الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حواء تتغلب على الرجال في ترويض جائحة «كورونا» عالمياً.. فما السر؟

منذ بداية تفشي وباء كورونا، اهتمت وسائل الإعلام العالمية ببيان العلاقة بين طرق مواجهة الزعيمات للوباء، فهل استطاعت المرأة ترويض فيروس كورونا كما روضت الرجل عبر ملايين السنين؟



وقارن الكثيرون بين إدارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الرئيسة التايوانية تسي إنغ وين، ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، للأزمة، وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وزعماء دول أخرى.





وخلص مقال نشر في جريدة جامعة كونكورديا الكندية إلى أن سياسة مواجهة «كوفيد-19» في دول مثل الدنمارك، فنلندا، ألمانيا، أيسلندا، نيوزيلندا، النرويج، وتايوان دليل على انفتاح تلك المجتمعات، وتمكين المرأة، وبالتالي قدرة زعيماتها على مواجهة الأزمات بصورة أفضل من مجتمعات تهمش دورها ويقودها السادة الرجال.

وهناك صفات وسمات مشتركة مهدت لنجاح هؤلاء القيادات النسائية مثل المرونة والبراغماتية والنزعة لعمل الخير والتعاطف مع الشعب والثقة بالوعي الجماعي، وتبادل الخبرات والمساعدة من دون تكبر، والتواضع.





ومن السهل القول إن المرأة أفضل في القيادة من الرجل، ولكن الدقة العلمية تستلزم أن نقول إن ذلك الاستنتاج مخل في بساطته، وأن الأمر أعقد من ذلك بكثير.

ويمكن الإشارة إلى أن نجاح تلك الدول لا يعود إلى جنس من يملك مقاليد الأمور بقدر ما يعود إلى أن ما يشكله تمكين المرأة وانتخابها كقائدة ومشاركة في العملية السياسية هو انعكاس لوعي تلك المجتمعات بأهمية تمكين المرأة في المجالات كافة.

المشاركة الأكبر للمرأة أدت لزيادة أفق التعامل مع الأزمة ومهد الطريق لتبني حلول أكثر ثراء وفاعلية، بدلاً من حلول يتبناها جنس واحد فقط مهما بلغت كفاءته وخبرته.





الرئيسة التايوانية تسي إنغ وين احتفلت بالنصر على كورونا وسط أنصارها، واستطاعت تايوان الإفلات من كوارث الوباء رغم قربها من منبعه في الصين.



الخلاصة أن الدول التي تطبق المساواة بين الجنسين استطاعت أن تدير الأزمة بكفاءة أكبر.





ووفقاً لتقرير سنوي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول المساواة بين الجنسين، فإن زيادة مشاركة المرأة في مجالات الصحة والعمل الاجتماعي والتربية والتنمية دليل على حيوية المجتمعات وكفاءتها.



وأوضح التقرير أن الدول التي يديرها النساء هي الأكثر نجاحاً في مكافحة الوباء.



بمعنى آخر فإن المجتمعات الأكثر مساواة بين الجنسين تدار بشكل أفضل، وتستطيع تبني سياسات أكثر نجاحاً.



وتزيد قوة هذه المجتمعات بتكامل طبيعة الجنسين الرجل والمرأة في مواجهة الأزمات والمشاكل.



وعلى سبيل المثال تشير دراسة لشركة مكينزي الأمريكية إلى أن الشركات التي تتوازن فيها كفية القيادة بين الجنسين هي الأكثر نجاحاً واستقراراً.



وفي الدول الأكثر نجاحاً في مواجهة كورونا والتي تقودها المرأة نجد أن القيادة تكون مدفوعة بـ«الصفات الأنثوية» المفترضة مثل التعاطف والإصغاء والتعاون، وهي صفات تختلف عن الخصائص المرتبطة بممارسة السلطة الإدارية والإشرافية والسيطرة التقليدية للرجال.





والحقيقة أن المرأة تستطيع أن تتحلى بالصفات الذكورية في تسيير الأمور بجانب سماتها الطبيعية ما يجعلها أكثر قدرة وشمولاً في مواجهة الأزمات.



ويعني هذا أن المجتمعات التي تحقق المساواة بين الجنسين هي الأكثر قدرة على اتخاذ قرارات قوية.



وفي مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، فإن النمط الجديد من القيادة يختلف عن السائد الذي يعتمد على إصدار الأوامر والسيطرة.



إن مفتاح النجاح هو مشاركة الكل في التفكير وهي سمة من سمات المرأة في الإدارة، لذلك يجب تنويع مصادر المواهب في الدول والمنظمات المختلفة.