يعتبر الاحتفال بـ«حق الليلة»، ليلة النصف من شعبان، جزءاً أصيلاً من الموروث الإماراتي الأصيل، ويحرص الأطفال كل عام على استحضاره بالطواف على البيوت، حاملين أكياساً خاصة مصنوعة من القماش، منشدين أغاني الأجداد «عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم»، ولكن في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، والتحذير من الاختلاط، وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، طرأت متغيرات على مظاهر الاحتفال بالمناسبة هذا العام.
احتفالات منزلية
وبعد أن كانت الاحتفالية تشهد تجمعاً أسرياً واسعاً وتزاوراً بين الأهل والأقرباء، اقتصرت في الوقت الحالي على احتفالات أسرية محدودة داخل المنازل إحياءً لليلة النص من شعبان، وتحولت التهاني والتبريكات المباشرة، التي تستدعي التواصل والمصافحة، إلى تبادلها رقمياً عبر رسائل نصية ومكالمات هاتفية مرئية ومسموعة.
حلول رقمية
ولجأت الأسر في هذه الظروف إلى الحلول الرقمية التي باتت في متناول الجميع كبديل آمن عن الاختلاط والاحتكاك المباشر بين الأفراد، وحفاظاً على فرحة الصغار بهذه الليلة التي ينتظرونها كل عام للخروج إلى منازل الجيران طلباً للحلوى.
وفيما يتعلق بشكل الاحتفالات هذا العام، أجمعت أسر على أنهم قاموا بشراء مستلزمات حق الليلة مبكراً، وتغليفها من أجل إسعاد أطفالهم، واستعداداً لتوزيعها عليهم خلال اليوم، دون اختلاط بأطفال أهل الفريج، مؤكدين أنهم قاموا بشراء ملابس جديدة لهم، كي لا تطرأ على بهجتهم أي منغصات.
بهجة الأطفال
وقالت مديرة سوق القطارة التراثي بالعين، التابع لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، منى المهيري: إنها في كل عام كانت تشرف على تنظيم احتفال حق الليلة، بحيث تتم استضافة ما يصل إلى 200 طالب وطالبة من مراحل رياض الأطفال حتى الحلقة الثانية، في السوق صباحاً، لتوزيع الهدايا والحلوى عليهم، وإدخال البهجة على قلوبهم، فيما يستضيف السوق في المساء، أبناء الأسر والعائلات التي تتردد على المكان برفقة ذويهم، مرتدين ملابسهم الملونة الجديدة، للاحتفال معهم بحق الليلة.
رسائل نصية
وذكرت المهيري، أن الاحتفال اختلف بعض الشيء هذا العام، بسبب الإجراءات الصحية، وقواعد التباعد الاجتماعي، حيث تعتزم بصفتها الرسمية نيابة عن الدائرة، إرسال رسائل نصية إلى هواتف العائلات والأسر في مدينة العين، تهنئهم فيها بمناسبة حق الليلة، مرفقة بالأغاني التراثية القديمة التي تتعلق بهذه الليلة، فضلاً عن إرسال رسائل إلكترونية محملة بالتهنئة، لكي تشعر الجميع بأنه يوم مختلف.
تهنئة افتراضية
أما مدير مدينة الشارقة للإعلام «شمس» شهاب الحمادي، فأكد أن الاحتفال سيكون هذا العام قاصراً على تبادل التهاني افتراضياً من خلال منصات التواصل الاجتماعي دون مخططات محددة، نظراً للظرف الذي تمر به الدولة.
ودعا الحمادي، الأسر إلى ابتكار طرق حديثة للاحتفال دون أن يغادر الأطفال المنازل، حرصاً على صحتهم وسلامتهم، وتطبيقاً لقواعد التباعد الاجتماعي، التي تحث عليها وزارة الصحة ووقاية المجتمع.