الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ميثاء بن غريب.. شابة إماراتية ترقمن «خراريف الجدات» بـ«زمان أول»

ارتبطت الشابة الإماراتية ميثاء عبدالله بن غريب (25 عاماً) بخراريف الجدات، حيث كانت ملاصقة لجدتها من أجل الاستمتاع بهذه الحكايات لكن وبعد أن وافتها المنية اختلف الأمر، ووجدت أن عليها مسؤولية إيصال هذه الحكايات لأجيال الجديدة لكن بلغة العصر.

قررت بن غريب استكمال مسيرة جدتها وأن تتولى مهمة إسعاد غيرها، من خلال مبادرة مجتمعية رقمية لتعزيز ثقافة ومعرفة الأجيال الشابة الجديدة بالموروث التراثي والشعبي الإماراتي، وذلك من خلال صفحة أنشأتها عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت اسم «زمان أول».





أسلوب مشوق

وأكدت ميثاء لـ«الرؤية» أنها استغلت فترة الحجر المنزلي في التخطيط لتطوير مشروعها الرقمي، فضلاً عن بحث إمكانية تحويل مسلسل موزة وخميس الكرتوني ليتوافق مع معايير الشاشة الفضية، حي تعمل على تقديم نموذج تنافس به مسلسل شعبية الكرتون.

وشددت على أنها عمدت إلى رقمنة حكايات الأقدمين باعتبارها أسلوباً سهلاً ومشوقاً في نقل تجارب الشعوب وحفظها من الضياع، مشيرة إلى أن للخراريف أهمية كبيرة في نقل التراث الإماراتي من جيل إلى آخر، حيث إنها تحمل الكثير من المعاني والقيم النبيلة المراد توصيلها إلى الجميع، خاصة الأطفال، وتسهم في تربيتهم وتكوينهم النفسي، بعدما يتشربون القيم والعادات الجميلة، التي عرفها وعاش عليها الآباء والأجداد.

ولم تكتفِ ميثاء بذلك فقط، بل قدمت من خلال تلك الصفحة مسابقات ثقافية تراثية، وصممت مسلسلاً كرتونياً باسم «موزة وخميس»، فضلاً عن نشر معلومات حول المصطلحات والأمثال والقصائد الشعبية.





مسابقات

وأشارت إلى أن المبادرة الرقمية شهدت خلال الفترة الماضية إطلاق مسابقات ومواضيع وملعومات توعوية متعلقة بالظروف الصحية التي نمر بها، ومنها استعراض مخاطر فيروس كورونا وعدم الالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي بطريقة فكاهية من خلال رسوم «موزة وخميس».

وحول فكرة مبادرة مشروع "زمان أول"، أشارت إلى أن المبادرة اقتصرت في بدايتها على تعليم المصطلحات التراثية للجمهور، ومن ثم تطورت الفكرة لتضم قصائد وأمثالاً شعبية ومسابقات، بالإضافة إلى تقديم تغطيات للفعاليات الخاصة بالمتاحف على مستوى الدولة.



وتمتلك ميثاء عبدالله موهبة الرسم أيضاً، والتي شهدت تطوراً كبيراً في تلك الموهبة بصورة تلقائية منذ إنشاء الحساب، ورغم ذلك تميل نحو استخدام بعض التطبيقات الرقمية لتنفيذ رسومات مسلسل "موزة وخميس" الذي يأتي ضمن المبادرة.

وبدأت ميثاء تنفيذ أول حلقتين متكاملتين للمسلسل بداية من شهر مايو الجاري، فيما اقتصرت الفكرة في السابق على بث مقاطع قصيرة، منوهة بأن الشخصيتين الأساسيتين في ذلك العمل الفني الافتراضي تعبران عن زوجين لا يتفقان على رأي واحد ويتعارضان حول قرارات متعلقة بـالمواقف اليومية.



قصة مختلفة

من جهة أخرى، نوهت الشابة الإماراتية بأن حلقات المسلسل لا تمتلك حبكة معينة ولكنها شبيهة بحلقات "شعبية الكرتون" التي تحمل قصة أو فكرة مختلفة في كل حلقة من حلقاتها، فيما يستهدف المسلسل إدخال البهجة والسرور على المتابعين والمشاهدين، وتزويدهم وتثقيفهم بالمصطلحات التراثية والشعبية والمحلية.

ونوهت بأن حلقات المسلسل تشهد تفاعلاً كبيراً من قبل مختلف فئات المجتمع الإماراتي، مشيرة إلى أن الشباب هم أكثر المتفاعلين مع شخصيات ورسومات المسلسل.

وحرصت الشابة الإماراتية على دعم مبادرة زمان أول بمقابلات افتراضية مع متخصصين في التراث ومنها مقابلة مصطفى الفردان والتي سلطت الضوء على عادات وتقاليد الآباء في الغوص والصيد، وكذلك تحدث عن الموروث الثقافي والتراثي البحري، علماً أنه يملك متحفاً في منزله، وتشكيلة من اللؤلؤ.



التوسع رقمياً

وتسعى الشابة إلى التوسع في الحساب الرقمي وإلى تشكيل فريق لتعزيز جهودها الثقافية والتراثية ولتقديم محتوى أفضل للمتابعين، لتتمكن من إيصال تأثيرها إلى كافة الشباب محلياً وعالمياً، وغرس حب التراث في قلوبهم.

وتحمل ميثاء المولودة في دبي، درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة خليفة، وتعمل كمهندسة ومشرفة صيانة في شركة الألمنيوم منذ قرابة 4 أعوام.



ولم تكتفِ ميثاء بالعمل في محراب التراث بل تطوعت في النوادي المجتمعية سابقاً، كما شاركت في فعاليات معرض نون لتعزيز الهوية العربية وتضمنت التعريف عن الحساب وإعداد مسابقات فنية وثقافية ساعدت على استمتاع الحضور.

وتهوى ميثاء عبدالله تعلم اللغات مثل اللغة الكورية ورسم الكاركاتير بالقلم وباستخدام التكنولوجيات الحديثة، بالإضافة إلى السفر والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، فضلاً عن تربية الحيوانات الأليفة وممارسة الألعاب الإلكترونية.