الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

4 طبيبات يروين معاركهن اليومية مع كورونا في مدريد

4 طبيبات يروين معاركهن اليومية مع كورونا في مدريد

على مقربة من مستشفى في مدريد يجابهن فيه فيروس كورونا المستجد في قسم الطوارئ، تعيش 4 طبيبات شابات في شقة واحدة ويتشاركن المخاوف المتأتية من تفشي الوباء الذي يأملن بأن يخرجن منه «أكثر نضجاً».





وفي قاعة الجلوس الصغيرة المزدانة بنبتات صبار اصطناعية وأسطوانة كبيرة لبوب ديلان، أعلنت إحدى الطبيبات الأربع ماريا لويزا برادوس لزميلاتها نهاية مارس الماضي أن «شابة في الـ28 من العمر توفيت جراء فيروس كورونا وهي كانت مثلنا طبيبة عائلة في مركز صحي».



وتقول لورديس راموس طبيبة أخرى من الشابات الأربع: «شعرت بقلق كبير في البداية، حتى أنني أصبت بجروح في اليدين بسبب كثرة التنظيف»، وهي تعبت من المتابعة اليومية لحالات مرضى تتطور أوضاعهم جيداً ثم يدخلون مرحلة الخطر بين ليلة وضحاها.





وتبلغ ماريا لويزا ولورديس 29 عاماً فيما تصغرهما أنا وكريستينا بسنة واحدة.



أما الجيران الذين يصفقون مساء كل يوم لأفراد الطواقم الطبية من النوافذ والشرفات، فيجهلون أن هؤلاء الشابات الأربع هن طبيبات في نهاية دراستهن يعملن منذ الثامنة صباحاً في مركز صحي قبل الانتقال إلى قسم الطوارئ في مستشفى مجاور حتى الثامنة من صباح اليوم التالي.





وتتشارك الطبيبات صفات عدة بينها طول الشعر والتعلق بالمناطق التي يتحدرن منها أي الأندلس وجزر الكناري، وتنهي 3 منهن دراستهن قريباً في «الطب العائلي والمجتمعي» وهن كن ينوين الاحتفال بذلك في فيتنام الشهر الفائت.



ولكن في الثالث من مارس، جرى الإعلان عن أول وفاة جراء فيروس كورونا في البلاد وقد أودى الوباء منذ ذلك الوقت بحياة أكثر من 25 ألف شخص.





وعلى غرار مستشفيات أخرى في مدريد، تخطى عدد المرضى قدرة مستشفى غريغوريو مارانيون على الاستيعاب، حيث تقول أنا روبيو: «لن أنسى يوماً الـ24 من مارس».



وتضيف: «كنا نرتدي تجهيزات واقية فردية وندخل (منطقة فيروس كورونا) التي كانت عملياً تغطي المستشفى برمته، كل الأروقة كانت غارقة بالمرضى، كثير منهم كانوا ينتظرون الحصول على سرير منذ 48 ساعة نائمين على كراسي».





وتسترجع أنا خلال حديثها شعورها بالعجز التام لأن: «أحدهم قد يموت حالاً من دون أن أتنبه لذلك، حتى أن أداء الطواقم التمريضية تحسن لاحقاً وبدأنا فهم طريقة عمل الفيروس».

واكتشفت الطبيبات الأربع ـ 3 منهن بنات أطباء ـ مكامن النقص في النظام الصحي وضعفهن أيضاً.

وتقول أنا: «هذه التجربة ستساعدنا بأن نصبح أنضج كطبيبات وبأن نعطي للحياة قيمتها بطريقة أخرى، ولسنا خالدات».