الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صديق النقشبندي وجامع تراثه لـ«الرؤية»: الموت حرمنا من السيرة بصوت كوكب الشرق و«قيثارة السماء».. و"سلمان الفارسي" جمع بين الشيخ والموجي

تراث الشيخ النقشبندي ضاع في ماسبيرو لكنه مدون في مفكرة الشيخ

"مولاي إني ببابك" ابتهال من فكرة السادات.. وضياع 12 عملاً تعاون فيها مع بليغ

«قيثارة السماء».. لقب أطلقه عليه صاحب «أحسن القصص».. والبليدي أقرب المطربين إلى قلبه

النقشبندي سجل 240 ابتهالاً للتلفزيون المصري لم يصلنا منها إلا 30

في 1975 سجل 30 ابتهالاً لتلفزيون الإمارات في أبوظبي

ما زلنا إلى الآن نكتشف أعمالاً بالصدفة للشيخ.. ونحتاج لمتخصصين لجمع تراثه



تفتح «الرؤية» عبر سلسلة من الحوارات المدعمة بالفيديوهات والصور التي يتم الكشف عن بعضها إعلامياً للمرة الأولى، ملف صناعة الإنشاد، كواليسها، خصوصيتها، وأبرز أساتذتها، عبر لقاءات مع نخبة من المنشدين العرب والمحليين:

شكل حفل في القرية أحياه الشيخ النقشبندي بدعوة من شقيقه، نقطة تحول في حياة رضا حسن الذي أصبح رفيق الشيخ في سنواته الأخيرة، وجامعاً لتراثه يحفظه على مدار سنوات، ويبحث عن المفقود منه، ويكشف أسراره، مستعيناً بمفكرة الشيخ التي سجلها منذ عام 1943 وحتى عام 1975.

»الرؤية» حاورت رضا حسن صديق «قيثارة السماء» الشيخ النقشبندي وجامع تراثه، الذي كشف عن عمل كان مرتقباً بين الشيخ والسيدة أم كلثوم، كما أشار إلى ضياع الكثير من تراث الشيخ المدون في مفكرته بالتواريخ.





كيف بدأت علاقتك بالشيخ سيد النقشبندي؟

علاقتي بدأت بالشيخ النقشبندي في مارس عام 1969 بعد أن التقى به أخي الراحل محمد حسن عمدة قرية «أبيج» إحدى قرى مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في رحلة حج بالمدينة المنورة، وفي أبريل من العام نفسه دعا أخي الشيخ سيد لإقامة حفل إنشاد بالقرية، لكن شيخ أبدى تخوفه من الدعوة خشية ألّا يكون له جمهور، ولكنه استجاب محبة لأخي وقال له إنه سيأتي ويقدم بعض التلاوات القرآنية، ولكن حين حضر إلى القرية وجد تجهيزات على أعلى مستوى، ووجد جمهوراً من شعراء ومحبين بالإضافة إلى الجمهور الذي يحضر حفلاته باستمرار، ومنذ ذلك توطدت علاقتي بالشيخ، ولم أفوت حفلاً له، وظللت بصحبته حتى وفاته، وأعيش على ذكرى هذه الأيام الغوالي.







كيف حصلت على مفكرة الشيخ النقشبندي؟

حصلت عليها بموافقة الأسرة وخاصة الابن أحمد النقشبندي الذي أعطاها لي لثقته الشديدة بي.

"مولاي إني ببابك" أشهر ابتهالات الشيخ النقشبندي، وكان تعاوناً بين الشيخ والموسيقار بليغ حمدي بتكليف من الرئيس السادات، ما قصة هذا الابتهال؟

هناك العديد من القصص التي يتم تداولها عن هذا الابتهال، وللأسف أغلبها غير صحيح، أما الرواية الحقيقية فهي التي دونها الشيخ النقشبندي في مفكرته بالتواريخ، ففي عام 1971 التقى الشيخ النقشبندي بالموسيقار بليغ حمدي في خطوبة ابنة الرئيس السادات، وكان السادات رجلاً محباً للفن، فخطر في ذهنه أن يقدم الشيخ النقشبندي ابتهالاً من تلحين بليغ حمدي وبالفعل استدعى الاثنين في الحفل، وعرض عليهما الأمر، وبالفعل تم الأمر.

وعلى عكس ما يجري تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بأن النقشبندي تخوف من الابتهال بموسيقى، فإن الشيخ النقشبندي قدم تتر المسلسل الإذاعي «الباحث عن الحقيقة» عن سيرة الصحابي «سلمان الفارسي» بالتعاون مع الموسيقار محمد الموجي في عام 1967، ولم يكن متخوفاً أبداً من العمل مع بليغ حمدي الذي كان يجل ويحترم الشيخ النقشبندي جداً، وكل الروايات التي تم تداولها عن خلع الشيخ النقشبندي للزي الأزهري بسبب إعجابه بالألحان أمر غير صحيح، ولا يصدر من الشيخ النقشبندي الذي كان يمتلك شخصية وقورة وملتزمة.



وفكرة التعاون مع الموسيقار بليغ حمدي تم تنفيذها بسرعة، ففي اليوم التالي من الخطوبة، التقى الشيخ النقشبندي بالموسيقار بليغ حمدي ووزير الإعلام في تلك الفترة د. محمد عبدالقادر حاتم، والشاعر عبدالفتاح مصطفى الذي ألف للشيخ النقشبندي 15 نشيداً وابتهالاً، منها مولاي، ولكن للأسف الذي حظي بالتكرار والإذاعة هو «مولاي» فاشتهر أكثر من غيره، رغم استكمال الـ15 نشيداً في وقت واحد، وتصويرها للتلفزيون، واستطاعت قناة «ماسبيرو زمان» الوصول إلى 3 أعمال فقط وإذاعتها، وما زالت الـ12 عملاً مفقودة، ولا يعرف الجمهور عنها شيئاً.





الشيخ النقشبندي يطلق عليه «قيثارة السماء» من أين أتى هذا اللقب؟

هذا اللقب أطلقه عليه الكاتب محمد علي ماهر، وهو كاتب وإذاعي أهم أعماله البرنامج الإذاعي الشهير «أحسن القصص»، وهو أول من أطلق على الشيخ النقشبندي «قيثارة السماء»، وعلى الشيخ محمد رفعت "صوت الجنة."





عن بدايات الشيخ النقشبندي.. كيف أثرت طفولته على مشواره؟

تميز الشيخ النقشبندي منذ طفولته، حيث ارتبط بالقرآن والابتهالات، فوالده كان واعظاً دينياً بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وكان شيخ طريقة صوفية، وكان له محبون ومريدون وكانوا يجتمعون في تلاوة القرآن، فتعلق قلب الشيخ النقشبندي بكتاب الله وبدأ حفظه، وبعد انفصال والديه، انتقل الشيخ النقشبندي إلى طهطا بمحافظة سوهاج عام 1932 مع والدته، حيث تعهد خاله الشيخ محمد عيسى بتربيته، وظل هناك حتى عام 1955، وهي الفترة التي يقول عنها الشيخ إنها فترة اكتشافه لنفسه.

لم يكن يعرف خاله أن له صوتاً جميلاً، وعرف عن طريق أصدقائه في المدرسة، وبدأ يسمعه ويوجهه، وفي فترة طهطا ذاع صيت الشيخ النقشبندي قارئاً للقرآن الكريم ومادحاً للنبي صلى الله عليه وسلم في سوهاج، وما حولها من قرى ومراكز الصعيد، حتى إنه كان قارئ القرآن في عزاء الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر الشريف بمركز المراغة بمحافظة سوهاج.

عاد النقشبندي إلى طنطا عام 1955 وشهرته في الإنشاد تسبقه، ورفض الانتقال إلى القاهرة بعد ذلك لأنه كان يحب أن يجاور مسجد الشيخ سيد البدوي، والذي كان يبعد عن منزل الشيخ أمتاراً عدة.





كانت تلك الفترة العصر الذهبي لمقرئي القرآن الكريم، فلماذا لم يستمر الشيخ كمقرئ وما الذي جذبه للإنشاد؟

الشيخ النقشبندي بدأ مقرئاً للقرآن، وكان له أسلوب إنشادي خاص في قراءة القرآن يختلف عن كافة المقرئين، وتلا القرآن سنة 1955 بإذاعة مكة بالمملكة العربية السعودية، وفي مذكراته كتب عن مزاملته في التلاوة للكثير من عظماء التلاوة منهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ عبدالعزيز على فرج، وقبل هؤلاء قرأ مع الشيخ صديق المنشاوي والد الشيخ محمد صديق المنشاوي، في حفل إحياء ذكرى الزعيم سعد زغلول بأسيوط أثناء فترة إقامته بطهطا.

وأحيا النقشبندي العديد من الليالي كمقرئ منها حفل في المنصورة حضره الرئيس جمال عبدالناصر والملك محمد الخامس ملك المغرب، وهو من قرأ القرآن في عزاء وذكرى الأربعين لوالد الرئيس السادات، كما قرأ القرآن في عزاء والدة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

وروى أحد أصدقاء الشيخ ويدعى محمد شمس أن الشيخ النقشبندي قرأ في حفل بمولد سيدي طلحة بمحافظة كفرالشيخ، وكان الشيخ يقرأ آية ليرد عليه بالآية التي تليها الشيخ مصطفى إسماعيل، فالشيخ النقشبندي كان قارئاً جيداً للقرآن ولكن لجمال وحلاوة صوته جمع الاثنين الإنشاد والتلاوة.





جمعت بين الشيخ النقشبندي والسيدة أم كلثوم علاقة، فكيف بدأت؟

الشيخ النقشبندي كان محباً لصوت السيدة أم كلثوم، وكان يحب أن يغني قصائد «ولد الهدي» و«رباعيات الخيام» في بداياته، والتقى بها في رحاب السيد البدوي في طنطا، ودعاها إلى منزله، واستقبلها بالترحاب والحفاوة، وأبلغها بأنه كان يغني لها في شبابه وهي سرت بذلك، واتفقا في هذا اللقاء على مشروع السيرة النبوية بصوت النقشبندي وأم كلثوم، وهو المشروع الذي لم يمهلهما القدر لتنفيذه، حيث توفيت السيدة أم كلثوم عام 1975، وتوفى الشيخ عام 1976.





من كان الأقرب من المنشدين والقراء لقلب النقشبندي؟

الشيخ النقشبندي كان يجل ويحب كل المنشدين والمقرئين، وأذكر أنه غضب كثيراً حين توفي الشيخ محمد الفيومي ولم يجد له أي ذكر أو نعي في الصحف له، ولكن الأقرب لقلبه كان الشيخ علي محمود وكان أستاذه ويحترمه بصورة كبيرة.





ومَن من الفنانين كان يحبه الشيخ سيد النقشبندي؟

كان يحب الفنان كارم محمود، ومن أقربهم لقلبه الفنان عباس البليدي وهو مطرب قديم، وحضر البليدي للشيخ سيد حفلين في مسجدَي الحسين والسيدة زينب، وكان معجباً بصوت الشيخ لدرجة أنه كان يدفع الحائط تعبيراً عن طربه بصوت الشيخ، بالإضافة إلى السيدة أم كلثوم والفنان محمد قنديل.





الشيخ النقشبندي كان غزير الإنتاج، ولكن لم يصل لنا من تراثه الكثير فما السبب؟

الكثير من تراث الشيخ النقشبندي مفقود في الإذاعة، ونحن نتمنى أن يبحث شخص في أرشيف ماسبيرو، خاصة أن هذا التراث مدون في مذكرات الشيخ، فقد سجل 30 ابتهالاً لشهر رمضان منذ عام 1968 حتى عام 1975 كما هو مدون في مذكراته أي ما يقرب من 240 ابتهالاً، ولكن منذ ما يقرب من 25 عاماً، لم يُذَع سوى شريط واحد مكرر من 30 ابتهالاً، وذهبت العام الماضي إلى مبنى الإذاعة وتواصلت مع المسؤولين، واستطعت إخراج 4 أدعية جديدة للشيخ.

وأتمنى أن يكون هناك شخص متخصص في مجال الصوتيات للبحث بين هذا الكم من الأشرطة في الأرشيف عن تراث الشيخ النقشبندي، ومن ضمن المفقودات في تراث الشيخ النقشبندي تلاوته للقرآن المسجلة في عزاء الرئيس عبدالناصر لمدة 21 يوماً متتالية طبقاً لمفكرة الشيخ ولم يصلنا من هذه التلاوة شيء.





كما أن له 30 ابتهالاً لتلفزيون دولة الإمارات في أبوظبي عام 1975، ونتمنى من الوسائل الإعلامية الإماراتية إذاعة هذه الابتهالات في رمضان.

وأذكر أنني في مرة من المرات اكتشفت أنا وابن الشيخ الراحل أحمد النقشبندي بالصدفة عملاً للشيخ، فقد كتب الشيخ في مفكرته لقاء مع زكريا شمس الدين، ولم نكن نعرف أي تفاصيل عن هذا اللقاء، وبالصدفة قدم برنامج منتهى الطرب على إذاعة الأغاني فقرة للشيخ النقشبندي، وأذاع تسجيل المسلسل الإذاعي «سلطان العاشقين» عن ابن الفارض، حيث أنشد الشيخ النقشبندي في حلقات المسلسل، وهو العمل الذي كان من إخراج زكريا شمس الدين.



الشيخ النقشبندي رُفض في المرة الأولى التي تقدم فيها لاعتماده في الإذاعة ما قصة هذا الرفض؟

كما هو مدون في مفكرة الشيخ، فقد رسب في امتحان اعتماد الإذاعة في المرة الأولى لأن رئيس لجنة الاستماع محمد حسن الشجاعي لم يستحسن صوته، وذهب إلى معهد الموسيقى العربية واستمع له عدد من أساتذة الموسيقى الذين أُعجبوا بصوته، وحين تقدم في المرة الثانية تم اعتماده.





ما الذي يميز النقشبندي من وجهة نظرك؟

لا أذكر في هذا سوى ما قاله، الشيخ محمد أنس المراد شقيق الشيخ علي المراد مفتي حماة الذي قال نصاً «إن حبيب الكل فضيلة الشيخ سيد النقشبندي يبقى سيداً وفرداً في جماليات صوته وروحانيات أدائه مهما حاول ويحاول المقلدون، لأن المقلدين افتقدوا تلكم الروحانية التي نالها أستاذ الأساتذة النقشبندي».

وفي رأيي فإن هذه الروحانية تأتي من عشق الشيخ سيد النقشبندي للرسول، صلى الله عليه وسلم، فجاء إنشاده مخلصاً في روحانيته فلم يكن يتعامل مع إنشاده كمهنة أو وظيفة، لذلك قال عنه د. مصطفى محمود: إن النقشبندي كالنور الكريم الفريد لم يصل إليه أحد، كما أنه قارئ للشعر فكان يحفظ ما يزيد على 10 آلاف بيت من أشعار فطاحل الشعراء، كما كان من حراس الموسيقى العربية.





الشيخ سيد النقشبندي عاصر حرب أكتوبر.. فكيف دعم الجيش المصري؟

أنشد الشيخ النقشبندي العديد من الابتهالات للجنود في حرب 1973 لشد أزر هم، منها ابتهال «نادى جنود الله يوم القنطرة»، و«مدينة السويس مدينة الأبطال» وغيرها من الابتهالات.

ذكرى العاشر من رمضان اكتوبر 1973 م الشيخ سيد النقشبندى رحمه الله وادعيه فائقه الروعه لهذه الحرب الشريفه رحم الله العملاق نادى جنود الله يوم القنطره

Posted by Reda Hassan on Sunday, May 3, 2020