الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سالم القاسمي: «فكرة» تجسر الفجوة بين الشباب ورواد الثقافة المحلية.. والرقمنة لا تهدد "التصميم"

حدد الشيخ سالم فيصل القاسمي مؤسس ورئيس منصة واستوديو «فكرة» للتصميم، التحديات التي تقف أمام فن التصميم الجرافيكي المحلي، في عدم تدريسه باللغة العربية وندرة المصممين التفاعليين وقلة المراجع والكتب، فضلاً عن عجز الجامعات عن طرح برامج دراسات عليا في التصميم وصعوبة تعريب المصطلحات الفنية الخاصة به.

وأكد في حواره مع «الرؤية»، أن "فكرة" تسعى إلى تجسير الفجوة بين الأجيال الجديدة والرواد في مجال الفن والأدب عبر صالون ثقافي، مشيراً إلى أن الكثير من الفنانين الشباب يمتلكون علاقات قوية جداً مع الفنانين الأجانب، ولكن علاقاتهم ضعيفة وتكاد تكون مقطوعة مع رواد الفن المحلي.

وأشار إلى أن التصميم مساق مستحدث وجديد وكل يوم يتطور ولا يمكن حصر التقدم الذي يشهده هذا المجال، مؤكداً السعي إلى مواكبة التصميم تطورات مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الاستفادة من المجالات الإبداعية المختلفة لأنها متداخلة.


ولفت إلى أن دخول التطبيقات الرقمية لا يهدد وجود المصممين لأسباب عدة، أهمها: أن فكرة التصميم لا تقتصر على تصميم شعار فقط، بل تصميم تجربة متكاملة لعلامة تجارية.


وتالياً نص الحوار:

ما هي التحديات المحلية التي تقف عائقاً أمام تطور فن التصميم الجرافيكي؟

هناك مشاكل عدة أولها عدم تدريس الجامعات فن التصميم باللغة العربية، لأن هذا المساق جديد ومستحدث، لذلك تعتمد المساقات الجامعية على المراجع الغربية في التدريس وهو ما ينجم عنه استخدام الإنجليزية.

واستشهد على ذلك بقصتي عندما درست التصميم الجرافيكي باللغة الإنجليزية وتخرجت، فقد واجهت مشكلة في عدم قدرتي على التصميم بالعربية واكتشفت أني لا أعرف التعامل مع العربية، ولولا أحد الفنانين العرب الذي علمني لم أكن لأعرف كيف أصمم بالعربية.

وهل ما زالت المشكلة قائمة؟

لدينا الكثير من الطلاب الذين سافروا إلى الغرب ورجعوا يدرسون في الجامعات المحلية باللغة العربية، ومبدئياً شرعت الإمارات نحو التحول اللغوي في الكليات، لتأهيل الطلاب لتصميم الشعارات بالعربية، وأنا منهم أدرس في الجامعة الأمريكية بالشارقة عبر اللغة العربية.

ماذا عن التحديات الأخرى التي تواجهكم كمصممين؟

لا يوجد مصممون تفاعليون يستخدمون لغة البرمجة التفاعلية في التصميم، وإذا أراد شخص أن يكمل دراسته العُليا في التصميم لا توجد جامعة محلية، حتى اليوم، تطرح برنامج ماجستير، كما نواجه مشكلة في تعريب المصطلحات فضلاً عن قلة الكتب والمراجع العربية المتخصصة في التصميم.

هل كل هذه المشاكل مجتمعة هي السبب الذي دفعكم لتأسيس «فكرة»؟

نعم أحد الأسباب هي أن نكون متخصصين في تصميم الشعارات العربية، ولكن هدفنا ليس دمج اللغتين في الشعار، بل مزج حضارتين مع بعضهما البعض في تصميم واحد يراعي الثقافة الإماراتية وخصوصية المجتمع المحلي.

يشهد عالم التطبيقات نمواً واضحاً في مجال البرامج المتخصصة في التصميم دون الحاجة إلى مصمم، ألا تعتبرون الذكاء الاصطناعي منافساً قد يُحيل المصممين إلى التقاعد؟

دخول التطبيقات الرقمية لا يهددنا لأننا نصمم باللغة العربية، ونحن لا نكتفي بتصميم شعار فقط، بل نقدم تجربة متكاملة، مثلاً: لمطعم نصمم «قائمة الطعام، الموقع الرقمي، التواصل الاجتماعي.. إلخ» نتدخل في كل التفاصيل حتى ما يتصل بلغة التواصل مع الزبائن ورائحة المكان.. إلخ.

لو تحدثنا عن أبرز أنشطتكم التي تنفذونها في مؤسسة فكرة؟

المؤسسة تنظم برنامج الفنان المقيم تطلقه بشكل دوري ويقام في مساحة فكرة، وهذا العام أطلقنا البرنامج بالشراكة مع مؤسسة مسك الثقافية في السعودية بمشاركة 4 فنانين من الإمارات والسعودية يبحثون حول مواضيع محددة من خلال عدستهم وتختتم أعمالهم بمعرض متخصص.

كما تستضيف المؤسسة بينالي فكرة للتصميم الذي يقدم لمحة عامة عن المشهد الفني للتصميم الجرافيكي ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويجمع نخبة كبيرة من المصممين والمبدعين للتشجيع على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في عالم سريع التغير بما يعزز من تنافسية هذه الصناعة ويدفع باتجاه نموها وازدهارها، وسينطلق هذا العام في نوفمبر المقبل.

وما فكرة الصالون الثقافي الذي أطلقته «فكرة» تحت إشرافك بالتعاون مع مركز 1971؟

نسعى من وراء الصالون إلى تجسير الفجوة بين الأجيال الجديدة والرواد في مجال الفن والأدب، فالكثيرون من الفنانين الشباب علاقتهم قوية جداً مع المقيمين أو الفنانين الأجانب، ولكن علاقاتهم ضعيفة وتكاد تكون مقطوعة مع رواد الفن المحلي، فالطلاب يواجهون تحديات عند البحث في المراجع ولا يعرفون كيف يتواصلون مع الفنانين القدامى المؤسسين، لذلك نحاول أن نُشبك التواصل بين الدوائر الفنية في دبي والشارقة وأبوظبى لأن هناك حواجز بين الفنون فيستهدف الصالون استقطاب الناس من عدة مشارب متنوعة تحت مظلة واحدة.

وما الجديد في مجال التصميم؟

يشهد هذا النوع من الفنون يومياً تطوراً جديداً ولا يمكن حصر التقدم الذي يشهده هذا الفن، ولكننا نسعى أن يواكب التصميم تطورات مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن الاستفادة من المجالات الإبداعية لأنها متداخلة.

كادر

مصمم ورائد أعمال

الشيخ سالم القاسمي مصمم جرافيكي ورائد أعمال من الشارقة حصل على درجة البكالوريوس في العلوم في تصميم الوسائط المتعددة من الجامعة الأمريكية في الشارقة، ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة في التصميم الجرافيكي من كلية رود آيلاند للتصميم، وهو أستاذ مساعد في التصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة في كلية العمارة والفنون والتصميم.