حوّل فنانون تونسيون مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إلى منصة لتقديم عروض فنية، كل على طريقته، تحث جمهورهم من المتابعين على الالتزام بالتواجد داخل المنزل من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا.
وتنوعت هذه العروض لتشمل فنوناً استعراضية، ومقاطع إرشادية، ومسرحيات ونقاشات عن «أبو الفنون»، وتضم أيضاً عروضاً موسيقية من المنزل.
مكافأة الملتزمين
استحوذت الفنانة الاستعراضية المثيرة للجدل نرمين صفر على اهتمام الجمهور بين مؤيد ومعارض لها بعدما أعلنت أنها ستكافئ الملتزمين بالمنزل بوَصلة رقص على الهواء محددة توقيتاً معيناً لهذا الاستعراض.
واعتبر رواد سوشيال ميديا عروض صفر نوعاً من الاستفزاز ونشر العري والتفسخ الأخلاقي، إلا أن نرمين ردت بأن هدفها هو التنفيس عن الشعب التونسي ورفع المعنويات والدفاع عن الحياة الجميلة، واصفة من يسخرون منها بأنهم أعداء الحياة.
اختراق الحجر
فيما نافس الأستاذ في المعهد العالي للفن المسرحي بتونس رشدي بلقاسمي، نيرمين صفر، عبر تقديم عرض رقص ليلي «لايف» من خلال صفحته على فيسبوك.
وقال بلقاسمي المختص في الرقص التونسي إن هدفه هو اختراق الحجر الثقافي والفني الذي تعيشه البلاد مضطرة نتيجة الظروف الصحية التي اقتضت إلغاء كل العروض الفنية والثقافية.
نقاشات معمقة
ولمواجهة حالة الحجر الثقافي أنشأ المسرحي نزار السعيدي مجموعة على فيسبوك التحق بها مسرحيون ومهتمون بالشأن الثقافي، حيث يقدم 4 مسرحيات يومياً، 3 منها تونسية أما الرابعة فأجنبية.
وأشار السعيدي إلى أن الهدف هو تعميق النقاش حول الأعمال التونسية خاصة وتمكين المشاركين من مشاهدة أعمال لم يتمكنوا من مشاهدتها عندما عرضت في المسارح والفضاءات الثقافية في تونس.
ولفت إلى أن المجموعة تضم كذلك مسرحيين عرباً ونقاداً وأن الهدف الرئيسي هو توفير مكتبة مسرحية لتكون مرجعاً للنقاد والباحثين في المسرح التونسي أساساً.
أما في المجال الأدبي فقد دعا القاص والناقد السينمائي الأسعد بن حسين القصاصين والروائيين التونسيين إلى كتابة نص يومي في فن التعامل مع العزلة.
وأشار بن حسين إلى أنه يعتقد أنه عندما تنتهي أيام الحجر الصحي قد نجد كتاباً مشتركاً بين القصاصين يكون شهادة على هذه الفترة من تاريخ الإنسانية.
ولم تتوقف هذه المبادرات عند هؤلاء، فقد أعلنت الفنانة لبنى نعمان مع زوجها الفنان مهدي شقرون أنهما سيقدمان بداية من مساء السبت عروضاً موسيقية «لايف» للجمهور في العالم الذي يعشق الموسيقى انطلاقاً من منزلهما.