الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

في يوم القلم الرصاص.. من أديسون لفان جوخ «ذيل قصير» ساهم في تحرير الأسرى وإبداع الفنون

ناصر النجدي

يحتفل الأمريكيون في 30 مارس من كل عام بيوم الذيل القصير أو «القلم الرصاص» تكريماً لتلك الأداة التي لم تساهم فقط في تعليم مئات الملايين الأبجدية ورسم الخطوط والدوائر، بل ساهمت في كسب الحروب وإبداع فنون مدهشة.

ويعد هيمين ليبمان أول من حصل على رخصة ابتكار قلم رصاص مزود بمحاية في طرفه في ذلك اليوم من عام 1858، وبدأ الاحتفال بيومه في الولايات المتحدة لأول مرة في السبعينات من القرن الماضي.

ومزج ليبمان المحاية والقلم في أداة واحدة لييسر على التلاميذ حملهما واستخدامهما، ويوحد بينهما بعد أن كان كل منهما مستقلاً.

رجل الأعمال المبتكر هو الذي صنع أيضاً أظرفاً لمكتبته، وأول من أضاف إليها الصمغ لإحكام غلقها على محتوياتها.

وفي الحرب العالمية الثانية أنتجت شركة كامبرلاند للقرطاسية في كينويك أقلام رصاص من نوع خاص حشتها بين محتواها من الجرافيت بخرائط لمساعدة الجنود المحاصرين والأسرى على الهروب ونيل حريتهم.

وكان تشارلز فريزر سميث قد ابتكر تلك الأداة في عام 1942، إذ كان يقوم العمال بعد إغلاق المصنع ليلاً بحشو الخرائط الدقيقة مع الجرافيت في سرية تامة، حيث كانت تتضمن طرقاً للهروب من معسكرات الاعتقال والسجون الحربية، وبوصلة دقيقة متناهية الصغر.

وأرسلت الآلاف من تلك الأدوات الصغيرة في شحنات إلى القوات الجوية البريطانية ومعسكرات الاعتقال الحربية. Latin penicillus a "little tail"

ومن المؤكد أن القلم الرصاص، المشتق اسمه من الكلمة اللاتينية penicillus أو الذيل القصير، كان عاملاً وأداة في غاية الأهمية للمبدعين والمبتكرين، فهو الأداة التي يستخدمها الفنانون لرسم «كروكي» أو صور تمهيدية أولية أو تصورات مبدئية لأفكارهم، ويعرف كل من استخدم تلك الأداة في صغره شغف تلك اللحظات.

وطالما استخدم ذلك الوسيط بالأبيض والأسود لرسم وإبداع فنون وصور تتميز بالعمق والدقة وتنبض مشاعر وأحاسيس وحياة، وهي أول أداة في تعلم الرسم قبل الألوان باختلاف أنواعها.

ولم يزامل القلم الرصاص التلاميذ والمبدعين فقط، بل كان رفيقاً مخلصاً أيضاً للنجارين وهم يحددون أبعاد قطع الأثاث ويحددون الخشب قبل قطعه أو نحته أو تشكيله.

وكان القلم الرصاص أداة الفنانين الخالدين في إبداع أعمال عظيمة من الفن، أدهشت الملايين وألهبت مخيلتهم على مر السنوات.





حقائق سريعة

ويعتبر نيكولا جاك كونت العالم في جيش نابليون بونابرت أول من اخترع القلم الرصاص بشكله الحديث في عام 1795.

وتصنع معظم الأقلام الرصاص في الولايات المتحدة الأمريكية باللون الأصفر، وبدأ ذلك التقليد في عام 1890، عندما بدأت شركة هاردموت النمساوية المجرية في تصنيع أقلام ماركة الماسة الشهيرة «كوهنور» تماثلها في لونها الغالب وتضفي إيحاء بالفخامة والكفاءة على القلم.

وبدأت معظم الشركات الأخرى في تقليد ذلك المنتج للإيحاء بالعملاء بكفاءة وفخامة القلم الرصاص الذي ينتجونه.





أشهر المستخدمين

*المخترع الشهير توماس أديسون كان يستخدم أقلام رصاص خاصة طولها 3 بوصات، وأكثر سماكة ونعومة من الأقلام العادية.

*أعاد الأديب فلاديمير نابوكوف كتابة كل ما نشره عدة مرات باستخدام القلم الرصاص.

*الأديب جون شتاينبيك كان مهووساً باستخدام القلم الرصاص، يستخدمه أكثر من 60 مرة يومياً، وكتب روايته الشهيرة «شرق عدن» مستهلكاً أكثر من 300 قلم رصاص.

*الرسام الخالد فنسنت فان جوخ كان يستخدم أقلام فابر في رسم «اسكتشاته» وذلك لأنها أكثر تميزاً من الأقلام العادية التي كان يستخدمها النجارون في ذلك الوقت، وكانت تتسم بدرجات مختلفة من اللون الأسود ومشتقاته.

*الأديب رولد داهل كان يبدأ يومه بأن «يبري» 6 أقلام رصاص صفراء دفعة واحدة يستخدمها في الكتابة حتى تبلى ثم يقوم بـ«بريها» مرة أخرى.

* الرومان القدماء استخدموا أداة أسموها ستايلوس لوضع علامات خفيفة يمكن قراءتها على ورق البردي.

*استخدم الجرافيت في صناعة الأقلام الرصاص على نطاق واسع بعد اكتشاف كمية هائلة منه في بردويل بإنجلترا عام 1564.

*نورمبرج الألمانية مهد أول تصنيع للأقلام الرصاص على نطاق واسع وذلك في عام 1662.