يصل إلى عرض البحر، يغوص في أعماقه حاملاً أدوات ومعدات كهربائية ومعدنية، مستكشفاً مواقع الخلل في السفن الذي يحمل مئات الأطنان من البضائع أو البشر، يصلح العطل ويعود إلى الشاطئ بانتظار إشارة نجدة أخرى أنه الغواص ومدرب الغوص الإماراتي أحمد الجراغ الذي انتقل من مهنة الغوص الترفيهي إلى التجاري والطبي، حيث نال أخيراً شهادة تؤهله لعلاج إصابات الغوص والغرق تحت الماء.
وتتمركز مهام الجراغ في إجراء عمليات اللحام تحت المياه عبر فحص أنابيب النفط وإصلاح الجسور، كما يساعد اللحامين في رفع السفن والطائرات المتحطمة تحت سطح المياه فضلا عن صيانة البواخر.
في البداية كان الحذر مسيطراً على أحمد الجراغ الحاصل على عشرات الدورات التدريبية المتخصصة في الغطس عندما قدم له العرض المميز من شركة «أدنوك» للابتعاث في رحلة علمية مع شركة الإرشاد البحرية في أبوظبي.
وكان عليه في البداية إنجاز أصعب الأعمال وأخطرها تحت أعماق المياه، حيث يتعامل مع الكهرباء والماء في آن واحد، ولكن مع مرور الوقت تبددت مشاعر الحذر والترقب، وحل محلها الهدوء والاطمئنان وتطور أداؤه بمستوى عالٍ جداً.
وقال الجراغ: «اللحام بشكل عام عبارة عن شكلين: التلحيم، والقطع، ويتم إنجاز اللحام من خلال تماس مباشر مع الماء أو ينفذ يدوياً عبر معدات مشابهة للمعدات المستخدمة في التلحيم العادي، أما معدات الغوص المستخدمة في التلحيم فهي نفسها المستخدمة فوق الماء مع القليل من التعديلات والإضافات التي يتم إجراؤها، فضلاً عن أهمية وجود قاطع سكيني في الدائرة الكهربائية لسرعة توصيل التيار».
أما فيما يخص مهنة «طب الغوص المائي»، فيؤكد الجراغ أن قطاع طب الغوص المائي في الإمارات يعاني من شح لافت في عدد العاملين، ومن هذا المنطلق ارتأى صقل مهاراته في مجالي طب الغوص وعلاج حوادث البحار.
ويُناط إلى الجراغ كمعالج غوص مهام التأكد من بقاء المريض على أعلى درجات السلامة بالإضافة إلى مراقبة سير العلاج ومتابعة استكمال الفحوصات الطبية اللازمة، كما يشرف على القيام بالفحوصات الطبية لجميع المستجدين في دورات الغوص وتدريب المنتسبين على عمليات البحث والانتشال البحري.
واقترح الجراغ إدراج مساق إلزامي يدرس طلاب كليات الطب في جامعات الدولة «طب الغوص»، ومن ثم تتاح للطلبة حرية اختيار التخصص بعد التعرف على مجالاته وفرص عمله المفتوحة.