عثمان الخشت، أمين جامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبوالغيط، الحاصلة على جائزة نوبل نادية مراد، وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، والكثير من الشخصيات المهمة على الساحة الأدبية والثقافية العربية.

*هل تزخر الساحة الإعلامية بمحاورين ومحاورات أقوياء؟

للأسف هم قليلون جداً، لأنه لا يوجد برنامج حواري وفكري قوي أو مميز، فنحن نتجه نحو الإعلام الترفيهي، وللأسف، الإعلاميون الإماراتيون تم تنميطهم في التقديم الإخباري وبرامج المساء والصباح الخفيفة فقط، ما انعكس على مستوى المحتوى الذي اتسم بالضعف، لذلك هجر المشاهدون الإعلام التقليدي.



*تكتبين مقالات في عدد من الصحف، فلمن تكتبين، ولماذا؟

اكتب لإيصال رسالتي الإعلامية من خلال مقالات تطرح أفكاراً فلسفية، اجتماعية، وإنسانية.

*ولكن هل هناك من يقرأ؟

نواجه تحدياً كبيراً في ظل طفرة مواقع التواصل الاجتماعي، ما يدفعني إلى تقديم أفكار جديدة وقوية، وأعتقد أن سوشيال ميديا نجحت في تجسير التواصل مع الجمهور.

*ما رأيك في الإعلام الثقافي المحلي؟

هناك ضعف على مستوى المحتوى الثقافي، حيث يتم الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، ولكن في الشارقة الوضع مختلف، لأنها عبر مشروعها النهضوي تساوت قامتها مع المدن العالمية التي تصنع مجدها الثقافي والمعرفي.

*كيف يمكن للمذيع أن يصقل مهاراته بشكل احترافي؟

الإعلامي الناجح يتوجب عليه أن يمر بكل مراحل العملية الإعلامية، ولا سيما الشق الميداني كمراسل يغطي القطاع الفني والثقافي والمحلي، وبالنسبة لي أفادني العمل كمراسلة وأضاف لتجربتي الكثير من المهارات.



*لماذا اخترت العمل في قسم الأخبار؟

أميل دائماً إلى مطبخ صناعة الأخبار وأعتبره «ملعبي» الذي أثبت من خلاله جدارتي، حيث عملت كمحررة أخبار، ومن ثم تمت ترقيتي إلى منتج منفذ، واليوم أعمل رئيس تحرير منذ عام 2010.

*تتسمين بطابع مختلف في أناقتك، كما أنك قارئة نهمة، وقيادية ناجحة، فكيف تحققين التوازن بين هذه الأمور؟

أنا كأي امرأة لدى اهتماماتي الخاصة المتعلقة بالجمال والأناقة، وفي الوقت نفسه تتسم شخصيتي بالجرأة والقيادة، وذلك تحديداً هو الذي ساعدني على التوازن بين أنوثتي الناعمة وأمومتي وقوتي وحسمي في التعامل مع فريق العمل، وأعتقد أن أي امرأة متزنة وناجحة يتوجب عليها أن تُحسن ضبط هذه المعادلة.

*كيف هي قراءتك للكتب؟

بدأت منذ سنوات بالقراءات الفكرية المتعمقة بشكل متنوع، ما شكل لدي رؤية بانورامية متزنة للفكر الإنساني.

*ولكن، نادراً ما نجد مذيعة لديها اهتمامات فكرية وفلسفية.

لقد توصلت لنتيجة مهمة، بأن المذيع والإعلامي الناجح هو الذي يشتغل بتركيز على وعيه وثقافته.