الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

فنانون ومشاهير يستفزون الجمهور بإعلانات ترويجية تتجاهل واقع كورونا

فنانون ومشاهير يستفزون الجمهور بإعلانات ترويجية تتجاهل واقع  كورونا

في ظل تفشي فيروس كورونا، وانشغال العالم بالإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشاره، وجهود التصدي لهذا الوباء الذي يجتاح الأرض، يطل فنانون ومشاهير سوشيال ميديا بحملات تسويقية وإعلانات ترويجية ودعائية لسلع ومنتجات مستفزة للجمهور، الذي يقبع في المنازل امتثالاً لتعليمات الحجر الصحي، محاطاً بمخاوف وقلق وتوتر من الإصابة بهذا الفيروس المستجد، ضاربين مثالاً سلبياً في عدم التفاعل مع الحملات التطوعية والتوعوية التي يقودها في المقابل، نظراء لهم.

وأكد فنانون وإعلاميون أن هذه الممارسات غير المسؤولة تصدر عن دخلاء على الوسط الفني، لا علاقة لهم برسالة الفن السامية التي تحتم على الفنان التحلي بالمسؤولية المجتمعية في مثل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها العالم، مضيفين أن هؤلاء الفنانين والمشاهير الافتراضيين يتاجرون بمشاعر الناس ويستخفون بعقولهم، ولا يعنيهم سوى تحقيق الشهرة والنجومية وكسب المال، حتى ولو كان على حساب متابعيهم.





دخلاء على الفن

يرى المخرج والفنان الإماراتي علي جمال أن تسويق بعض الفنانين ومشاهير سوشيال ميديا لمنتجات مختلفة في ظل هذه الظروف التي يعيشها العالم تثبت بأنهم دخلاء على الوسط الفني وغير مخضرمين، وليس لديهم خبرة فنية، مؤكداً أن معظمهم جدد على الساحة الفنية والإعلانات مصدر رزق لهم.

نشر الوعي

وتابع جمال: «ربما يجب عليهم إعادة النظر في المحتوى الذي يقومون بتقديمه أو الترويج له في هذه الفترة، ويجب أن يكون لائقاً، كما يجب على جميع الفنانين المساهمة بشكل أو بآخر في دعم حكومات دولهم وجهودها في نشر الوعي والتحذير من مخاطر فيروس كورونا على العالم أجمع، وتحفيز الجمهور على اتباع الإرشادات الصحية لأن الفنان يمثل واجهة إعلامية ترويجية مهمة، وهذا وقت التعاون والتكاتف الحقيقي».



شعارات كاذبة

الفنان الإماراتي حمد الكبيسي أكد أن عالم سوشيال ميديا اتخذه البعض منصة لبث شعارات كاذبة ومشوشة، في الوقت الذي تمكن فيه تفشي فيروس كورونا من كشف هذه الفئة، التي تطلق على نفسها مشاهير سوشيال ميديا، على حقيقتها التي تتلخص في بحثهم عن المال، بغض النظر عن الظروف التي يمر بها العالم.

متاجرة بالمشاعر

وأضاف الكبيسي أنه عرض عليه تسويق منتج معين، لكنه رفض نظراً للوضع الحساس الذي يعيشه العالم بسبب انتشار وباء كورونا، كما أن انتماءه وحبه لوطنه وأخلاقه لا تسمح له المتاجرة بمشاعر الأفراد، مبيناً أنه اقتصر النشر عبر حساباته على مواقع التواصل على مواضيع وطنية، وأحياناً يقوم بنشر مواضيع فكاهية للتخفيف على المتابعين لا أكثر.



باحثون عن الشهرة

أما الفنان بلال عبدالله فأشار إلى أنه على الجميع، في ظل هذه الظروف العصيبة، التكاتف والتلاحم لمواجهة هذا الوباء والمكوث في المنازل حتى زوال هذا الفيروس، مبدياً استغرابه من البعض الذين يبحثون عن المال والشهرة والهدايا في الترويج لمنتجات في ظل هذه الظروف غير الملائمة لمثل هذه الأفعال.



استخفاف بالعقول

بينما عبر الفنان الإماراتي طلال محمود عن غضبه من هؤلاء الذين يروجون لسلع ومنتجات في ظل هذه الظروف الصعبة على الجميع، مؤكداً أنه لاحظ هذا الموضوع ورصده مع بداية الأزمة، حيث أقدم فنانون ومشاهير على التسويق والترويج لمطاعم وعيادات أسنان، على الرغم من درايتهم التامة بالحالة التي يعيشها الناس، وهذا إن دل فيدل على قلة وعيهم وعدم إدراكهم للوضع واستخفافهم بعقول الناس، وهذا أكبر دليل على ما يعانيه الوسط الفني من دخلاء مزيفين، ولكن الشكر لكورونا الذي تمكن من كشف حقيقتهم للعالم.



حملات ترويجية

فيما يرى الفنان الإماراتي عبدالله صالح أن بعض الفنانين ومشاهير سوشيال ميديا تربطهم عقود مع وكالات تجارية للترويج لمنتجات مختلفة، ولا يملكون قرار وقف هذه الحملات الترويجية، حسب بنود العقد المبرم بينهما، وإن كان هناك لوم فيلقى على وكالات الإعلانات.



مشاهير بلا مسؤولية

الإعلامية السعودية أميرة الفضل أشارت إلى أنها لم ترصد فنانين يسوقون لمنتجات في هذه الفترة، ولكنها رصدت الكثير من مشاهير سوشيال ميديا الذين لا يتحملون مسؤولية تجاه مجتمعاتهم، يروجون لسلع ومنتجات.

وذكرت أن الجمهور ابتعد عن متابعتهم منذ بداية تطبيق إجراءات الحجر المنزلي، فأصبحت كل أهدافهم لفت الأنظار مجدداً عبر أعمال غير منطقية، ولكن العقوبات الرادعة أوقفتهم بعض الشيء عن السلوكيات التي يقدمون عليها، إذ يعد الإعلان هو مصدر الدخل الوحيد لهم.



عقود تسويق

بينما يرى الفنان الأردني أحمد غانم أنه يجب على الفنان أن يراعي ما يقدمه من محتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن معظم الشركات التي توقفت إعلاناتها لديها عقود تسويق مع فنانين لمنتجاتهم، ولذلك ربما يكون الفنان مجبراً على التسويق لتلك المنتجات، لأن حالة الطوارئ لا تشمل التوقف عن الإعلانات.

وأوضح أنه يجب على شركات الإعلانات أن تكون أكثر ذكاء فيما تقدمه من منتجات متعلقة بفيروس كورونا وتطلب من الفنانين المتعاقدين معهم أن يعلنوا عنها.



رسالة الفن

أما الفنان أزل يحيى إدريس فاعتبر هذه الفئة من الفنانين والمشاهير دخلاء على الوسط الفني ولا يعدون فنانين حقيقيين، مضيفاً أنهم دخلوا المجال الفني من أجل الشهرة والمال والأعمال التجارية فقط، ولا علاقة لهم برسالة الفن الهادفة التي تحتم على الفنان التحلي بالمسؤولية المجتمعية.