الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اكتشاف نقطة ضعف «كوفيد ـ 19»

اكتشاف نقطة ضعف «كوفيد ـ 19»

تمكن فريق من علماء الكيمياء الحيوية وعلماء الفيروسات في جامعة غوته، ومستشفى جامعة فرانكفورت من ملاحظة كيفية تغير الخلايا البشرية عند الإصابة بالفيروس التاجي الجديد (كوفيد-19).

وبناء على تلك الملاحظات، استطاع الفريق البحثي اختبار سلسلة من المركبات الموجودة في بضعة أدوية مطروحة في الأسواق على الفيروس. نجحت بعض تلك المركبات في إبطاء تكاثر الفيروس فيما أوقف بعضها ذلك التكاثر بشكل كامل. وبتلك النتائج، نجح العلماء في تضييق نطاق البحث عن مادة فعالة إلى عدد صغير من الأدوية المعتمدة بالفعل.



وتستعد شركتان ـ إحداهما أمريكية والأخرى كندية ـ لاستخدام نتائج الدراسة المنشورة في دورية نيتشر ميديسن، لإجراء تجارب سريرية بهدف الوقوف على فاعلية تلك المركبات في القضاء على الفيروس المسبب للعدوى عند البشر.

وابتكر العلماء الألمان منذ بداية شهر فبراير الماضي، نظاماً جديداً لزراعة خلايا كوفيد-19 في المعمل، إذ نجح علماء من جامعة فرانكفورت بقيادة مديرة معهد علم الفيروسات الطبية في مستشفى فرانكفورت الجامعي البروفيسورة ساندرا سيسيك، في زراعة الفيروس في خلايا قولون مأخوذة من مسحات باثولوجيه لأشخاص مُصابين عائدين من مقاطعة ووهان الصينية.

وباستخدام تقنية تم تطويرها في معهد الكيمياء الحيوية بجامعة غوته، تمكن الباحثون من كلا المؤسستين من إظهار الكيفية التي تُغير بها العدوى التركيب الداخلي للخلايا المضيفة البشرية.

رسمت النتائج صورة لتفشي العدوى داخل الخلايا. ففي الوقت الذي تقوم فيه العديد من الفيروسات بالاستحواذ على إنتاج بروتين المضيف لصالح البروتينات الفيروسية، لا يفعل كوفيد-19 ذلك الأمر على الإطلاق.

فعوضاً عن استخدام بروتينات الخلايا، يقوم الفيروس بإنتاج البروتينات بنفسه، منافساً خلايا المُضيف. كما يقوم أيضاً بتسخير إمكانات الخلايا، وابتكار آلية تساعده على إنتاج بروتيناته بنفسه. وهذا أمر يُغير من استراتيجية التعامل مع ذلك الفيروس بشكل كامل، على حد ما تقول سيسيك في تصريحات خاصة.

خلايا المضيف

تسخير خلايا المضيف لحث الفيروس على إنتاج البروتين «نقطة ضعف كبيرة»، يُمكن أن تساعد على تقليل تكاثره بشكل كبير باستخدام مواد تُسمى مُثبطات الترجمة الخلوية، والتي تقوم بوقف إنتاج البروتين. وهو ما نجح فيه الباحثون بالفعل، في خطوة كبيرة ستساهم في حصار ذلك الوباء.

وأضافت سيسيك: «بعد 24 ساعة من الإصابة، يتسبب الفيروس في تغيرات واضحة في تكوين البروتينات المضيفة، فبينما ينخفض استقلاب الكوليسترول، يزداد نشاط استقلاب الكربوهيدرات وتعديل الحمض النووي الريبي مع زيادة سلائف البروتين».

نجح الباحثون الألمان بعد معرفة تلك الآلية في وقف تكاثر الفيروس في الخلايا المزروعة من خلال استخدام مثبطات هذه العمليات والمتواجدة في أدوية متعددة متاحة بالأسواق بالفعل. وتم تحقيق نجاح مماثل باستخدام مادة تمنع إنتاج اللبنات الأساسية للجينوم الفيروسي.

وقالت سيسيك في تصريحاتها لـ«الرؤية»: «تلك هي حالة فريدة، والكشف عنها يعني ضرورة العمل في مسارات بحثية جديدة كُلياً».

من بين المواد التي استخدمها الباحثون لوقف التكاثر الفيروسي مركب يُسمى «ديوكسي دي غليكوز»، يتداخل بشكل مباشر مع عملية استقلاب الكربوهيدرات الضرورية للتكاثر. وهي مادة موجودة أيضاً في العديد من الأدوية المتاحة حالياً.

وأشارت سيسيك، إلى أن اكتشاف تأثير تلك المادة جاء «بضربة حظ كبيرة»، مضيفة أن النتائج «تتطلب إجراء مزيد من الدراسات والبدء على الفور في تجارب سريرية موسعة».

وتوقعت سيسيك أن تظهر النتائج النهائية في غضون 8 أسابيع من الآن.