الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كمامات وقفازات مرمية.. قنبلة صحية وبيئية في الشوارع العربية

صُدم فنان فوتوغرافي بالعدد الكبير من الكمامات والقفازات المرمية في الشوارع خلال تنقله أخيراً في بيروت في أوج وباء «كوفيد-19».

ونشر المصور عمر فرنجية عبر فيسبوك مئتي صورة التقطها بعدسته لمعدات طبية واقية مرمية أرضاً للتوعية إزاء مخاطر هذه الممارسات.

وقد عنون فرنجية هذه الصور «غزاة في بيروت»، بهدف توجيه رسالة توعية إزاء المخاطر الصحية والبيئية المترتبة عن رمي هذه المخلفات الطبية في الشوارع.

ومن بغداد إلى غزة، يرمي سكان كثر الأقنعة الواقية والقفازات المستخدمة على نطاق واسع للحماية من فيروس كورونا المستجد، مباشرة بعد استخدامها ما يفاقم التلوث.

غير أن مصدر القلق الأساسي هو أن هذه المعدات الواقية تتحول إلى مصدر خطر صحي من خلال رميها في شوارع بيروت، وفق ما قال فرنجية.

وفيما ينتقل الفيروس في العادة عبر التخالط بين البشر من خلال الرذاذ المنتقل إلى المجاري التنفسية، أظهرت دراسات قدرته على الصمود على بعض الأسطح لأيام عدة ما يعني أن الكمامات والقفازات المرمية تشكل خطراً على أي شخص يلامسها.

ويعمد كثر إلى نزع هذه القفازات في مواقف السيارات بعد خروجهم من المتجر ورميها.

وفي ظل حالة الهلع لدى المستهلكين الذين يتهافتون لشراء هذه المنتجات، سجلت صيدليات في أماكن كثيرة من الدول العربية حالات نقص في بعض المعدات بما فيها القفازات والكمامات وسوائل التعقيم.

وقد سُجل هذا التهافت رغم الانقسام بشأن فعالية هذه المنتجات.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن غسل اليدين بانتظام أكثر فعالية من وضع قفازات في الوقاية من الفيروس.

كما أن المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها توصي الأشخاص العاديين بوضع أقنعة واقية قماشية قابلة للغسل في الأماكن العامة، وبالتالي حصر استخدام أجهزة التنفس الأحادية الاستخدام والأقنعة الجراحية بأفراد الطواقم الطبية وغيرهم من الأفراد في الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

وفي قطاع غزة على البحر الأبيض المتوسط، تملأ الكمامات والقفازات المستعملة شاطئ البحر الملوث أصلاً بالنفايات.

وأكثرية هذه المنتجات مصممة للاستخدام مرة واحدة وهي غير قابلة لإعادة التدوير كما أنها لا تتفكك عضوياً ما يجعلها مصدراً للتلوث وخطراً محتملاً على الحياة البحرية في حال انتهى بها الأمر في البحر.

وقد اتخذ بعض أصحاب المتاجر مبادرات لجمع هذه المخلفات ووضعها في حاويات غير أن الشاطئ يعاني تلوثاً مزمناً إذ إن كثيرين من سكان القطاع الفلسطيني الفقير يرمون نفاياتهم في البحر.

وتقف لينا عودة خلال تنزهها مع زوجها، لجمع بعض المخلفات المرمية على الشاطئ.

وتقول هذه الفلسطينية البالغة 30 عاماً: «لاحظت أقنعة وقفازات على الواجهة البحرية ووضعتها في حاوية القمامة لأن هذه الأمور تلوث الشاطئ».

كذلك يوضح زوجها جمال عودة: «لا ثقافة عامة لتنظيف الشاطئ في غزة غير أن بعض الناس يقومون بمبادرة لجمع المخلفات الطبية بما فيها الكمامات ووضعها في حاويات القمامة».

لكنه يأسف لأن «كثيرين يضعون أقنعة وقفازات ثم يرمونها على الأرض».