الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إجازة العيد تضاعف خسائر أهل المسرح والسينما

يستقبل فنانون مسرحيون وصناع سينما الموسم التجاري الأهم لـ«أبوالفنون» والفن السابع وهم رافعون شعار الأزمة مستمرة، بعد أن أجبرهم فيروس كورونا على تأجيل وإرجاء مشاريعهم الفنية التي يعدون لها من العام إلى العام.

ودخل فنانون التقتهم «الرؤية» في حالة من العصف الذهني من أجل إيجاد حلول بديلة تساهم في تقليل الخسائر المتوقعة، وبينما اتفق فنانو المسرح أنه ليس أمامهم سوى تأجيل عرض المسرحيات مع الاستعاضة بذلك بعرض أعمال قديمة عبر قنوات فضائية من أجل الترويج لأعمال الفرق المحلية والاستفادة من حق العرض الفضائي، تباينت آراء صناع السينما.

وبينما دعا سينمائيون إلى ضرورة البحث عن بدائل جديدة لعرض الأفلام التي كان من المقرر عرضها في عيد الفطر المبارك، عبر عرضها على المنصات الرقمية المدفوعة أو القنوات المشفرة، رأى آخرون أن هذا الاقتراح لن يجدي نفعاً إلا مع الأفلام قليلة الكلفة، أما الأعمال الضخمة فستتكبد خسائر فادحة.



الموسم الرئيسي

وصف الفنان الإماراتي عبدالله صالح، عيد الفطر بالموسم المسرحي الأهم الذي اعتاد فيه الجمهور الإماراتي على أن تشاركه أعمال مسرحية فرحة العيد، لكن هذا العام أوقف كورونا كافة المشاريع التي كانت قائمة للمشاركة في هذا الموسم.

وتمنى الفنان عبدالله أن ترى هذه المشاريع النور قريباً في الشهور المقبلة، لا سيما في ظل وجود مهرجانات مسرحية للأطفال وللكبار، متوقعاً أن تشهد عودة المسرح بعد كورونا منافسة شديدة لمحاولة تعويض الخسائر التي سببها التأجيل.





هجوم الوساوس

استعد الفنان طلال محمود، لموسم عيد الفطر المسرحي بفكرتين كان يعتزم عرضهما على فريق العمل لاختيار الأنسب منهما لكن نتيجة كورونا تأجل كل شيء.

وأشار إلى أنه يتطلع إلى تقديم عروض العيد المؤجلة بعد انتهاء الحجر والحظر، منوهاً بأن على إدارات المسرح أن تبدأ من الآن في التفكير في اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية لتجنب نقل العدوى حتى تعود خشبة المسرح إلى التنفس من جديد.

وأشار إلى أن جمهور المسرح تعود منه وفريق مسرح دبي الأهلي في مثل هذه الفترة من العام عملاً مسرحياً لكن الأمور لم تسر كما يشاء، مؤكداً أنه لا يعتقد أنه حتى بعد انتهاء الأزمة ستعود الأمور إلى ما كانت عليه، حيث ستطارد الوساوس الجمهور خوفاً من التجمع في مكان واحد.





كورونا يؤجل كورونا

لم يكن يتوقع المخرج الإماراتي مبارك ماشي الذي يقدم سنوياً في عيد الفطر عرضاً مسرحياً على خشبة مسرح الفجيرة، أن تستمر الأزمة لكل هذه الفترة، مشيراً إلى أنه قد اختار لمسرحيته الجديدة اسم «كورونا».

وأكد ماشي، أن هناك حاجة للتفكير في بدائل جديدة تجذب الجمهور إلى المسرح من جديد بعد انتهاء هذه الجائحة التي يرى أنها ستترك أثراً كبيراً على الساحة المسرحية سيحتاج علاجه إلى فترة ليست بالقصيرة.





تسويق العروض

ويرى المخرج المسرحي والفنان سالم التميمي، أن وضع منتجي المسرح ازداد صعوبة، لا سيما وأن تأثير هذه الأزمة التي لا يعلم أحد متى ستنتهي لن يقتصر على موسم عيد الفطر بل قد يمتد حتى نهاية العام.

واقترح التميمي تسويق العروض المسرحية القديمة إلى المحطات الفضائية أو منصات العرض الرقمية من أجل تحقيق ربح يغطي ولو قليلاً مما خسره المنتجون بغياب الموسم المسرحي التجاري الأهم، معتبراً عرض المسرحيات فضائياً أو رقمياً، نوعاً من الترويج لفريق العمل ومحفزاً للجمهور لحضور الأعمال الجديدة.

وأكد الفنان طارق العلي، أن فيروس كورونا أجبره على إلغاء كافة مشاريعه المسرحية التي ينتظرها منه الجمهور في مثل هذا الموسم، مشيراً إلى أنه لا يفكر سوى في سلامة زملائه المسرحيين، وانتهاء أزمة كورونا الذي أودى بحياة الكثير من الأبرياء.





ترجمة الأعمال

توقع المخرج سمير حجازي، أن يتكبد منتجو أفلام عيد الفطر خسائر كبيرة وكذلك دور السينما العربية، مشيراً إلى أنه يعتقد أن بعض المنتجين سيحاولون تعويض الخسائر بالتوجه إلى المنصات الرقمية مثل شاهد أو نتفليكس من أجل عرض العمل لديها والاستغناء عن إيرادات دور العرض.

ودعا حجازي صناع السينما إلى ترجمة أعمالهم السينمائية إلى لغات عدة لضمان بيعها إلى منصات رقمية عالمية في أمريكا وأوروبا الأمر الذي من الممكن أن يعوض خسائرهم الكبيرة.

3 حلول

يرى المنتج نضال عبدالمجيد أن أمام منتجي أفلام العيد حل من 3، الأول يتمثل في التوجه إلى عرض الأعمال عبر القنوات الفضائية سواء المجانية أو المدفوعة من أجل تغطية ميزانية الفيلم عبر الإعلانات، أو اللجوء إلى حلول سوشيال ميديا، عبر شركات عالمية متخصصة في عرض الأفلام عبر هذه المنصات، أو عبر منصات البلات فورم التي تشتري العمل وتعوض الشركة المنتجة عن خسائر التصوير وأجور الفنانين المشاركين فيه.

فيما يرى المخرج والفنان أزل يحيى إدريس، أن مصيراً مجهولاً ينتظر أفلام عيد الفطر في الوطن العربي، فيما يعتقد أن السينما العالمية قد تنجو لا سيما وأن دولاً كثيرة حول العالم بدأت في فتح دور العرض والمسارح بإجراءات احترازية لذلك قد تنجو أفلام شهر مايو.





ضربة قوية

واعتبر الناقد السينمائي وليد أبوالسعود، كورونا ضربة قوية لصناعة السينما التي تعتمد في جزء كبير من إيراداتها على موسمي عيد الفطر والأضحى المباركين، لا سيما موسم عيد الفطر.

وأشار إلى أنه وحتى لو جرى فتح دور العرض فلن نجد الإقبال الذي كان في السابق نتيجة تخوف الكثيرين من العدوى حتى مع اتخاذهم الإجراءات الاحترازية اللازمة.

ودعا المنتجون الذين انتهوا من أعمالهم إلى التفكير في عرض أعمالهم عبر المنصات الرقمية أو المدفوعة أو حتى القنوات المشفرة من أجل تعويض ولو جزء يسير من خسائرهم المتوقعة لا سيما الأفلام متوسطة الكلفة فيما يعتقد أن الأفلام الضخمة لن تستطيع هذه المنصات تعويض خسائرها.

ولفت إلى أن شركات إنتاج كبرى اضطرت إلى تأجيل مشروعات سينمائية كانت تحضر لتجهيزها بعد المصير المجهور الذي يعيشه العالم نتيجة هذا الوباء، متوقعاً عدم مشاهدة أفلام عربية ضخمة قبل موسم رأس السنة المقبل.

وأشار إلى أن هناك فكرة حول عودة القاعات للعمل مع شهري يوليو أو أغسطس لكن بنسبة 30% من طاقتها، لكنه يرى أنه وحتى ولو عادت القاعات في هذا التاريخ فلن نشاهد إلا أعمالاً متوسطة أو منخفضة الكلفة.





غزوة كورونا


أكد المخرج السينمائي الإماراتي حسين الأنصاري أن دور السينما في الدولة تواصلت مع صناع السينما في الدولة بعد غزوة كورونا، مشيرين إلى أنهم لن يستقبلوا أي فيلم من الموزعين لـ3 أشهر حتى ينتهي الفيروس.

ويرى أن الأفلام العربية التي انتهى تصويرها قبل هذا الوباء ولن تنال فرصة العرض في عيد الفطر، لن تتعرض لخسائر مالية خصوصاً أنها قابلة للتأجيل، مضيفاً بأن منصات الديجيتال بلات فورم ستعوض المنتجين في حال ابتاعت العرض الأول على منصتها لتغطية تكاليف رأس المال.

لفت الفنان عبدالرحمن سعود إلى أن شركات الإنتاج تتأنى في تحديد موعد إطلاق أفلامها الجديدة، لمحاولة تفادي الخسارة المادية وسمعتها، مشيراً إلى أن فكرة تأجيل مواعيد إطلاق الأفلام قد لا تكون في صالح شركات الإنتاج لكنها واجبة، لأن الوضع العام أكثر عرضة للخطر من مجرد إطلاق فيلم في هذا الوقت تحديداً.

وتوقع أن تشهد دور السينما تزاحماً في قائمة العرض خلال الأشهر المقبلة، لافتاً إلى أنه وفي حال استمرار الأزمة فإن شركات الإنتاج سيكون أمامها فرصة بيع العرض الأول لنتفليكس وأخواتها، منوهاً بأن هذا الأمر سيكون مجدياً مع الأفلام قليلة الكلفة، متمنياً أن يعوض المنتجون خسائرهم خلال موسم عيد الأضحى.