الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مريم الشيباني: العروض الافتراضية والذكاء الاصطناعي مستقبل صناعة الأزياء

دفعت أزمة كورونا مصممة الأزياء الإماراتية العالمية مريم الشيباني، إلى التفكير بمستقبل صناعة الموضة والأزياء، فبعدما توقعت في مقتبل 2020 أن الذكاء الاصطناعي يقود صناعة الأزياء، وأنه على المصمم إتقان لغة البرمجة حتى يتمكن من الحفاظ على دوره بصناعة الأزياء التي أصبح الروبوت جزءاً أساسياً فيها، ها هي تتنبأ اليوم خلال جائحة كوفيد-19 بأن عروض الأزياء وفعاليات أسابيع الموضة العالمية ستتحول إلى افتراضية.

وأكدت الشيباني لـ«الرؤية» أن إلغاء جميع عروض الأزياء في عواصم الموضة العالمية وكذلك أسابيع الموضة إثر أزمة كورونا، قد أثر سلباً على الخطوط المستقبلية لدور الأزياء التي تساعدها عروض الأزياء في جوانب التسويق ودفع عجلة بيع المنتجات.

وقالت: «أزمة كوفيد-19 جعلتنا نخوض تجربة التواصل مع الزبائن وتصميم أزيائهم وفقاً للطلب عن بُعد، الأمر الذي أهّلنا كي نتعايش مع ما هو أكبر من مسألة التصميم عن بُعد، فسنشهد مستقبلاً عروض أزياء افتراضية، تحرص على حمل رسائل إيجابية لكل سيدات العالم، ومثلما نرى العديد من الأنشطة التي باتت افتراضية كالحفلات الموسيقية وسينما السيارات وغيرها».

ولفتت إلى أن استخدام تقنيات الهولوغرام والغرافيك في عروض الأزياء بدون اللجوء لعارضات أزياء سيفقد القطعة جماليتها وروحها، فعارضات الأزياء يبقين عنصراً أساسياً في هذا المجال، لذلك اقترحت أن يكون مفهوم عروض الأزياء شبيهاً بمبدأ سينما السيارات، أو تكون عروضاً مسجلة وصوراً يتم توزيعها على مجلات ومدونات الموضة لضمان التسويق والترويج لمنتجات المصممين.

أزمة كورونا

وقالت الشيباني: «في ظل أزمة كورونا أجبرنا على تقليل عدد الأيدي العاملة التزاماً بالإجراءات الاحترازية وترك مسافة كافية، لكننا لا نستطيع تجاهل ارتباط صناعة الأزياء بالاقتصاد على اعتبارها جزءاً كبيراً منه، وتراجع أسعار البترول صحبه تراجع بصناعة الأزياء، فهنالك مصانع أقمشة وخامات أغلقت تماماً».

وتابعت: «تسارع العالم الذي نعيش فيه قد يوصلنا يوماً ما إلى واقع ومرحلة نستطيع فيها الحصول على فستان بحسب الطلب في غضون ثوانٍ، فالخياطة هي مثل بقية المهن من نجارة وطب وغير ذلك، تشهد دخول الكثير من الذكاء الاصطناعي والأجهزة في خضمها للتطوير وسرعة الإنجاز، كما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد قد تساهم كثيراً في سد فجوة نقص الأيدي العاملة الذي تسببت به الأزمة، فضلاً عن تقليل التلامس والحفاظ على قواعد الوقاية».

منصات البيع

وحول منصات البيع، أكدت أن العلامات التجارية العالمية الموزعة لأكثر من فرع بدول العالم، ستقلل توزيعها على منافذ البيع، بالإضافة إلى الاعتماد الكلي لتوزيع الأزياء والمنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والطلب عبر المنصات الرقمية للبيع.

وعن اعتماد تقنيات بديلة في مجال الأزياء، أشارت الشيباني إلى أن بعض مصانع القماش الخام قد تلجأ نحو إعادة تدوير الأقمشة التي لم يتم بيعها كي تقل التكلفة وتستمر إنتاجية خامات جديدة، في حين سيقوم الأفراد بالاعتماد على إعادة التدوير منزلياً، لافتة إلى أنها وإن أعادت تدوير بعض أزياء عروضها السابقة، فهي قطع لا تُباع من باب الأمانة والمصداقية.

مشاريع وطنية

وأكدت الشيباني أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع صناعة الموضة والأزياء قد أثبتت جدارتها ونجحت باكتساب ثقة الجمهور خلال أزمة كورونا، لذلك تتوقع أن الإنتاج المحلي سيصبح أكثر انتعاشاً، آملة أن تحظى المشاريع الوطنية بدعم حالياً من كل النواحي.

وقالت: «للأسف ليس لدينا ثقة بالمنتج المحلي، إلا أن سلوكيات المستهلكين قد تغيرت، الأمر الذي يدعونا لتغيير طريقة العرض والأسعار والتكلفة وغيرها الكثير».