الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نعمة فتحي: مصر الموطن الأصلي لفن الإنشاد.. وليس حكراً على الرجال

نعمة فتحي: مصر الموطن الأصلي لفن الإنشاد.. وليس حكراً على الرجال
تفتح «الرؤية» عبر سلسلة من الحوارات المدعمة بالفيديوهات والصور التي يتم الكشف عن بعضها إعلامياً للمرة الأولى، ملف صناعة الإنشاد، كواليسها، خصوصيتها، وأبرز أساتذتها، عبر لقاءات مع نخبة من المنشدين العرب والمحليين:

بدأت المنشدة نعمة فتحي الإنشاد في سن الـ19، حيث التحقت بمدرسة للإنشاد الديني، لكنها اصطدمت بقلة عدد الفتيات ولم تستمر في المدرسة بسبب معارضة بعض الشيوخ الرافضين لإنشاد الفتيات، إلا أنها عادت مرة أخرى لتؤسس أول فرقة إنشاد ديني للفتيات فقط في مصر، والفرقة السادسة من نوعها في العالم.

«الرؤية» حاورت المنشدة نعمة فتحي مؤسسة فرقة «الحور» للإنشاد الديني، حول ما يحتاج إليه الإنشاد الديني في مصر، وما الذي أضافته فرقتها لثقافة الإنشاد.. وتالياً نص الحوار:




*كيف بدأت الإنشاد الديني؟

منذ صغري وأنا أعرف أنني أمتلك موهبة الصوت الجميل، وفي سن الـ19 كانت مدارس تعليم الإنشاد قد بدأت الظهور في مصر، وانضممت إلى مدرسة بالفعل في هذه السن، لأوجه موهبة الصوت الجميل لشيء أحبه ولا يخالف تقاليد أو تدين أسرتي، ولكني لم استمر كثيراً فرغم أن الكثير من مشايخ الإنشاد كانوا مؤيدين لإنشاد الفتيات إلا أن هناك آخرين عارضوا بشدة.

*وكيف بدأت فكرة الفرقة؟

الفكرة بدأت حين وجدت أن هناك فتيات مثلي يحببن الإنشاد ولكن لا يوجد ما يدعمهن ومتفرقات بدون أن يشكلن تأثيراً في ثقافة الإنشاد، فقررت تأسيس الفرقة، وعرضت الفكرة على عدد من أساتذتي في الإنشاد الذين رحبوا جداً بها، وبناء على هذه الاستشارة وضعت خطوطاً عريضة للفكرة، وبدأت التنفيذ، حيث كتبت إعلاناً بصيغة بسيطة عن طلب أصوات جيدة، بدون توضيح عن طبيعة الفرقة، ولكني فوجئت بعدد ضخم من الفتيات المتقدمات حتى إنني اضطررت لفتح الاختبارات لمدة 3 أيام متتالية، بحضور أساتذة وملحنين.

أداء جماعي لفرقة الحور - خير البرية

Posted by الحُور- Alhour on Friday, July 21, 2017


*في رأيك، هل أضاف إنشاد الفتيات جديد للساحة؟

بالطبع أضاف الكثير، فرغم عدم وجود فروق جوهرية بين الجزء الفني أو الصوتي، إلا أنه أضاف لثقافة الإنشاد الكثير، حيث أضاف فكرة وجود منشدات من النساء وأن الإنشاد الديني ليس حكراً على الرجال، كما أن ثقافة الإنشاد المرتبطة بالموالد لا تناسب طبيعة الفتيات، فلا يمكن أن تقوم فرقة من الفتيات بالإنشاد وسط مولد، فلم يعد المنشد فقط هو منشد «الموالد»، كما أنه قدم صورة جيدة للمرأة المصرية والمسلمة، ففرقتنا شاركت في عدد من المهرجانات الدولية منها مهرجان سماع الدولي.

*هناك العديد من المدارس في الإنشاد.. ما هي المدرسة الأقرب لفرقتك؟

هناك مدراس كثيرة للإنشاد كالارتجال وغيرها، ولكن فرقتنا أقرب للمدرسة القديمة في الإنشاد، وهي المدرسة التي كان من روادها الشيخ النقشبندي والشيخ طه الفشني وغيرهما، وهي مدرسة تميل للقصائد القديمة لابن عربي والحلاج وغيرها من القصائد.

مولاي

فرقة الحُور تابدع في مولاي استمتعوا⁦⁩ الحُور- Alhour

Posted by الحُور- Alhour on Sunday, May 10, 2020


*في حديثك ذكرتِ أن هناك مشايخ رفضوا إنشاد الفتيات، وهناك من يحتج بأن «صوت المرأة عورة»، فما ردك على ذلك؟

أنا سمعت كثيراً عبارة (صوت المرأة عورة) ولكن لم أقتنع، واستشرت فيها الكثير من المشايخ وكان من بينهم فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية الذي قال أن هذه مقولة تراثية وانتشرت وليست حديثاً، واستشرت أيضاً دار الإفتاء وكذلك مشيخة الأزهر، الذين أكدوا أنها مقولة تراثية وأن القرآن الكريم والأحاديث الشريفة تخلو من ذلك، وأن إنشاد النساء طالما ليس فيه إثارة أو ملابس غير محتشمة أو مظهر غير لائق لا حرج فيه.

*ما رسالتك التي توجهينها للفتيات ولذويهم من خلال فرقة الحور؟

رسالتي لكل بنت من خلال الفرقة هي أن تسعى لهدفها وحلمها ولا تستلم للضغوط أو القيود التي يفرضها المجتمع على أحلام الفتيات، ورسالتي للأهل ألّا يقفوا أمام طموح بناتهم، وأن يدعموهن ويتركوا الفرصة للمختصين لمساعدتهن لأن الفرصة تأتي مرة واحدة.

أجمل الابتهالات من حوريات فرقة #الحُور جل المنادي إلهى إلهى بنورك امتدينا وبفضلك استعنا وبك اصبحنا وامسينا بين يديك نستغفرك يا الله يا غفار يا تواب يارحيم اسمع بقلبك شير لو عجبك.. من حلقة قناة الناس برنامج #حلي_ودنك

Posted by الحُور- Alhour on Saturday, November 3, 2018


*بالحديث عن الأهل.. ما موقف عائلتك من الفرقة؟

أمي كانت هي الداعم الأكبر لي، كانت تشجعني لأؤسس الفرقة وأواجه الرافضين لإنشاد الفتيات حتى لا تشعر بأني فشلت، وكانت الداعم المادي الأول لي أيضاً فالكثير من النفقات الخاصة بتأجير استديوهات التدريبات وملابس الفرقة، أو أجور العازفين كانت تدفع جزءاً كبيراً منها لدعمي.

*وما موقف الزوج؟

تعرفت على زوجي وأنا في مجال الإنشاد، ويعرف أنني من المستحيل أن أترك المجال لأي سبب من الأسباب، وهو يدعم نشاطي كثيراً، واتفقنا أن أول طفلة سننجبها سنسميها «حور» على اسم الفرقة.

*كيف اختلف الإنشاد في حياتك بعد الزواج؟

الزواج أضاف لي مسؤوليات جديدة جعلت حركتي أبطأ في الإنشاد قليلاً، لأن وقتي أصبح موزعاً بين المنزل والفرقة، ولكن خفف من أثر ذلك أزمة انتشار فيروس «كورونا» الذي أوقف نشاط الإنشاد تماماً في أهم موسم في العام وهو شهر رمضان.

يا إمامَ الرسلِ يا سندي

يا إمامَ الرسلِ يا سندي .. أنتَ بعدَ اللهِ معتمدي فبدنيايَ وآخرتي .. يا رسولَ الله خُذ بيدي #الحور

Posted by الحُور- Alhour on Thursday, February 22, 2018


*من وجهة نظرك، ما الذي يحتاجه الإنشاد في مصر؟

الإنشاد في مصر يحتاج إلى الدعم من المسؤولين ومن جهات الإنتاج، فلا يوجد دعم كافٍ لفن الإنشاد، وأغلب المنشدين ينتجون لأنفسهم وإذا لم تجد داعماً أو منتجاً ولم تكن مقتدراً مادياً فلن تستطيع الصمود، كما أن المهرجانات والمسابقات الرسمية التي هي فرصة لتسويق المنشد أو الفرق ليست كثيرة في مصر، فنحن نحتاج إلى مسابقات ومهرجانات أكثر، وأكاديميات أفضل.

*في حديثك ذكرت أن الموالد الشعبية لا تناسب إنشاد الفتيات، لماذا؟

الموالد الشعبية المصرية لها طقوسها، ولكن ليس كل من ينشد في «الموالد» يمكن أن يعتبر منشداً، فهناك مشايخ كبار مثل الشيخ ياسين التهامي، ولكن هناك آخرين لا ينتمون لفن الإنشاد يسيئون لصورة الإنشاد، وهو ما سيجعل أي فرقة فتيات تظهر في المولد عرضة لتصرفات سيئة من المستمعين بسبب سماح هؤلاء بأفعال لا تليق من المستمعين.



*الأزمة السورية تسببت في وجود العديد من المنشدين السوريين في مصر، كيف ترين تأثيرهم على فن الإنشاد المصري؟

فن الإنشاد موطنه الأصلي مصر، والمدرسة الأم التي خرجت منها كافة مدارس الإنشاد الأخرى هي المدرسة المصرية، ولكن وجود المنشدين السوريين في مصر أثّر بصورة إيجابية، فقد تأثر فنهم بالمدرسة المصرية في الكلمة والروحانية، كما تأثر المنشدون المصريون بالمدرسة الشامية في اللحن والقصائد الأندلسية.

*ما هي العقبات التي تواجه المنشدات من النساء في مصر؟

أهم العقبات هي الثقافة التى لا تتقبل وجود منشِدات من النساء، وتتمثل في رفض جهات الإنتاج أو حتى رفض الأهل انضمام بناتهم لمجال الإنشاد أو الأزواج في حالة كانت المنشدة متزوجة، ولا أستطيع تفسير هذا الرفض، رغم أن مصر شهدت وجود قارئات للقرآن الكريم، وأحلم باليوم الذي تندثر فيه هذه الثقافة، وتسود بدلاً منها أن الإنشاد للجميع وليس حكراً على الرجال.