الجمعة - 17 يناير 2025
الجمعة - 17 يناير 2025

فاطمة البلوشي.. إماراتية تعود لمحراب التطوع بعد هزيمة كورونا

شغف العطاء والرغبة الملحة في الوقوف إلى جوار خط الدفاع الأول خلال أزمة كورونا، دفع الإماراتية فاطمة البلوشي إلى الإصرار على العودة لمركز المسح بعد إصابتها وابنتها بالفيروس من أجل مد يد العون.

البلوشي، أم لثلاثة بنات ورائدة في مجال التطوع لأكثر من 11 سنة، حيث حرصت البلوشي برفقة بناتها بشائر ومريم على التطوع في مركز المسح الوطني لفيروس كورونا بالفجيرة.

ولم يفت من عزيمة البلوشي إصابة ابنتها الوسطى مريم، في أواخر الشهر الفضيل بكورونا، وتبعتها هي بالإصابة، فلم يكن عيدهما كأي عيد، حيث بقيت مريم بالحجر لـ11 يوماً، وبقيت البلوشي لـ5 أيام.

خرجت الأم وابنتها ثاني أيام العيد، بعدما حصلن على نتائج سلبية، في حين استمرت ابنتها الكبرى بشائر بممارسة نشاطها التطوعي بالمركز طيلة فترة إصابة والدتها وشقيقتها.

رحلة الإصابة

وأفادت البلوشي بأن صحتهما قد كانت بحالة جيدة فلم يشكُ أي منهما من أية أعراض عندما تلقت خبر الإصابة، مشيرةً إلى أنهن تلقين الخبر بكل إيجابية ورحابة خاصةً أنه أمر متوقع في ظل الفحص الإجباري الذي يخضع له جميع متطوعي المركز أسبوعياً.

وقالت: «لم أستبعد موضوع الإصابة وعلى العكس أشعر بأن الروح الإيجابية التي كنا فيها ووعينا التام بأن الشفاء والعافية تأتي من الله عز وجل، فوجدت نفسي أكثر إقبالاً على الله، خاصةً أن فترة الحجر قد صادفت العشر الأواخر، فشعرت بسكينة لم أشعر بها طيلة حياتي».

وتابعت: «كوني أعاني من نوبات صداع الشقيقة بين حين وآخر فلم أجد أعراض آلام إصابتي بالفيروس كبيرة، فإذا اشتد ألم الرأس تناولت مسكن آلام، وشعرنا أنا وابنتي بجفاف الحلق فنصحنا الأطباء بالإكثار من شرب المياه وتناول الفيتامينات خاصةً فيتامين سي».



مستمرة بالتطوع

وذكرت البلوشي أنها قد عادت لممارسة نشاطها التطوعي بالمركز هذا الأسبوع، وستعود الأسبوع المقبل لوظيفتها الأساسية في الدفاع المدني، مشيرةً إلى أن الإصابة لم تمنعها من الاستمرار بممارسة نشاطها التطوعي الذي تهواه، بدليل أن أول تساؤل طرحته على الطبيب عند حصولها على نتائج سلبية قد كان حول إمكانية عودتها للتطوع.

وقالت: «لا أطيق البقاء بالبيت دون تقديم يد العون والمساعدة لجنود خط الدفاع الأول، وفريق العمل الذين شاركتهم افتقدونني كثيراً وهم بحاجة لوجودي معهم، للتعاون معاً في مواجهة هذا العدو المجهول، كما أن هذه التجربة قد جعلتني أدرك مدى وعي بناتي وتعايشهم مع أزمة كورونا، وأن الفيروس سيدخل كل بيت ولكن كل من قد أخذ احتياطاته بشكل ما فسيتعافى عما قريب».



نصائح

ونصحت البلوشي الناس بممارسة حياتهم بشكل طبيعي ولكن بأخذ الإجراءات الاحترازية كما يجب، والابتعاد عن الوسواس والأفكار السلبية، والتجمعات الكبرى، والاكتفاء بالقيام بالاحتياجات الأساسية، لافتةً إلى أنها قد ابتعدت عن تناول الوجبات السريعة واعتمدت على الطهي منزلياً منذ بداية الأزمة.

كما أكدت على ضرورة اتباع نمط حياة صحي بتناول 3 وجبات يومياً، والإكثار من شرب الماء بانتظام، وممارسة رياضة بانتظام، والحرص على تقوية جهاز المناعة بتناول العسل وفيتامين سي يومياً.