الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

طرائف وغرائب لا تكسر جدية التعلم عن بعد في الفصول الافتراضية

طرائف وغرائب  لا تكسر جدية التعلم عن بعد في الفصول الافتراضية



في الوقت الذي يخلق تغير نمط التعليم من تقليدي عبر التواصل المباشر مع المعلمين والمحاضرين والأكاديمين، إلى نمط الدراسة عن بعد، صعوبات، لم تكن في الحسبان، لدى الطلبة والدارسين، إلا أن النمط الجديد، بكل ما يحمله من متغيرات، صاحبته، العديد من المواقف الغريبة، وغير المتوقعة التي شكل بعضها مفارقات طريفة، وقت وقوعها، لم تغيب سياق جدية العملية التعليمية التي انتقلت إلى ما يشبه قاعات جامعية افتراضية، عبر الفضاء الرقمي، ليتناقلها أطرافها أنفسهم، قبل العمل على تلافيها فيما بعد.

وفي تواصلهم مع "الرؤية" أكد عدد من الطلبة الدارسين عن بُعد أن تقنيات الصوت أثناء بث المحاضرات أوقعتهم في مواقف محرجة كثيرة، جاء أبرزها انتقال حوارات أفراد الأسرة إلى الفصول الدراسية، وكتم صوت المحاضر أثناء الشرح عن طريق الخطأ، فضلاً عن تحول ضبط المنبه صباحاً قبل توقيت المحاضرة بنصف ساعة بدلاً من ساعتين كما اعتادوا سابقاً للذهاب إلى الجامعة.


وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بالصور ومقاطع الفيديو الطريفة التي تلخص الكثير من المفارقات والمواقف التي يتعرض لها الطلبة خلال تطبيق نظم التعلم عن بُعد، ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة، للحد من انتشار فيروس كورونا.





فضول الاستكشاف

قال الطالب في كليات التقنية العليا سيف الحمادي إن حب الاستكشاف والفضول دفعه إلى تجربة كل أزرار شاشة البث عن بُعد، في أول أيام تطبيق الدراسة عن بُعد، ما أدى إلى كتم صوت الأستاذ المحاضر بالخطأ لمدة 25 دقيقة تقريباً من وقت المحاضرة، والتي أمضاها هو وزملاؤه بتبادل أطراف الحديث، في حين عاد صوت الأستاذ المحاضر في النصف الأخير من زمن المحاضرة.

وأضاف: «نعتمد في أحيان كثيرة على مجموعات واتس آب كي يساعد بعضنا البعض لإنجاز المشاريع والمهام الدراسية، خاصةً أن انقطاع صوت الأستاذ لا يجعل المعلومات تصلنا كاملة، ورسائل بريد الجامعة تتأخر في الوصول، مقارنة برسائل واتس آب التي تصل مباشرة».





أحاديث أسرية

بينما ذكرت الطالبة في إحدى كليات جامعة عجمان حنان لؤي أنها كانت تحاول مشاركة شقيقتها إطراء الأستاذ المحاضر لمشاركتها الفعالة في الفصل، لكنها لم تنتبه إلى أن الميكروفون كان ينقل صوتها للمحاضر في حينها عن طريق الخطأ.

الطالبة في جامعة زايد عائشة الساعدي، أوضحت أن زميلاتها في الفصل سمعوا توبيخ والدتها لها عن طريق الخطأ، فأدى لضحك جميع الفصل، وكي يحافظ الأستاذ المحاضر على هدوء البث، قام بكتم الصوت من جهتها.





غفوة سريعة

ولعل الصور المركبة لنوم الطلبة أثناء بث المحاضرات حقيقية، حيث أشارت الطالبة حفصة المرزوقي، من جامعة زايد، إلى أن صوت الدكتور الهادئ أثناء الشرح يبعث على النعاس، ما أدى إلى غفوة سريعة لإحدى صديقاتها عن طريق الخطأ.

وقالت: «على الرغم من كل المواقف المضحكة والصور التي نتناقلها عبر مواقع التواصل، إلا أننا كطلبة جامعيين نعتبر أنفسنا ملتزمين بنظام التعلم عن بُعد، بالحضور في توقيت المحاضرة والتركيز المطلوب لمصلحتنا العلمية، إلى أن تنتهي الأزمة التي يمر بها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا».





الاستيقاظ مبكراً

الطالب علي العوبثاني، من جامعة الشارقة، أكد أن أكثر المواقف الطريفة والمحزنة في الوقت نفسه، التي يمرّ بها هي استيقاظه إحدى المرات مبكراً قبل توقيت المحاضرة بنصف ساعة واستعد تماماً، لكنه تفاجأ بأن صوت الدكتور المحاضر بعيد جداً، ويكاد يستوعب الشرح، لكن الدكتور شعر بعدم تفاعل الطلبة، وقام بتعديل بث الصوت بعدها.

وأضاف: «على الرغم من الصعوبات التي نعاني منها أحياناً، إلا أن معظم الأساتذة يبادرون بإرسال فيديو للمحاضرة، كي نراجع ونستوعب الدروس جيداً، ومعظمنا ملتزم بالتوقيت والاستماع للدروس، كما أن الدراسة عن بُعد قد جعلتنا نستبدل توقيت المنبهات لدينا إلى نصف ساعة قبل المحاضرة، بدلاً من الساعتين سابقاً».





مسابقات مفاجئة

ولعل المواقف الطريفة لا تقتصر فقط على الطلبة، بل تمتد إلى الأساتذة وأعضاء الهيئة التدريسية، حيث ذكرت أستاذة الإعلام بجامعة عجمان الدكتورة شيرين موسى أنها حرصت منذ بدء نظام التعلم عن بُعد بتحفيز الطلبة، عن طريق طرح سؤال على طريقة اختيار متعدد بشكل فجائي وسط عملية الشرح، وجعل مدة الإجابة تقتصر على 30 ثانية فقط، كي تتأكد من تركيزهم في المحاضرة.



وقالت: «وجدت تفاعلاً كبيراً من الطلبة مع هذه الأسئلة لدرجة أنهم طلبوا مني القيام بفقرة مسابقات خاصة خارج الفصل، كي ترفه عنهم خلال فترة الحجر المنزلي».