الجمعة - 17 يناير 2025
الجمعة - 17 يناير 2025

صيادو كورونا يفتشون عن المصابين بين تجار المخدرات في جنوب أفريقيا

يقف صيادو كورونا المستجد حاملين استبياناتهم ومعدات للفحوص الطبية في طليعة جيش البدلات الزرقاء الذي كلفته السلطات بمطاردة الفيروس في قلب ضواحي جنوب أفريقيا الأكثر عرضة للخطر.

هذا الصباح، دخلت فرقتهم بين مباني حي يوفيل القريب جداً من وسط جوهانسبرغ، وهو أحد أفقر الضواحي، ومن بين أكثرها تأثراً بتجارة المخدرات في أكبر مدن البلاد.

تقول الممرضة زولا ديلومو: «طلبنا من السكان إعلام جيرانهم ليتقدموا لنعاينهم ونفحصهم إن أمكن».

في ظلّ الحجر التام، استجاب بعضهم إلى الدعوة، تعلق الممرضة على ذلك بسعادة: «لقد جاؤوا وهم على استعداد حتى للفحص».

فرض الرئيس سيريل رامفوسا على مواطنيه البالغ عددهم 57 مليون نسمة البقاء في منازلهم لثلاثة أسابيع على الأقل، على أمل إبطاء نسق الانتشار المقلق للوباء في البلاد.

في جنوب أفريقيا، لم يصب «كوفيد-19» حتى الآن سوى 1585 شخصاً، توفي تسعة منهم، وهو رقم بعيد عن الحصيلة في بعض بلدان أوروبا التي شهدت وقوع آلاف الضحايا.

لكن بدأ الفيروس يظهر في الضواحي، ويخشى الرئيس أن ينتشر بوتيرة عالية في الأحياء الأكثر فقراً المكتظة بالناس والتي تفتقر في أحيان كثيرة إلى الماء والحمامات.

ولضمان عدم حصول ذلك، أطلقت الحكومة حملة فحوص غير مسبوقة في أفريقيا، يفترض أن تشمل 10 آلاف طبيب وممرضة ومتطوع، مهمتهم مطاردة العدوى في كل منزل من منازل الفقراء.

في يوفيل، قُسّم جنود المشاة هؤلاء إلى ثماني مجموعات صغيرة كلفت كل واحدة منها بتمشيط مساحة كيلومتر مربّع.

يقول المسؤول عنهم كيغوربتسي ندينغادينغا: «هدفنا توعية الناس، بعضهم لا يفهم معنى الحجر»، مضيفا: «صحتهم هي أولويتنا القصوى».

جالساً إلى جدار من الطوب، ورافعاً رأسه إلى الخلف، يستعد مايكل موشين «58 عاماً» لمنح عينة من أنفه لفحصها، يقول: «إن هذا مزعج بعض الشيء، لكن علينا أن نكون أقوياء»، ويتابع: «هذا ضروري لمعرفة حالتك».

حتى اليوم، أجري نحو 48 ألف فحص من هذا النوع، تم تحليل أغلبها في مخابر خاصة، وفق أرقام السلطات الصحية.

اعتبر وزير الصحة زويلي مخيزي أنّ هذا الرقم غير كافٍ، إذ يرى أن هذه الإحصاءات لا يمكن أن تظهر سوى قمة جبل الوباء.