الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صداقة نادرة بين مسنة صربية وبقال ألباني.. لم يزعزعها كورونا

لم تستطع فلاديكا ديشتش (البالغة 92 عاماً) وهي آخر مقيمة في قريتها الجبلية الصغيرة في كوسوفو البقاء على قيد الحياة، لولا زيارات صاحب متجر سخي كان يجلب لها الطعام ويخفف من وحدتها.



لكن ما وجده البعض في صداقتهما هو أن ديشتش صربية وفاضل راما (البالغ 48 عاماً) صاحب محل بقالة تصفه بـ«الأخ» من أصل ألباني.





ويقول راما فيما يدخل منزل ديشتش المتصدع حاملاً كيسين من المواد الغذائية: «يا جدتي، لقد جئت مرة أخرى».

وتعتبر هذه العلاقة بين ديشتش وراما، من جلب بقالة ونقل أخبار العالم الخارجي والرفقة، نادرة بين المجتمعات الصربية والألبانية التي لا تزال علاقاتها مشوبة بعدم الثقة من حرب الاستقلال في التسعينات.





ومنذ ذلك الصراع الذي انفصلت فيه كوسوفو عن صربيا، غادر العديد من الصرب، ويعيش معظم من بقوا منهم في جيوب صغيرة تسكنها غالبية من الألبان.



ديشتش العازمة على عدم التخلي عن منزلها رغم تقدمها في السن، هي الوحيدة المتبقية في قريتها فاغانيش النائية في شرق كوسوفو.





وأدت موجات الهجرة إلى صربيا والمدن المجاورة إلى إفراغ المجتمع، تاركة وراءها منازل متداعية احتلتها الأعشاب.





وبدأت قصتها مع راما قبل أشهر عدة بعدما طلب أحد أبنائها الذي يعيش في مكان آخر من البقال زيارة والدته، وفق ما روى راما، مضيفاً أنه قطع وعداً لابنها بأن يهتم بها ويعاملها كأنها أمه.





وبعدما رأى أن المرأة المسنة بالكاد تستطيع المشي بمفردها، بدأ يزورها كل يومين أو ثلاثة أيام ويجلب البضائع من متجره في قرية ستريزوتش التي تعيش فيها غالبية ألبانية وتقع على مسافة كيلومترين من قريتها.





ديشتش التي لا تزال مفعمة بالحياة رغم تقدمها في السن، تعتز بمساعدة راما والتفاعل الاجتماعي بينهما.





وفيما كان خارجاً من منزلها بعد زيارة أخيرة ملوحاً بيده لتوديعها قالت له ديشتش: «أرسل تحياتي إلى زوجتك».





وقد تحدت صداقتها مع راما تفشي جائحة «كوفيد-19» التي فرضت تدابير إغلاق صارمة في كوسوفو، حيث لا تملك ديشتش جهاز تلفزيون أو راديو وسمعت عن انتشار فيروس كورونا المستجد من خلال راما.

لم تصل العدوى بعد إلى قرية راما لكن سجلت بعض الإصابات في المجتمعات المجاورة، ومع ذلك، لا يمانع جيران راما رحلاته المنتظمة إلى فاغانيش.