الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بعد حلقتَي «تزيين الكمامة» و«إتيكيت كوفيد 19».. إعلاميون يطالبون بضبط التعامل مع «كورونا»

أثارت حلقة من برنامج «السفيرة عزيزة»، الذي يعرض على قناة dmc المصرية، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استضاف الفنانة ساندي لتقدم نصائح للمشاهدين حول كيفية «تزيين الكمامة بالترتر»، وهو الأمر الذي قابله طيف واسع من المشاهدين بالاستياء، واعتبروه نوعاً من الاستخفاف بعقولهم.



في المقابل، أثارت قناة mtv اللبنانية الجدل أيضاً، بعد عرض حلقة «إتيكيت التعامل مع كوفيد 19»، وهو ما اعتبره متابعون تهويناً من فداحة الأزمة والوباء الذي يعم أرجاء العالم.

وبين هذه الحلقة وذلك اللقاء، تواصلت «الرؤية» مع إعلاميين وصحافيين لسؤالهم عن دور الإعلام العربي في الوضع الراهن، وماهية الموضوعات والقضايا التي يجب أن تُطرح.

وأكدوا أن بعض وسائل الإعلام ما زالت تفتقد لخبرات تحليل أزمة انتشار فيورس كورونا، كما أن بعضها ما زال يتناول الأزمة بشيء من السخرية والاستخفاف، وعلى النقيض من ذلك، تهول بعض وسائل الإعلام من الأزمة، ولكنَّ المطلوب محتوى منضبط وجاد يحلل الأزمة بعيداً عن الإثارة، ويقدم محتوى توعوياً حول وسائل الوقاية وكيفية اتباع الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي، وعدم التهاون في التعامل مع هذا الوباء العالمي.





افتقاد لتحليل الأزمة

قال الصحافي والإعلامي أحمد رفعت: «حتى الآن، لم يقم الإعلام المصري بدوره كاملاً، ودوره الآن، هو التماهي فقط مع الموقف الرسمي، ولم يقم بالتشابك مع الحدث، فالموقف الرسمي سبقه بمراحل، وافتقد لخبرات تحليلية للأزمة، وكان، فقط، امتداداً للإعلام الغربي، حتى في وضع خلفيات عن الفيروس وقصته».

وأضاف أن القدرة على الإبداع وخلق قصص صحافية، جديرة بالاهتمام والمتابعة لم تكن موجودة، خصوصاً قصة الارتقاء بالسلوك والنظافة الشخصية، وهو الجزء الغائب من معظم المناقشات الإعلامية.

وتابع رفعت: «البرامج الترفيهية المتماسة مع (كورونا) مهمة ومطلوبة بغرض الترفيه، لكن لا بد أن تكون بعيدة عن التسخيف أو التهوين من خطورة الأمر، لأنه يؤدي إلى نتائج سلبية».





محتوى منضبط وجاد

بينما يرى الخبير الإعلامي خالد البرماوي أن دور الإعلام، في الوقت الراهن، تحفيز الناس على البقاء في المنزل، وهي المرحلة الأولى، والعمل على محتوى إعلامي منضبط وجاد، مبني على تقارير وأخبار وحقائق، وقصص النجاح في مواجهة الفيروس، أما قصص الترفيه تأتي في مرحلة لاحقة.

وأضاف: «في مصر التعاطي مع أزمة (كورونا) ما زال يُؤخذ على محمل السخرية من جانب بعضهم، وهو ما يجب على الإعلام تغييره، (محتاجين نصحي الدور الإخباري مع التوعوي)، ونفي الشائعات والأخبار المغلوطة، أما الدور المعرفي والترفيهي، فيأتي في مرحلة قادمة».



التخلي عن السخرية

فيما أكد الصحافي المصري علي خليل أن السخرية في تناول الحدث هو الدور الذي يجب أن يتخلى عنه الإعلام، مضيفاً: «لا مجال لتحول الأمر إلى مادة للمزاح، في وقت يموت فيه بعض الناس بالفعل، ويموت بعضهم الآخر من الرعب، بسبب سوشيال ميديا، ويتعرض الاقتصاد للخطر بسبب الشائعات، فهذا أمر مرفوض تماماً».





الابتعاد عن الإثارة

بدوره، أشار الصحافي العراقي تحسين الزركاني، إلى أن مهمة الصحافيين تشكّل تحدياً في كثير من دول العالم، في ظل الرقابة التي تفرضها حكومات بعض الدول، التي تجعل المواطنين يخشون الحديث إلى الصحافة والإعلام، بسبب التحذيرات والتضييق الحكومي.

وأضاف: «لا بد من ابتعاد الصحافيين عن الإثارة، وعدم تضليل القراء بالعناوين الجذابة، على حساب التضحية بالحقائق بغية الحصول على نقرات القرّاء في الأزمات، لا سيَّما وأن الكثير من المعلومات تنتشر بشكل سريع على وسائل التواصل الاجتماعي، مع قيام البعض بقراءة العناوين، فقط، للحصول على المعلومة، وعليه فإن كتابة عناوين شفافة توضح الحقائق أهم من السبق والإثارة».



خطابات الكراهية

وأوضح الزركاني أن تجنب الوقائع العنصرية وخطابات الكراهية التي ترافق الأوبئة، واحدة من أهم واجبات الصحافي، فتعرض بعضهم للهجوم تسبب في كثير من المشاكل النفسية التي كان من الممكن ألا تحدث، لو راعى الصحافيون تلك المخاطر من البداية.





بلا تهوين أو تهويل

أما الصحافي والمدرب الفلسطيني صبحي خطيب فقد قال: «التعامل باستخفاف أو التهويل من الأزمة، هما نقيضان لا يجب على الإعلام الانحدار إليهما، ومن المهم مناقشة الأساسيات والأسئلة التي تخطر ببال كل قارئ وقارئة، وأعتقد أن الأرقام لفهم الإطار العام مهمة للكثيرين، كما أن فتح باب الأسئلة للناس يساعد على معرفة المواضيع التي تشغلهم».



توحيد الخطاب الإعلامي

الصحافي والإعلامي التونسي محمد جابر، يرى أنه لا بد أن يحاول الإعلام إشعار المواطن بالمسئولية، وتوحيد الخطاب الإعلامي لتحقيق ذلك، للخروج من أزمة كورونا، لأن زيادة نسب الإصابة ناتجة عن تهاون المواطنين في التعامل، مع تقديم محتوى توعوي لاتباع وسائل الوقاية، حتى يتم السيطرة على الوضع، فضلاً عن الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية.