الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

خبراء دوليون في سياسات التبغ: منظمة الصحة العالمية تمنع الابتكار وتهدر الفرص لإنقاذ ملايين الأرواح

خبراء دوليون في سياسات التبغ: منظمة الصحة العالمية تمنع الابتكار وتهدر الفرص لإنقاذ ملايين الأرواح
تزامناً مع الاحتفاء باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ 2020، والذي يصادف 31 من شهر مايو من كل عام، انتقدت كوكبة من الخبراء الدوليين المستقلين، الذين ليس لديهم روابط متضاربة مع صناعة التبغ أو السجائر الإلكترونية، النهج الخاطئ الذي تتبعه منظمة الصحة العالمية تجاه الابتكار والتكنولوجيا الجديدة، بما في ذلك السجائر الإلكترونية.

ويشعر الخبراء بالغضب من العداء العقائدي من جانب منظمة الصحة العالمية ضد التكنولوجيا والتقنيات الجديدة في هذا المجال؛ ويخشون من أن تهدر منظمة الصحة العالمية الفرص التي تجنب الملايين من الوفيات المبكرة الناجمة عن التدخين.

وقال البروفيسور ديفيد أبرامز من كلية الصحة العامة العالمية بجامعة نيويورك: "نحن على يقين تام أن السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات النيكوتين الخالية من الدخان أقل خطورة بكثير من التدخين؛ وأن أولئك الذين يتحولون إلى استخدام السجائر الإلكترونية يشعرون بتحسن سريع في صحتهم. ورغم كل ذلك، تواصل منظمة الصحة العالمية تشديد الحظر التام أو التنظيم المفرط لهذه المنتجات. وهنا السؤال يطرح نفسه؛ هل من المنطقي حظر منتج أكثر أمانًا بينما تتوفر السجائر في كل مكان ومتاحة للجميع؟"


وأعرب الخبراء عن قلقهم تجاه ما تقوم به منظمة الصحة العالمية حيث تحيد عن أهدافها الرئيسية الدولية للحد من انتشار أمراض السرطان القلب والرئة. وتتطلب أهداف التنمية المستدامة تخفيض معدل الوفيات بسبب الأمراض غير المعدية بمعدل الثلث.


وهنا، علق البروفيسور الفخري روبرت بيغلهولي من جامعة أوكلاند بنيوزيلندا والمدير السابق لقسم الأمراض المزمنة وتعزيز الصحة بمنظمة الصحة العالمية قائلاً: "إذا لم تنتهج منظمة الصحة العالمية رؤية مختلقة وتسارع بتبني الابتكار في سياسات التبغ، لن تستطيع تحقيق أهدافها العالمية المتمثلة في الحد انتشار أمراض السرطان القلب والرئة. إن تشجيع المدخنين على التحول إلى بدائل أخرى قليلة المخاطر من شأنه أن يحدث فرقًا كبيرًا في انخفاض نسب الأمراض بحلول العام 2030 ، إذا أرادت منظمة الصحة العالمية أن تسير وراء الفكرة بدلاً من وضع العراقيل التي تحول بينها وبين تطبيقها.

وقد ادعى توم ميللر، الذي قضى أطول مدة في الخدمة في تاريخ الولايات المتحدة والذي لعب دوراً رائداً في محاسبة صناعة التبغ ، بأن منظمة الصحة العالمية ضلت الطريق في تحقيق رسالتها أهدافها بالرسالة والهدف؛ حيث قال: "يبدو أن منظمة الصحة العالمية قد ضلت طريقها ونسيت دورها الرائد في انقاذ الأرواح والحد من انتشار الأمراض. ويمكننا تحقيق هذه الأهداف السامية عن طريق مساعدة المدخنين وتشجيعهم على التحول من السجائر إلى استخدام المنتجات الأقل خطورة. وهذا يدفعنا إلى تعزيز الشفافية والمصداقية بشأن المخاطر الأقل بكثير، فضلاً عن تبني نظم ولوائح أكثر ذكاءً لجعل التحول إلى المنتجات الأقل خطورة أكثر جاذبية لدى المدخنين الذي يرغبون في الإقلاع عن التدخين."

وأضاف الخبراء أن منظمة الصحة العالمية ضلت الطريق بشأن مسألة التدخين؛ حيث قال تكي بانجيستو، الأستاذ الزائر في كلية Lee Kuan Yew للسياسة العامة لدى جامعة سنغافورة الوطنية والمدير السابق لسياسة البحث والتعاون في منظمة الصحة العالمية: "عندما شرعت منظمة الصحة العالمية في صياغة ورسم معاهدة دولية لمكافحة التبغ بدءً من العام 2000، كان الهدف واضحًا؛ حيث تسعى، عبر هذا المعاهدة، إلى معالجة وباء الأمراض المرتبطة بالتدخين حول العالم. ولكن، يبدو أن منظمة الصحة العالمية لم تسير وفقاً لما رسمته وصاغته بل الأمر زاد سوءً حيث اتخذت مواقف غير قابلة للتطبيق أو غير قابلة للتفاوض وتبنت آراء حملت نتائج عكسية لا تدعمها العلم الصحيح.

ويبدو أن المنظمة أهملت مهمتها الأساسية المتمثلة في توفير "أعلى مستوى ممكن من الصحة لجميع الأفراد"، بما في ذلك مليار مدخن على مستوى العالم؛ ومعظمهم يرغبون في تجنب المرض والوفاة المبكرة."