الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«راحوا الطيبين».. حنين إلى الماضي يتحول إلى ثقافة شبابية

«راحوا الطيبين».. حنين إلى الماضي يتحول إلى ثقافة شبابية

كتاب راحو الطيبين

قصص الأمس، حيث الحنين لرائحة الفريج والجدة ومغامرات غرانديزر والكابتن ماجد، وغيرها الكثير من القصص هي ذاكرة الطيبين الذين عاشوا بيننا، وما زالوا يعيشون في قلوبنا.

بهذه الجملة بدأ الكاتب الشاب خالد السويدي حديثه عن جيل «راحوا الطيبين»، مؤكداً أن الجملة انتشرت مؤخراً كالنار في الهشيم إلى حد وصل فيها هوس البعض بإصدار كتب وبرامج تلفزيونية.

كما أن حسابات على مواقع التواصل أصبحت تنادي مستدعية النستولوجيا «راحوا الطيبين»، كما سميت مقاهي شبابية بـ«راحوا الطيبين» علاوة على تشيرتات اليافعين التي كتب عليها الجملة بخط عريض وألوان فاقعة والمواقع الإلكترونية والهاشتقات التي تبنت الفكرة كعنوان لها.

وغنى كلمات هذه الجملة كل من نبيل شعيل وراشد الماجد، و كتب بعض المثقفين حول «راحوا الطيبين» مقالات عدة.

من جهتها، حذرت الأخصائية النفسية عزة أبو العلا من البرمجة العقلية الخاطئة عند تداول كلمة «راحو الطيبين» مشيرة إلى أنها ترسخ معتقداً خاطئاً في أذهان الشباب مفاده أن الناس الذين عاشوا خلال الحقب الزمنية الماضية أفضل من أولئك الذين نعرفهم اليوم.

وتابعت أن الاستخدام اليومي للكلمات والجمل بين الناس من شأنه بلورة اتجاهاتنا العقلية بطريقة خاطئة سلبية، وهذا ما تفعله بنا مثل هذه الجمل والكلمات، عازية سبب رفضها لاستخدامها إلى استحالة ربط صفة الطيبة بأناس في فترة زمنية محددة، لأن الطيب والخبيث في كل مكان.

في السياق ذاته، أفاد الكاتب خالد السويدي صاحب رواية «راحوا الطيبين» في كتابه أن الحديث عن الذكريات له وقع خاص في النفس، خاصة عندما يتعلق الأمر بفترة الطفولة، حيث تتداعى أحداث أيام الشقاوة، ذاكراً انه لم يعلم ماذا يسمي كتابه الذي ألفه مؤخراً عن الذكريات في الماضي، فهو لا يصنف كقصص أو مقالات، بل يجمع بين الحكايات والذكريات القديمة التي تعود بنا إلى الوراء إلى أشياء تتسلل خلسة إلى الذاكرة لأناس عاشوا بيننا وسيعيشون في كل زمان ومكان.

والجملة تذكر في مكان ما أو لغرض تم استخدامه في الماضي، وإن تمعنا فيها سنجد أن هناك الكثير من الأمور الغائبة عن ذهننا.

بدورها، أفادت البائعة في أحد محلات الشارقة نجاة الصالح أن الجملة تستخدم للإشارة إلى غياب الكثير من القيم المجتمعية في حياتنا، وترى أن «راحوا الطيبين» لم تُقَلْ من باب الطرفة، فرغم سخريتها إلا أنها تعد رسالة خاصة في غياب الكثير من المبادئ المجتمعية.