الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رعاية الأغنام تقود الفلسطينية هدى أبوخوصة للشهادة الجامعية

رعاية الأغنام  تقود الفلسطينية هدى أبوخوصة للشهادة الجامعية

استطاعت الشابة الفلسطينية هدى أبوخوصة أن تتغلب على الظروف المحيطة بها، والتي أجبرتها على رعي الأغنام كشرط أساسي لإكمال دراستها، فلم تتوقف عن تحقيق حلمها وواصلت مسيرتها التعليمية، لتحصل على الشهادة الجامعية بدرجة امتياز.

مسيرة هدى لم تخلُ من الكفاح والصبر والجلد، لتحقيق طموحاتها وأحلامها، فمن فتاة كافحت من أجل الحصول على حقها في التعليم، رغم رفض والدها، إلى ناشطة في مجال تمكين وتغيير واقع الفتيات والنساء للحصول على حقهن في التعليم.



وتقول الفتاة هدى أبوخوصة: «وجدت لوحتي الخاصة في منزلي، التي كانت الجدران وقلم الفحم، ولكن صدمت بعد إكمال مرحلة الابتدائية، حيث أخبرني والدي (لهنا ونكتفي ويجب أن تبقي في المنزل)».

وأضافت: «بدأت باختيار الوقت المناسب لكي أجلس مع والدي، لإجراء اتفاق حول إكمالي التعليم بعد معرفتي بإنشاء مدرسة للمرحلة الإعدادية بجوارنا، وبالفعل وافق بشرط أن أتغيب عن المدرسة يوماً خلاف الجمعة لرعي الأغنام معه، وأصبحت يومياً أذهب بعد انتهاء يوم الدراسة لرعي الأغنام مع إخواني لكي أُشعر أبي بأني غير مقصرة».

وتابعت أبوخوصة: «بعد مضي فترة خلال دراستي بالمرحلة الإعدادية، تم اختياري أفضل ملقيه للقصائد الشعرية، وذلك حصيلة تعليم جدتي، ولم ألتفت للأخرين كوني راعية أغنام وأتلقى الدراسة».





وتتذكر هدى الأيام التي كانت تجلس فيها أمام الأغنام وتحاكيها وتسرد لها ما يدور معها خلال دراستها من مواقف طريفة، وتدرس مع الأغنام معتقدة أنها تفهمها، ولا تغفل عن ذاكرتها عندما طلبت من معلمتها الذهاب لوالدها، للسماح لها بالذهاب لإلقاء شعر في قاعة رشاد الشوا وقوبل الأمر بالرفض.

وفي مرحلة الثانوية، أصيب والدها بمرض السرطان وذهب للعلاج في مصر، ولم يعطها الرد في إكمال دراستها، وبادرت جدتها منحها الإذن، وترى أن هذه المرحلة أعطتها دفعة أقوى في العلم الذي أحببته، لتكمل المرحلة الجامعية، بعد تشجيع والدتها التي قامت ببيع ذهبها لإدخالها الجامعة.

وأشارت هدى إلى أنها مرت بحالة من اليأس بعد انتهاء المرحلة الجامعية بدرجة امتياز، لعدم تمكنها من الحصول على عمل، ولكن يوماً ما كانت تجلس وتسمع أغنية المطرب خالد عبدالرحمن «الله كريم الله»، والتي جعلتها تفكر في الانطلاق نحو مدينة غزة للبحث عن عمل.



وقصدت مؤسسة تفتح المجال للشباب لتقديم مشاريع، ما دفعها لتقديم مقترح لتربية الأغنام، لتبدأ مرحلة جديدة في العمل مع المؤسسة الممولة للمشاريع، وتم تعيينها منسقة برنامج دعم للسيدات، فسارعت في أول مقترح لها بتمكين وتغيير واقع الفتيات والنساء في القرية البدوية، باعتبارهن الأقل حظاً في التعليم.