الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هند الكندي: أربٍّي أبنائي بالإقناع والحوار البناء

تؤمن المهندسة الكيميائية هند الكندي، أم لخمسة أطفال وعاملة في قطاع البترول لأكثر من 17 سنة، بأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر وتتبع قاعدة الإقناع والحوار الفعّال مع أطفالها الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 12 عاماً، فتمكنوا من حفظ أجزاء من القرآن في سن صغيرة، وأبدع كل منهم في إحدى الهوايات كالرسم وبرمجة الروبوتات والسباحة وغيرها.

وتروي هند الكندي أم عبدالرحمن قصتها في تربية أبنائها التوائم حيث أنجبت توأماً مزدوجاً «ولد وبنت»، ثم أنجبت التوأم الثلاثي في الحمل الثاني «بنت وولدان»، إلى جانب عملها الشاق في مجال الطاقة والبترول، حيث عملت عدة سنوات في إحدى مصافي النفط بالدولة، ثم انتقلت للعمل خبيرة متخصصة في المواد البترولية في شركة إينوك.

وقالت: «كنت دائماً أضع لنفسي أهدافاً صعبة المنال، تجعلني أتحدى نفسي بالموازنة بين أسرتي وعملي، خاصةً أنني أمتلك المقومات التي تساعدني في الوصول، فوالدتي ساعدتني بتربية أبنائي مع الخادمة وطبيعة زوجي متفهمة وداعمة كونه يعمل بنفس المجال، فقررت إكمال دراستي العليا، فدرست دبلوم الإدارة ثم بدأت بدراسة الماجستير في جامعة ليستر البريطانية، ولم يكن طموحي إنهاء الدراسة والبقاء بالمنزل مع أبنائي، فكنت مقتنعة بأن الوطن يستحق أن نمنحه كل ما نملك من قوة وعلم وخبرة، وكنت أود زرع هذه الخصال في أبنائي بأن العمل عبادة والعلم لا ينتهي ما انتهت الحياة».

وتابعت: «كثيراً ما انتابني الأرق والتعب بالعمل وغيابي عن أبنائي بالأسابيع، بسبب ضرورات عملي التي تُفرض بين حين وآخر، خاصةً إذا تزامنت مع مرض أحدهم أو فترة الامتحانات، إلا أنني أشعر بالرضا والفخر بما وصلت له، ولا أندم أبداً، ومهما سمعت من تعليقات حول ضغطي على نفسي سأقوم بذات الأمر».

التربية

اعتنت أم عبدالرحمن بتربية أبنائها والاستثمار فيهم بين الهواية والعلم، فغرست فيهم حب ممارسة الرياضة والجهد البدني، وأنشأتهم على حفظ القرآن الكريم منذ سن الرابعة، إلى جانب استكشاف هواياتهم في الفنون والرسم في سن السادسة، مشيرة إلى أنها تحرص على لغة الإقناع دوماً أثناء تواصلها معهم، وتقوم بتدريب بعض الأمهات على طرق التعامل مع الأطفال، والبدء من الصغر، وأن تكون الأم مثلهم الأعلى دائماً.

وقالت: «أفرح جداً بفخر أبنائي بي خاصةً أن المدرسة قامت بدعوتي لأكثر من مرة للحديث مع الطالبات عن عمل المرأة وقدرتها على تحمل المسؤولية الاجتماعية كونها أماً، وكذلك المسؤولية المهنية بميدان العمل، ما جعل أبنائي يرثون حب المثابرة والاجتهاد، وأن العمل شغف وأكثر من مكسب للمال فقط».





العمل

تعد الكندي أول إماراتية تعمل في مصفاة تكرير النفط في دبي، وبذلت جهداً كبيراً في عملها والذي انعكس بنيلها عدداً من الجوائز، فحازت لقب أفضل خبيرة فنية في قطاع الطاقة العام الماضي، ضمن جائزة المرأة في الطاقة التي تنظمها إينوك كل سنتين، وكذلك جائزة التميز من المدير التنفيذي المقامة على مستوى 11 ألف موظف في إينوك منذ فترة وجيزة.



رمضان

ولعل تنشئة أطفالها على القرآن الكريم جعلتهم يتعلقون بشهر رمضان المبارك، فقالت: «أشعر بأن أطفالي ينتظرون رمضان بفارغ الصبر كل عام، على الرغم من الصيام والتعب إلا أنهم ينتظرون مائدة رمضان وأطباقها بالذات السمبوسة، ويسعون للمشاركة في تحضير ما لذ وطاب، فأشرك أبنائي دوماً بتحضير بعض الأطباق مثل: لف السمبوسة وتحضير البسكويت والكيك والذي يعتبرونه نشاطاً مهماً خلال اليوم، وأحب شعورهم بالفخر بأنفسهم عندما يكون الطبق لذيذاً، وألمس حب التحدي والتنافس بينهم وأشجعهم دوماً».

ولفتت بأنهم يحبون صلاة التراويح والقيام بالمسجد، حيث تلمس فيهم الشعور بنكهة الأجر وبركة هذه الأيام التي يحزنون على انتهائها، ولعل ظروف كورونا الاستثنائية بعدم الصلاة بالمساجد قد أحزنتهم، إلا أنها اتفقت معهم بأن يصلوا جماعة بالبيت، وحول تجمعات الأقارب والأصدقاء أشارت بأنها وجدتهم يتواصلون مع أقاربهم وأصدقائهم عبر مكالمات الفيديو.

وحول الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل، قالت: «بدأنا بلف السمبوسة معاً، ونضع قائمة للحلويات المراد تحضيرها خلال رمضان، كما بدأنا تحضير زينة رمضان من خلال إبداعاتهم ورسوماتهم كي يستشعروا أجواء فرحة رمضان».

وأكدت على حرصها التام على نظامهم الغذائي خلال الشهر الفضيل، وعدم الإكثار من تناول الحلويات، مشيرةً إلى أنها عودتهم على القيام بممارسة السباحة بحوض البيت قبل موعد الإفطار كنوع من ممارسة النشاط البدني.