الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هدى حرقوص: البيئة الإبداعية العائلية ألهمت أبنائي حب القراءة.. والحوار البناء وسيلة التنشئة



تؤمن الكاتبة الصحفية اللبنانية هدى حرقوص، وهي أم لطفلين فارس وفاطمة، بأن تربية الأبناء واستثمار مواهبهم ما هو إلا انعكاس لما يقوم به الوالدان، معتبرة طبيعة عملها وزوجها في الصحافة والآداب طريقاً مهد حب القراءة والكتب لطفليهما، اللذين أتقنا القراءة والكتابة منذ سن مبكرة قبل الالتحاق بالمدرسة.



وعن طريقة تربيتها لأبنائها، قالت: «نجح فارس في تأليف قصته الأولى في عمر 5 سنوات لكننا لم نسعَ بجدية لطباعتها، بل اكتفينا بأن يقرأها على أصدقائه وترسمها له شقيقته، حيث كان الهدف الرئيسي أن يعيشا متعة التجربة من أجلهما وليس من أجل الشهرة والأضواء».



عشق العربية

وأضافت حرقوص: «كثيراً ما أستقبل أسئلة عن أطفالي، كيف جعلتهم مبدعين، وكيف علمتهم حب القراءة وعشق اللغة العربية؟ ودائماً أعيد الإجابة ذاتها، كل طفل يشبه والديه، كيفما يراهما يكون، ويقلدهما في السلوك والتصرف والاهتمامات خلال طفولته المبكرة حتى ينضج ويكوّن معرفته الخاصة للأمور فيبدأ بالتحول لاهتماماته الشخصية، التي وإن كانت مختلفة عن توجه ذويه، لكنها ستكون مبنية على أسس ثقافية وتؤسس لتراكم معرفي لديه في المستقبل».





عفوية وبراءة

وحرصت هدى حرقوص طوال مسيرة تربية أبنائها على أن يحتفظ كل منهم بشخصيته وعفويته وبراءته، بعيداً عن المثالية والتلقين، قائلة: «لقد كان لنمط حياتنا دور في غرس هذه الروح في طفلينا، فنحن حريصان على زيارة المتاحف والمحميات الطبيعية ودور السينما معهما، ونصحبهما إلى معارض السيارات الكلاسيكية ومرابي الأسماك ومعارض الكتب وحتى الأسواق الشعبية».

وتابعت: «بعد كل زيارة نتناقش فيما رأيناه ونستعرض معهما مشاهداتنا، وكذلك نزور الملاهي ومدن الألعاب حيث نشاركهما اللعب ونعيش معهما الحياة الطبيعية للأطفال، فأن تربّي طفلاً مثقفاً لا يعني أن تسجنه بين رفوف الكتب وتحرمه متعة اللهو والمرح».





بيئة إبداعية

واعتبرت هدى طفليها مبدعين ومثقفين فعلياً، وحين تقول مثقفين فإنها تعني الكلمة، أي ليسوا ملقنين لأنها حرصت ووالدهم الشاعر والكاتب علي السبعان على خلق بيئة إبداعية في العائلة، واعتماد الحوار مع الأطفال في كل شيء ما جعلهما قادرين على الفهم والتحليل والاعتراض في بعض الأحيان.



الكتابة للطفل

ولم تخطط حرقوص لتوجه الكتابة في أدب الطفل يوماً، فقد كانت خياراتها متجهة نحو الرواية بالدرجة الأولى في ظل عملها الصحفي الذي التقت خلاله بعدد من الشخصيات الملهمة، إلا أن قراءاتها اليومية لأطفالها قبل النوم جعلتها تنغمس في عالم أدب الطفل دون قصد.





عادات رمضانية

أما العادات والتقاليد الرمضانية التي حرصت عليها هذا العام في ظل ظروف الحجر المنزلي، فقد اعتنت بتزيين البيت بالفوانيس والشموع كي يشعر الأطفال بدخول هذا الشهر الفضيل، كما حرصت على إشراك جميع أفراد الأسرة في المطبخ ومشاركة كل منهم بإعداد طبق يومياً، وإن كان بسيطاً، مؤكدةً أن فكرة المشاركة في المنزل مهمة وتشعر الطفل بالمسؤولية والمساواة مع بقية أفراد المنزل كما تعرفه بواجباته تجاه ذاته بدلاً من الاتكالية.



إدارة الوقت

وعن قدرتها على الموازنة بين عائلتها وعملها، أكدت حرقوص أنها تؤمن بأن إدارة الوقت وتوزيع الأدوار بين الزوجين يسهل عملية التوازن في العائلة، لافتةً إلى أن أصعب مراحل التربية هي تلك التي واجهتها خلال العمل الصحفي الميداني، خاصةً أن الصحافة ليست مهنة بدوام محدد بل هي هاجس طوال اليوم، في حين اختلفت الأمور عند توجهها للعمل المكتبي بدوام رسمي، ثم أخذ عملها شكلاً آخر منذ 5 أعوام، فأصبح عملاً حراً من المنزل متعلقاً بكتابة المحتوى.





تجربة ممتعة

وأشارت هدى حرقوص إلى أن الأمومة تجربة ممتعة تضيف لإنسانية المرأة ومكاسبها ورؤيتها للأمور، مضيفة: «يحزنني أن أرى بعض الأمهات يتعاملن مع الأمومة كنوع من الشقاء والتعب والجهد المضني، والأم في اعتقادي قادرة على أن تكون المدى الشاسع لأحلام ومخيلة الأطفال، كذلك يمكن أن يكون لها تأثير عكسي. لكن حين تدرك الأم أن مستقبل طفلها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بطريقة نشأته في طفولته، سيكون عليها أن تقرر المستقبل الذي تريده لطفلها وتختار ما تزرعه فيه من قيم».