الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

وصل الفيروس إلى الذروة وما زالوا يسخرون.. المصريون وكورونا نكتة لا تنتهي

الحديث عن وعي الشعب المصري وتعامله مع كورونا كان مُثاراً لم يهدأ طوال الأشهر الماضية، سواء من تصريحات حكومية وحتى شعبية، وتبقى هذه التصريحات مصدراً «لكوميكسات» «فيسبوكية» للتنكيت المُطعم بالتبكيت مع تفشي «كيوفيد-19» ووصوله إلى الذروة مع كشفه لعدد من السلوكيات في الشارع المصري، لا سيما مع فرض ارتداء الكمامات وقرارات التعايش مع الفيروس.





تصريحات حكومية كانت كفيلة بخروج «سوشيال ميديا» بعدد من الفيديوهات المضحكة الباكية في آن واحد لما آل إليه الوضع في مصر.

وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أن ذروة الجائحة في مصر بدأت وستستمر لمدة أسبوعين، وهو ما ظهر في أعداد الإصابة والوفيات التي تُعلنها الصحة المصرية في بيانها اليومي، فكان لتلك التصريحات نصيب كبير من التفاعل «الفيسبوكي» بالنكتة والإيفيه.

فيما ذهبت «الكوميكسات» أيضاً لجهة أخرى بعد تصريحات شدد فيها الدكتور شريف وديع مستشار وزيرة الصحة للرعاية والطوارئ، على أن العزل المنزلي ضروري، ويعتبر نوعاً من العلاج أكثر من الذهاب للمستشفى، بالإضافة إلى تصريحاته التي اعتبرتها «سوشيال ميديا» مُضحكة أيضاً، حيث قال لفضائية مصرية «الجهاز المناعي أفضل شوية عند المصريين، وقوة الجهاز المناعي ادتنا براح للتعامل مع كورونا».





الخوف من الغرامة

تعامل المصريين مع قرارات ارتداء الكمامة، وسلوكياتهم في هذا الشأن كان لها نصيب الأسد من السخرية، خصوصاً مع تداول فيديو لأحد الأماكن التي تقوم بتصنيع كمامات من «تحت بير السلم» كما يقول المثل وهي غير مطابقة للمواصفات بشكل كبير، لكن يتم شراؤها من جانب المواطنين، خصوصاً بعد إصدار مجلس الوزراء المصري قراراً بإلزام العاملين والمترددين على الأسواق والمنشآت الحكومية والخاصة ووسائل المواصلات العامة، بارتداء الكمامة، وفرض غرامة تصل لـ4000 جنيه مصري على المخالفين.

وقالت «سوشيال ميديا» في هذا الصدد إن المصريين يرتدون الكمامة خوفاً من الغرامة، بصرف النظر عن مدى مطابقتها للمواصفات.





الطب النفسي يشرح

لماذا حضرت السخرية في كل مراحل التعامل مع فيروس كورونا المُستجد «كيوفيد-19»، خصوصاً مع التفشي المُقلق للفيروس ووصوله إلى الذروة، توجهنا بالسؤال للدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، الذي يرى أن النشأة الاجتماعية وأساليب التعلم مع مهارات الحياة، إضافة إلى التراث الثقافي الموروث.





ويضيف هندي لـ«الرؤية»: "عملية تفجير تحدث مع مواجهة أي كارثة نابعة من كل المقومات السابقة، فالتراث الثقافي للبناء النفسي للشخصية المصرية، التي تواجه أي أزمة غير قابلة للحلول بالنكتة والتهكم، لا سيما مع تعرض مصر للاحتلال لفترات طويلة، فكان التهكم على الاحتلال وسيلة من وسائل المقاومة، وهو بالتبعية ما ترسخ في التراث النفسي للمصريين".





ويضيف استشاري الطب النفسي: "انخفاض المستوى التعليمي أو الثقافي لدى البعض يجعلهم لا يُعملون العقل في مواجهة المشكلات، فحينما كانت الشعوب تبحث عن علاج للفيروس، كنا ننتظرها أن تفعل، مثلاً لم تكن هناك خطوات جادة للمواجهة، أو التطوع للتوعية، وهو ناتج من عدم وجود حلول منطقية".

هروب نفسي

"الكوميكسات" تطور طبيعي لانتقاد الأوضاع الموجودة، بالهروب النفسي منها عن طريق السخرية مثلما كان يفعل الكاريكاتير.

ويرى هندي التعبير بـ«الكوميكسات» قد يتخذ أشكالاً عدائية، لقلة حيلة من يُصممها على مواجهة غير الواعين بتفشي الفيروس في الزحام مثلاً لا يرتدى البعض الكمامات، فيرد صاحب الكوميكس العدوان بعدوان مماثل بوصفهم بأوصاف عدائية.

ويستطرد «بعض الشخصيات قد لا تجد دوراً لأنفسها خلال الأزمة مثل الشباب الذين لا يجدون من يمتص طاقاتهم خصوصاً مع ساعات الحظر الطويلة، فتكون النتيجة هي السخرية في شكل كوميكسات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي».