الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الملازم أول حورية الزرعوني: أبنائي يتفهمون طبيعة عملي.. وغرس ثقافة الابتكار والتفكير النقدي أولوياتي التربوية

لم تعلم الملازم أول في القيادة العامة لشرطة الشارقة حورية الزرعوني، 40 عاماً، وأم لثلاثة أطفال، أن رحلة دراستها للماجستير التي بدأتها بعد أحداث سبتمبر مباشرة بالولايات المتحدة الأمريكية، ستقودها لتغيير تخصصها من الإعلام إلى العدالة الجنائية، والذي ولّد لديها فكر استشراف المستقبل، والرغبة الدائمة بحث أبنائها على الابتكار.

وتؤمن الزرعوني بأن الابتكار قد يكون مجرد فكرة مقترحة، إلا أنها بحاجة لرؤية النور وإخبار الجهات المعنية عنها، حتى يتمكنوا من تنفيذها على أرض الواقع، وهذا هو النهج الذي تتبعه مع أبنائها، فتسألهم بين حين وآخر حول طرق حل بعض المشكلات، والتي دائماً ما تجعلها تتفاجأ بالمقترحات، وتقابلها بالحث على تقديمها كمقترح في المواقع الإلكترونية الخاصة بالجهات المعنية.

ولفتت الزرعوني إلى أحد الأمثلة التي سألت أبناءها الثلاث مايد والريم وشما، الأكبر بالثانوية العامة، والأصغر بالصف الرابع، «كيف يمكننا حل مشكلة كورونا واختلاط الناس في المصاعد والأماكن الضيقة»، فأجاب أحدهم بأنه لا ضرورة لجعل المصاعد تعمل بكبسة زر، بينما يمكننا جعل «سيري» متحدثة الهواتف الذكية تخبرهم بذلك دون الحاجة للمس وعمليات التعقيم الدائمة.

وقالت حورية الزرعوني ، التي أكدت فخرها بقيم الولاء والانتماء للوطن، الراسخة في نفوس ابنائها، في حديثها لـ«الرؤية»: «أحاول قدر الإمكان زرع مهارات التفكير التحليلي والنقدي، وأخبرهم بأن اقتراح الفكرة يمنحهم أحقية الملكية الفكرية، وإن حاولوا بالخوض بمسألة الاختراع فسيحصلون على براءة اختراع، والتي ستعتبر بمثابة مصدر دخل إضافي لهم مستقبلاً».

فخر متبادل

ومن جهة أخرى، تفتخر الزرعوني كونها أول امرأة حاصلة على وسام «رئيس مجلس الوزراء» ضمن جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، وجائزة خليفة للتميز المؤسسي، كذلك حازت على جائزة أفضل أم عسكرية التي تقدمها شرطة الشارقة النسائية، مشيرة إلى أن ثقافة عمل المرأة في العسكرية كانت غريبة إلى حد ما بالماضي، ولكنها تغيرت مع مرور الزمن، وأصبحت النساء تفتخر بالقيادات النسائية حالياً.

وحول تفاعل أبنائها مع طبيعة عملها الشاقة والصارمة، قالت: «طبيعة عملي يتفهمها أبنائي ويتقبلونها، بحيث يمكن إلغاء مخطط طلعة أو رحلة ما بسبب ظروف عملي، في حين شعرت بأنهم فخورون بي كعسكرية كوني رئيسة فريق في المدرسة التي يدرس فيها أبنائي ضمن برنامج «أقدر للثقافة الأمنية»، خاصة في ظل وجودي حولهم، كما بدأ أطفال المدرسة يكسرون حاجز الخوف من الشرطة على عكس السابق كوني أم إحدى صديقاتهم».

جهد مضاعف

وحول الجهد المضاعف للأم في رمضان، قالت: «الجهد المضاعف شعرنا به قبل بدء رمضان حقيقةً، خلال فترة الحجر المنزلي وجائحة كورونا، ما بين متابعة عملي واجتماعاتي الصباحية التي تتم بالتزامن مع ساعات دراسة الأبناء عن بُعد، لذلك أعتقد أن ممارسة الإيجابية لفترة الحجر في ظل العمل والدراسة عن بُعد جعلتنا نعيش أجواء رمضان بجمعتنا جميعاً على مائدة الطعام في أوقات مختلفة من النهار».

وأشارت إلى أنها اكتشفت شخصياً موهبة الرسم لديها، وأصبح أبناؤها أكثر تركيزاً على مواهبهم، لافتة إلى أن ابنتها شما على سبيل المثال، مشروع فنانة مستقبلية، في حين استعدت لاستقبال رمضان بتزيين البيت بإضاءة وفوانيس رمضان، لافتة إلى أن رمضان سيكون مختلفاً بتركيزه على الروحانيات والعبادة أكثر من «الغبقات» والتجمعات الأسرية.

روحانيات حقيقية

وقالت: «سنعيش طقوس رمضان الروحانية بالعبادة كختمة جماعية للقرآن، وصلاة التراويح والقيام جماعة، إلى جانب التركيز على أسرتنا أكثر من التركيز على تبادل الصحون والغبقات والتجمعات والسهرات، الذي أعتبره متابعة لممارسة السلوكيات المكتسبة في فترة الحجر المنزلي، كممارسة أنشطة يومية مثل الألعاب الورقية واللوحات التي تنمي لدى أبنائي معلوماتهم وثقافتهم العامة، والقيام بممارسة رياضة المشي بحديقة البيت عصراً، فضلاً عن مشاركة أبنائي في المطبخ والتطوع كذلك، حيث أسست أول فريق تطوعي نسائي بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، ويشاركون في تحضير المير الرمضاني، ونحاول توزيعها على الأسر المتعففة والمحتاجة».