الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

طلبة دارسون عن بُعد: غاب الحضور واللقاء وما زال الوصل موجوداً في زمن كورونا



قالت مجموعة من طلبة الجامعات الدارسين عن بُعد، إن عملية الدراسة عن بُعد سلبت منهم الحياة الاجتماعية التي تتميز بها المرحلة الجامعية، وحضورهم للمحاضرات يومياً، والتقاء أصدقائهم، إلا أن الوصل بينهم ما زال موجوداً بفضل تطبيقات التواصل الاجتماعي، التي طوت المسافات وجعلتهم على تواصل دائم مع بعضهم البعض، رغم القيود التي يفرضها عليهم تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأكدوا أنهم، في ظل هذه الأزمة العالمية، عززوا من تواصلهم مع بعضهم البعض أكثر من ذي قبل، كما يحرصوا على تذكير أنفسهم بأنهم رقباء على ذاتهم، وعليهم التركيز الكامل في الأوقات المخصصة للمحاضرات، فضلاً عن مد يد العون لبعضهم في شرح الأجزاء التي قد يشوبها لبس لدى زملائهم بعد انقضاء وقت المحاضرة.





تعاون وتفهم

قالت طالبة الهندسة الكيميائية بجامعة خليفة سلامة الطاهر: «أعلم تماماً أن عملية الدراسة عن بُعد تمت حرصاً على سلامتنا، وقد شعرت بأن محاضراتي منتظمة، وأتابعها بسلاسة من المنزل، كما أن الأساتذة متعاونون ومتفهمون للظروف المحيطة خاصة في حال حدوث أعطال تقنية، ونأمل أن نواجه الأزمة وتمر بسلام سريعاً».

وذكرت أن المحاضرات الخاصة بالمختبر والتي تتطلب جهداً عملياً إلى جانب الجهد الذهني، اقتصر الأساتذة على شرحها بصورة نظرية خلال المرحلة الحالية، وقد يجري تعويضها لاحقاً بعد مرور 3 أسابيع.





تعدد الإيجابيات

بينما أوضح الطالب بجامعة عجمان أحمد القادري، أن عملية الدراسة عن بُعد تحمل العديد من الإيجابيات كتوفير الوقت والجهد في المواصلات والذهاب للجامعة، إلا أن عملية التواصل مع الأساتذة وزملاء الفصل قد قلت فعالياتها، لذلك يحرص على التواصل مع أصدقائه عبر مواقع التواصل بشكل يومي، خاصة أن لقاءاتهم انعدمت في ظل التدابير والإجراءات الوقائية التي تنصح بها الجهات الصحية في الدولة.





علاقة راسخة

فيما يعتقد الطالب بكلية التقنية تخصص تقنية أمن معلومات في الشارقة حمدان الحوسني، الذي درس ما يقارب 7 محاضرات حتى الآن بنظام الدراسة عن بُعد، أن علاقته بأصدقائه راسخة لم ولن تتأثر حتى وإن قلّ وصلهم، بل ستزداد مع الوقت، والحياة الجامعية ستمضي على هذا النمط وتعود مجدداً لسابق عهدها.



تواصل افتراضي

الطالب عبدالله آل علي بجامعة الشارقة، يرى أن العلاقات السطحية مع زملاء الفصل ستذوب مع مرور الوقت في ظل غياب اللقاء اليومي أو الأسبوعي بالجامعة، خاصة أن الشعبة الواحدة يتجاوز عدد طلابها 30 شخصاً، ويصعب معرفة الجميع، مشيراً إلى أن علاقته مع أصدقائه المقربين ما زالت طيبة بفضل التطبيقات الافتراضية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال: «على الرغم من استهانة البعض بموضوع فيروس كورونا في البدايات، إلا أننا أدركنا ضرورة اتباع قواعد السلامة في ظل تفشي الفيروس حول العالم، وكذلك الإجراءات الاحترازية التي أقدمت عليها الحكومة والقيادة».





رقابة ذاتية

وأشار الطالب في الجامعة الأمريكية بدبي قسام صبيح إلى أن عملية الدراسة عن بُعد تتطلب التزاماً كبيراً، حيث إن الطالب رقيب على نفسه، في ظل عدم وجود الأستاذ بصورة فعلية ومباشرة، لذلك يحرص هو وأصدقاؤه على تذكير بعضهم البعض بالالتزام وعدم اللهو بما يشتت ذهنهم أثناء بث المحاضرات.

وأضاف: «هناك عدد كبير من زملائي الذين فرحوا كثيراً بقرار الدراسة عن بُعد، إلا أنني أميل للدراسة الفعلية واللقاء المباشر بالأستاذة وزملائي بالفصل، لذلك أحاول التواصل بصورة دورية مع أصدقائي وأساتذتي خاصةً في حال عدم استيعابي لجانب معين من المحاضرة، وحاجتي لوقت إضافي لمناقشة الأستاذ خارج الوقت المخصص لبث المحاضرة، ووجدت ردود فعل إيجابية من أساتذتي».





أسلوب معتمد مسبقاً

بينما لفتت الطالبة بجامعة حمدان بن محمد الذكية مريم الكوهجي إلى أن الدراسة عن بُعد هي أسلوبهم الدراسي المعتمد منذ السنة الأولى، وأنهم يذهبون للجامعة فترة الاختبارات النهائية فقط، لذلك لم تواجههم أية تغييرات، بل إن الأساتذة والمحاضرين أصبحوا أكثر تعاطفاً معهم خلال هذه الأزمة التي يمر بها العالم.