الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

أزواج: الحجر المنزلي ضخ الحب والتفاهم في عروق علاقتنا الزوجية

أكد عدد من الأزواج أن فترة الحجر المنزلي، على عكس المتوقع، أعادت حبال الود والمحبة إلى علاقاتهم، مشيرين إلى أنها فرصة لتجديد المشاعر واستعادة الذكريات الجميلة معاً، وفترة يستوعب كل منهما مهام ومسؤوليات الآخر في ظل تطبيق آلية العمل والدراسة عن بُعد.

ولفت أحمد عبدالرزاق، المتزوج منذ سنة تقريباً، أن ساعات عمله عن بُعد بمجال الاتصال والعلاقات العامة قائم على قضاء ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر والتواصل عبر الهاتف، والتي استشعرتها زوجته أكثر من أي فترة مضت، مشيراً إلى أن إيجابيات الحجر المنزلي ستتضح أكثر بعد انتهائها.

وقال: «حاولت مشاركة زوجتي أكثر من مرة في الطهي، من باب كسر الروتين فترة الحجر المنزلي، ووجدت أن عملية الطهي تستغرق ساعات وأنها ليست بسيطة كما توقعت، ما جعلني أمنح زوجتي العذر عند عودتي من العمل وأرى الطعام غير جاهز، فضلاً عن انشغالها بمهام أخرى كالغسيل وكي الملابس واهتمامها بنفسها ولياقتها البدنية وغيرها من مهام تغيرت صورتها في ذهني».


استكشاف ميول الآخر


وقال سعيد الهاشمي، المتزوج حديثاً: «أعتبر فترة الحجر المنزلي فرصتنا للتعرف على بعضنا البعض كوننا متزوجين حديثاً، وقد غبت لفترة عن بيتي وبيت العائلة بسبب انضمامي لخدمة التجنيد الوطني، فقد بدأنا باستيعاب ميول كل منا في اللعب والهوايات وذائقة الأفلام التي نشاهدها معاً، والتي انعكست على مشاعرنا بصورة إيجابية، وزادت من تقارب أفراد العائلة خاصةً أني مقيم مع أهلي ببيت العائلة الكبير».

انتماء الزوج للمنزل

وأكدت هدى خليفة، المتزوجة منذ أكثر من 10 سنوات، أن الرجل بدأ يشعر بانتمائه للبيت بعيداً عن الرغبة في الهروب والخروج من المنزل ومسؤولياته كما هو متعارف عليه، بل أصبح يأخذ دوراً فعالاً بمسألة الحوار وتبادل الأفكار، وقد أصبح لديه قدرة على الاستماع أكثر، فضلاً عن المشاركة في الطهي وترتيب البيت والمذاكرة للأولاد ومتابعة دراستهم عن بُعد.

واضافت: «تمكنت خلال فترة الحجر المنزلي من اكتشاف شخصيات أبنائي عن قُرب، خاصةً في ظل انشغالي عنهم بالعمل، وكذلك والدهم بدأ يستشعر ضرورة تغيير سلوكه بالتعامل معهم، كما أن الفجوة التي أحدثتها السوشيال ميديا بدأت تضيق تدريجياً».

مساحة فراغ

واعتبرت آمنة المعمري، المتزوجة حديثاً، أن نظام العمل عن بُعد خلال فترة الحجر المنزلي جعل زوجها الطبيب يطلع على طبيعة عملها المكتبية عن قرب، والتي أسفرت عن توليد التقدير والإحساس بالمسؤولية وأهمية الطموح لدى الطرفين، والذي انعكس بصورة إيجابية عليهما.

وقالت: «على الرغم من أنها فترة يلزم فيها الجميع بيوتهم، إلا أن طبيعة عمل زوجي لا يمكن استبدالها بالعمل عن بعد كونه طبيباً وأفخر بأنه أحد جنود مواجهة فيروس كورونا، ومع ذلك فإننا نحرص على ترك مساحة فراغ بيننا، فلا يمنع بأن كل شخص لديه اهتماماته الخاصة ومساحته الخاصة التي يمارسها داخل المنزل لنخلق توازن في الحياة الزوجية».

فرصة ذهبية

واعتبرت مستشارة ومدربة المتزوجين مودة الوزير، فترة الحجر فرصة ذهبية للزوجين، لابتكار ما هو جديد بالعلاقة الزوجية وفرصة لاستذكار إيجابيات كل من الآخر وتقديم إطراءات عليها، ما يجعل العديد من الخلافات جانباً، خاصةً أن أزمة كورونا التي نمر بها بحاجة لجرعات مضاعفة من الحب حتى نتجاوزها».

ونصحت الأزواج خلال هذه الفترة بالتحلي بالوعي والتفاهم مع الآخر، مهما اختلفت آراء الزوجين والأبناء كذلك، وضرورة توزيع مهام البيت والأبناء على كل منهما، خاصةً في ظل رغبة الرجل بالتدخل في كل التفاصيل بسبب بقائه المضاعف بالبيت.

وأكدت الوزير على ضرورة الحوار والتواصل الفعال بالتعبير عن المشاعر خصوصاً أن الرجل بطبيعته يقوم بالتعبير عن مشاعر القلق والخوف بطرق سلبية، وأشارت إلى منح الأعذار للطرف الآخر بحالات الغضب والتعاطف مع طبيعة عمل ومهام كل من الآخر.