الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

خريجو زمن الجائحة: نرفض نغمة "الحظ العاثر".. وجديرون بالمنافسة في سوق العمل

تخيم ظروف استثنائية على خريجي جامعات 2020 أو ما يعرف بدفعة كورونا، نظراً لتزامن تخرجهم مع تداعيات جائحة «كوفيد-19» التي ألقت بظلالها على مختلف قطاعات الأعمال، إلا أن خريجين ينتمون إلى الدفعات الأحدث في تخصصاتهم، رفضوا نغمة "الحظ العاثر" بالتخرج في زمن الجائحة، مؤكدين أنهم متسلحون بإمكانات عصرية وطاقة شبابية تجعلهم مؤهلين لمنافسة حقيقية في سوق عمل، يتوقع له أن يشهد الكثير من المتغيرات، في المرحلة المقبلة، واشار بعضهم إلى أن "الواقع الجديد" دفعهم بالفعل إلى مواصلة التعلم واكتساب خبرات جديدة.

وأكدوا لـ«الرؤية» أنهم اختاروا التعامل الإيجابي من البداية، مع الأزمة، بما في ذلك انخراطهم في دورات تدريبية ومعرفية مكتسبين مهارات ناعمة ستحسن من قدرتهم على إيجاد وظيفة والاستمرار فيها، بينما حول البعض المحنة إلى منحة باستشرافه المستقبل سواء بدراسة إدارة الأزمات كي يكون مستعداً لأي أزمة وعواقبها، أو إطلاق مشاريع وإكمال دراسته العليا ليتسلح بالعلم والمعرفة فيما يواجهه من عقبات مستقبلية.

المهارات الناعمة

أكد الطالب طلحة محمد خريج كلية الهندسة بجامعة عجمان أن سوق العمل قبل كورونا كان يعاني من تحديات عدة، والأمر بالنسبة إليه لم يختلف كثيراً بعد أزمة الفيروس، فالأمر سيان.

لكن هذا لم يمنع الشاب الطموح طلحة من التفكير في تطوير أدواته في مجال المهارات الناعمة التي تساعده على أن يكون قادراً على الانسجام مع التحديات في مجتمع ديناميكي تنافسي.

وحدد أبرز أنواع هذه المهارات التي صقلها ممثلة في إدارة الأزمات، التفاوض، التنظيم والتعامل تحت ضغط العمل بالإضافة إلى مهارات التفكير الناقد والإبداعي.

وفرق بين المهارات الناعمة والصلبة مؤكداً أن الصلبة تتسم بثبات قواعدها وبنيتها الأساسية لأنها غير قابلة للتغيير مهما تعرضت لعوامل خارجية وعلى سبيل مثال مهارات استخدام الأجهزة الحاسوبية هي مهارة صلبة لا تتغير بتغير الزمان أو المكان.

وشدد على أن هذا النوع من المهارات تفوق أهميته مهارات القراءة والكتابة، لأنها تعلم الشاب الشعور بالهدف والطموح وبناء القدرات للصمود والثبات أمام التحديات.

ويعتقد أن إخفاق بعض الخريجين الشباب في وظائفهم الجديدة مرده لعدم امتلاكهم أبسط مفاهيم المهارات الناعمة عند التعامل مع زملائهم أو مرؤوسيهم، مما ساهم في عرقلة توظيف الكثيرين أو عدم قدرتهم على إكمال مسيرتهم المهنية بشكل سلس وناجح.

المناعة النفسية

ريم علاء الدين خريجة من كلية الهندسة قسم «آي تي» اتجهت نحو تطوير أدواتها ومهاراتها في مجال إدارة الأزمات والكوارث، لاسيما أن أزمة الفيروس تسببت في فقدان الملايين لوظائفهم وانعكست سلباً على حياة الناس، لذلك ارتأت التركيز على تحسين أدواتها نفسياً.

وقالت «بالنسبة لي انصب اهتمامي في المقام الأول ببناء حصن منيع يدرء عني المشاكل النفسية بسبب تقلبات الظروف، ففي مثل هذه الأوضاع الحاجة إلى المناعة النفسية أهم من الجسدية».

وبناءً على ملاحظاتها أكدت انتشار مظاهر القلق والخوف والتوتر بين فئة من الناس استجابة لانتشار كورونا، لذلك تسعى إلى تطوير وعيها في هذا الجانب ومساعدة الناس على تجاوز خوفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

دراسة الماجستير

واتجهت الطالبة فيروز المغربي إلى استكمال دراستها العليا «الماجستير» تخصص هندسة معمارية.

وقالت «ينقسم الناس في مواجهتهم لشبح كورونا ما بين الهلع والخوف المؤدي إلى الشعور بـ«الوسوسة» المعطلة لحياتهم، وأولئك الداعين إلى التعامل بحكمة وهدوء لتجاوز الأزمة بسلام».

وفي ظل ضبابية مستقبلنا، تعتقد أن «كورونا» يشكل فرصة مناسبة لأولئك الراغبين في الاستفادة من الأزمة بطريقة ذكية من حيث إطلاق المشاريع واستكمال دراستهم الجامعية.

وتضيف «لابد أن يدرك الناس أن جودة الحياة تزداد طردياً مع قدرتهم على التركيز وعدم السقوط ضحية المشتات، لذلك فإن تدريب الذات على مهارة التركيز على أداء المهام والإنجاز، وخلق الحلول هو الخيار الأنسب».

ضغط الأسر

في المقابل أوضحت مدرب التنمية البشرية وصال الزعبي أن أفضل وسيلة تدعم الخريج الجديد من الجامعة في مثل هذه الظروف هي لجوؤهم إلى الاستفادة من التدريب العملي والميداني، لافتة إلى أهمية توجه الخريج نحو إتقان لغة جديدة عبر المنصات الرقمية.

وطالبت الأهل غير المتفهمين لأبنائهم بأن يكونوا أكثر استيعاباً لواقع أبنائهم الخريجين عبر دعمهم وتخفيف الضغط النفسي عليهم وتعضيد مشاعر الثقة بالذات لديهم، لا العكس، معتبرة اكتساب الخبرة الميدانية فضلا عن دعم الأهل، بمثابة طوق النجاه الحقيقي لشباب الخريجين في تلك المرحلة .