الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

"خبراء": دراما «محمد رمضان» تستهين بقوة القانون وتعزز الانتقام

"خبراء": دراما «محمد رمضان» تستهين بقوة القانون وتعزز الانتقام

مشهد من مسلسل الأسطورة

تضيف الثورة العلمية والتكنولوجية التي وصلت إليها البشرية خلال الـ100 عام الأخيرة، كل يوم، روافد جديدة للتنشئة الاجتماعية، وتربية الأفراد، فلم يعد التعلم قاصراً على المدارس ودور العبادة والأسرة الصغيرة.

وتعد الدراما، واحدة من أقوى هذه الروافد التربوية، فهي تدخل كل بيت، وعابرة للحدود، ومن الأدوات الأكثر تأثيراً في تشكيل الوعي الإنساني، حسب محللين وخبراء تحدثوا لـ«الرؤية».

وتمثل الأدوار التي لعبها الفنان المصري محمد رمضان، في مسلسلات رمضانية خلال السنوات الماضية، واحدة من الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة في العالم العربي، وآخرها مسلسل «البرنس» الذي يؤدي رمضان بطولته هذا العام.

وتتركز القصة الدرامية في مسلسلات النجم المصري كل عام، حول مواطن صالح تحوله الظروف المعيشية أو الظلم الواقع عليه من المجتمع والناس، إلى مجرم لا يأبه بالقانون، ولا يلقي بالاً لقيم التسامح والعفو، وهو ما يُقر في العقل الجمعي للمتأثرين بهذه الدراما، أن القانون ضعيف، وأن الحصول على الحقوق لا يكون إلا بالانتقام وتصفية الحسابات خارج إطار القانون، بحسب أستاذة علم الاجتماع في جامعة أسيوط، الدكتورة إيمان عباس.

وقالت «عباس»، لـ«الرؤية»، إن كثيراً من المتلقين للمحتوى الدرامي يكونون أميين أو ذوي خلفية معرفية متواضعة، وليس الجميع أصحاب رؤية نقدية، وهو ما يضع الفريق الأول تحت تأثير هذا المحتوى، سواء كان يحمل رسائل وقيماً إيجابية أم العكس.

وحذرت من أن تكرار هذا المحتوى سنوياً في أعمال محمد رمضان، أو غيره من الفنانين، يرسخ في أذهان النشء، هشاشة القانون، وعدم قدرته على إنصاف ضحايا الظلم، ويعزز لديهم قيماً سلبية مثل الانتقام وأخذ الحق بالقوة الغاشمة.

واتفق معها في الرأي، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، الدكتور جمال فرويز، وقال إن الدراما سلاح خطير، يمكن استخدامه في إعلاء قيم الخير والحب والجمال، ويمكن أن ينحدر بالذوق العام، ويشوه العقل الجمعي للمتلقين.

وأضاف لـ«الرؤية»، الفارق بين الإبداع والنجومية كبير، فالمبدع يكون شخصاً مؤثراً في مجتمعه سواء من خلال الدراما أو العمل العام، ولكن كل ما يهم النجم هو الانتشار السريع والشهرة وعدد المتابعين.

وأكد أن أعمالاً درامية مثل سلسلة «يوميات ونيس» حظيت بمتابعة الجمهور في كل مواسمها منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى سنوات قليلة فائتة، لأنها كانت تقدم رسائل تربوية في شكل درامي كوميدي، وهذا ما ينفع الناس، أما غيره فيذهب جفاءً.

وقال الخبير التربوي، الدكتور مجدي حمزة، إن بطل العمل الدرامي يحظى بتأثير قوي على المشاهدين، حتى لو كان يؤدي دوراً سلبياً، لافتاً إلى أن أداء الفنان السوري جمال سليمان في مسلسل حدائق الشيطان قبل سنوات جعل المشاهدين يتعلقون به، حتى إن كثيراً من أهل الصعيد سموا أبنائهم «مندور».

وأضاف لـ«الرؤية»، «لم يكن بطل العمل إلا تاجراً للمخدرات والأسلحة، ومتورطاً في جرائم قتل متنوعة، ولكن الجمهور أحبه، وهذا ناقوس خطر يجب أن تنتبه له المجتمعات».

وأكد أن التاريخ العربي، وحتى وقتنا الحالي، مليء بالعناصر الإيجابية المكافحة والمثابرة، وهي القصص التي تستحق فعلياً أن نترجمها في أعمال درامية، فمن ناحية الدراما مسلية، ومن ناحية أخرى وسيلة تربية، وهذا هو المهم.