الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قراءة وألعاب شعبية وعودة للهوايات التراثية.. أسر إماراتية تستثمر "حظر كورونا" بخطط يومية

وجد مواطنون في محنة فيروس كورونا، منحة كبيرة أعادت لهم الترابط الأسري الذي افتقدوه نتيجة الحياة الاستهلاكية وانشغال الأبناء بالدراسة، مشيرين إلى أن أيام الحجر الصحي أتاحت لهم تحقيق الكثير من الخطط المؤجلة، التي أعادوا إحياءها وفق خطط يومية يشارك في تنفيذها مختلف أفراد الأسرة، كل حسب ميوله واتجاهاته.

وأكد إماراتيون التقتهم «الرؤية» أنهم باتوا أكثر نهماً للقراءة التي باتوا يجدون فيها الصديق الأكثر وفاء في هذه الشدة، ومنوهين بأنه بات للرياضة نصيب كبير من يومياتهم بعد أن كانوا يفتقدون لأوقات ممارستها، ومشيرين إلى أنهم استفادوا كثيراً من الفعاليات والورش التي تنظمها الدوائر والجهات المختلفة عن بعد.

ولفتوا إلى أنهم وجدوا في الحظر فرصة تعليم الأبناء على عدد من الألعاب التقليدية الشعبية التي تربوا عليها وتعريف الأجيال الجديدة على إرث الأولين، مشيرين إلى أنه بات أمامهم الكثير من الوقت الذي مكنهم من ممارسة هوايات افتقدوها لسنوات طويلة.

فرصة ذهبية

يوزع المواطن عبدالعزيز باروت وقته بين متابعة التلفاز وتجاذب أطراف الحديث مع الأهل، ومشاركة الأبناء التمارين الرياضية والرسم وتعلم مهارات التفكير الإيجابي عبر المشاركة في البرامج والورش التي تم إطلاقها من بعض المؤسسات الثقافية والفنية.

ويدين باروت للحجر بأنه أعاد إليه لذة القراءة، حيث بات يقرأ كثيراً خلال هذه الفترة لا سيما الشعر والروايات إضافة إلى التاريخ الحديث.

واعتبر باروت هذه الفترة فرصة ذهبية لتوطيد الترابط الأسري، مشيراً إلى أنه ينظم مسابقات بين أفراد العائلة في المعلومات العامة حتى يتسنى لها التخلص من الملل الذي يساور الأطفال أحياناً، مؤكداً أنه يحاول خلال هذه الفترة ترسيخ العادات الغذائية الصحية بعيداً عن مطاعم الوجبات السريعة لتفادي تسلل السمنة إلى أفراد العائلة.



جدول متنوع

فيما عمد سعيد الحفيتي إلى وضع جدول لشغل أوقات الفراغ لدى عائلته، مشيراً إلى أنه وضع جدولاً متنوعاً يتضمن فعاليات وأهدافاً يود تحقيقها ومنها حفظ سور من القرآن الكريم والصلاة في جماعة مع الأسرة، ومساعدة الأبناء في التعليم عن بعد.

ولا يخفي الحفيتي تسلل الملل إليه في بعض الأحيان إلا أنه يتغلب على ذلك بالتواصل مع أهله وأصدقائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه يسعى إلى استغلال هذه الفترة في تعزيز الترابط الأسري.



موعد مع المرح

ويتغلب عبدالله السحابي على ملل الحجر بتنظيم فعاليات ترفيهية لأبنائه مساء كل يوم، حيث تحولت هذه الفترة إلى موعد للمرح حيث تجتمع العائلة وتجلس في ساحة المنزل لمشاهدة البرامج الهادفة على اليوتيوب وممارسة الطبخ أو الشوي سوياً إضافة إلى تخصيص وقت للألعاب الإلكترونية.

وقال إنه يقضي وقته مع الأسرة حيث يعيش في مزرعته بالفجيرة حيث يحرص على حرث الأرض وترتيب وتقطيع الأشجار وترتيبها وتنظيف المنزل وإقامة فعاليات لقراءة الكتب.



اكتساب مهارات

وجد الدكتور سعيد الحساني في الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للوقاية من هذا الفيروس والحد من انتشاره عبر تدابير الحجر المنزلي فرصة رائعة لتعزيز التواصل مع أفراد العائلة، حيث بات لديه وقت كثير يمضيه مع أسرته الأمر الذي يساعده على نقل خبراته وتجاربه إلى الأبناء، مع الوقوف على أهم الدروس المستفادة والتحديات وكيفية مواجهتها.

وحدد الحساني ساعة يومية يلخص ويستعرض فيها أحد الأبناء كتاباً قرأه، حيث يجري استعراض كتاب كل يوم، ما يشجع الأبناء على ممارسة هواية القراءة وإكسابهم القدرة على المناقشة والحوار.

ووجد الحساني الفرصة سانحة لممارسة هوايته القديمة مع الأبناء والمتمثلة في الطبخ، الأمر الذي يخلق برأيه نوعاً من الألفة والتقارب، ويشجع الأبناء على العمل الجماعي ويزرع فيهم حب التعاون، وبالطبع لا ينسى الحساني تخصيص وقت لممارسة الرياضة الخفيفة في المنزل.



تجارب مفيدة

وأكدت بدرية الذباحي أنه في ظل جائحة كورونا يبرز دور رب الأسرة الفطن في استغلال هذا الوقت وتحويل هذه المحنة إلى منحة ونعمة، مشيرة إلى أنها تنظم أوقات أبنائها حيث يصحو الأطفال قبل التاسعة لتعلم دروسهم عن بعد حتى الواحدة، ثم يأخذون قسطاً من الراحة ويراجعون دروسهم.

وأشارت إلى أن الفعاليات تبدأ في الساعة الرابعة كل يوم، وتبدأ بقراءة القرآن ومشاهدة أفلام من قصص الأنبياء أو مشاهدة أفلام وثائقية متنوعة.

وأضافت أنها استغلت هذه الفترة في تعليم بناتها طريقة إعداد أنواع الكعك والحلويات، فيما وصفت تجربتها بالرائعة والمفيدة مع أطفالها الذين اعتادوا على هذه الظروف ولم يشعروا فيها بأي ملل.

وعن الألعاب التي يمارسها الأطفال قالت بدرية إنها اختارت لهم الكيرم أو الأونو أو بعض الألعاب القديمة، لما فيها من متعة تشاركية، إضافة إلى لعبة الغميضة في فناء المنزل.