الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«فايزة» تهزم سرطان «اللوكيميا» بالإرادة

«فايزة» تهزم سرطان «اللوكيميا» بالإرادة

تعكس قصة «فايزة» المصابة بسرطان اللوكيميا والمعروف بسرطان الدم، أهمية دور جمعية أصدقاء مرضى السرطان، في تعزيز الوعي بهذا المرض ونجاح برامجها الداعمة للمرضى خلال رحلة العلاج وبعدها.

وعلى الرغم من أن القصص التي ترويها المصابات أو الناجيات من المرض، تبدو في ظاهرها حزينة ومؤلمة، إلا أنها تبين مدى إرادة وصلابة الإنسان، وتعكس في ذات الوقت البعد الإنساني الذي يبرز من خلال التعامل مع المرض.

وتشكل جمعية أصدقاء مرضى السرطان، إحدى أهم المؤسسات غير الربحية، التي وفرت وما زالت توفر الدعم المادي والمعنوي للمصابين بالسرطان بالرغم من الأوضاع الراهنة، ويضاف إلى ذلك ما تبذله من جهود في نشر ثقافة الفحوصات المبكرة، بما يتوافق مع استراتيجية دولة الإمارات الرامية لتقليل عدد الوفيات بالسرطان من 99 إلى 64.2 حالة لكل 100 ألف من السكان بحلول عام 2021، حيث يعتبر هذا الهدف أحد مؤشرات الأداء الرئيسية لتحقيق نظام صحي بمعايير عالمية، وفق الأجندة الوطنية للدولة.

وبهدف تحقيق أهدافها في التقليل من عدد الوفيات، والإصابة بالمرض، وتوفير استجابة أسرع للمرضى في رحلة علاجهم، تخصص جمعية أصدقاء مرضى السرطان مجموعة من المبادرات والأنشطة الهادفة إلى غرس أهمية الوعي بين المجتمع، وتعزيز الأمل للمصابين بالمرض ومدهم بالعزيمة والإصرار للتمكن من مواجهة المرض.

وتروي «فايزة» قصتها مع المرض، مستذكرة تاريخ 3/3/2003 بنوع من الحزن والأسى، كونه التاريخ الذي شخصت فيه إصابتها بالمرض بعد نحو شهرين من ظهور العديد من الأعراض التي دفعتها إلى الخضوع لفحوصات كشفت عن «تضخم الطحال».

وتؤكد أنها عانت في بداية اكتشاف إصابتها بابيضاض الدم النقوي المزمن (اللوكيميا النخاعية المزمنة)، وزادت معاناتها خلال رحلة العلاج، حيث خضعت لعلاجات مكثفة لم تقضِ على المرض ولكنها تمكنت من السيطرة عليه.

وقالت: «منذ 3 سنوات انضممت إلى أسرة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي تقدم العون المادي والمعنوي للمرضى وخصوصاً الجدد منهم، إذ يحضرون إلى الجمعية وهم في حالة من الانهيار وفقدان الأمل، وما يلبثون أن يستعيدوا ثقتهم وإيمانهم بالشفاء، من خلال البيئة الداعمة التي توفرها الجمعية لهم، والتشجيع الذي يجدونه فيها، ما يعزز من تفاؤلهم».

وحول أهمية الفحوصات المبكرة، تقول: «لعل أكثر ما أحزنني، هو عدم مبادرتي لإجراء الفحوصات المبكرة، إذ إنني اعتقدت في البداية أنه مجرد عارض ويزول بتناول المضادات الحيوية، ولكن بعد نحو شهرين وعندما ازدادت حالتي سوءاً، قمت بإجراء فحوصات طبية ومخبرية تبين معها إصابتي بتضخم الطحال، نتيجة إصابتي بسرطان الدم النقوي المزمن (اللوكيميا النخاعية المزمنة)».

وتشدد «فايزة» على ضرورة مبادرة الرجال والنساء إلى الفحوصات المبكرة والدورية، والاستفادة من الفرص التي تقدمها الجمعية عبر مبادراتها وبرامجها، التي تعزز من مدى وعيهم حول مرض السرطان، وتغيير الأنماط والمفاهيم المغلوطة بشأنه.

وتذكر الناجية «فايزة» أن تجربتها مع المرض دفعتها إلى التزود بالمعرفة والاطلاع على المرض، لتجد أن مختلف الدراسات المتخصصة تؤكد على أن الكشف المبكر قد يضمن الشفاء من المرض بنسبة كبيرة، ما يؤكد أهمية دور التوعية بإجراء الفحوصات الدورية واتباع التقنيات السليمة للفحوصات الذاتية للكشف عنه في مراحله المبكرة.

وتعبر فايزة في ختام حديثها عن عميق الشكر والعرفان لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، السفير الدولي للإعلان الدولي للسرطان لدى الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، كما أثنت على جهود العاملين في الجمعية، نظراً للخدمات الإنسانية النبيلة التي تقدمها لمرضى السرطان.