الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شباب المتطوعين في زمن كورونا: خشية العدوى لا تثنينا عن الواجب المشرف

نماذج شبابية مضيئة انتشرت منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، كانوا جنوداً مجهولين وصفوفاً أولى في تقديم الدعم التطوعي والمساندة المجتمعية في مختلف المجالات سواء في مراكز المسح، أو المستشفيات الميدانية، أو تحليل البيانات، أو تقديم الدعم لفرق شؤون المرضى، والمساهمة في حملة التعقيم الوطني، فضلاً عن مشاركة القطاعات المختلفة في تنظيم العمل، أو من خلال حياكة وصلات الأقنعة وتوزيعها مجاناً، وتقديم الهدايا لأسر الأطباء والعاملين بالقطاعات الطبية.

وأكد عدد من الشباب الذين يتصدرون ويزينون القوافل التطوعية في زمن كورونا، لـ«الرؤية»، أن العمل التطوعي لا سيما في أحلك الظروف، يمثل واجباً إنسانياً وخدمة مشرفة للوطن من دون أن تتملكهم خشية انتقال العدوى والإصابة في ظل التزامهم بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، فقد أدوا مهامهم وسط ظروف صعبة لحماية أبناء المجتمع ودعم الطواقم التي تعمل كخطوط دفاع أولى، مشيرين إلى أن تطوعهم يشعرهم بالسعادة خاصة مع رسمهم الابتسامة على وجوه قد تكون متعبة أو مرهقة أو خائفة جراء أزمة (كوفيد-19).

تحدي الخير

أطلقت الاختصاصية الاجتماعية نشوى حسن حسان، بالعين، حملة بعنوان «تحدي الخير، قوافل السعادة»، شملت كل إمارات الدولة لإدخال السرور على أبناء الأسر، وإزالة الضغط النفسي الذي يمرون به خلال هذه الأزمة، مشيرة إلى أنها تواصلت مع أسر العاملين في المجال الطبي، والذين تحتم عليهم ظروف العمل الغياب الطويل عن أبنائهم، واكتشفت أنهم يعانون صعوبات كذلك في التعليم عن بعد لغياب ذويهم عنهم، ووزعت عليهم حقائب تحمل شكولاتة وحلوى وأقنعة ومعقمات وألعاب للأطفال، وأشارت إلى أن وقع الهدايا كان كبيراً لدى الأطفال، فضلاً عن أبناء العالقين خارج الدولة، وهو ما كان يمسح عناء التعب عنهم ويشعرهم جميعاً بالسعادة.

تعقيم وطني

ومن جانبه، أشار الشاب علي الأنصاري، إلى تطوعه ضمن فرق التعقيم الوطني كل مساء في تعقيم المناطق المختلفة من العين، بعد ارتداء الملابس الخاصة التي يرتديها العمال لحماية أنفسهم من أثر المعقمات، مؤكداً أن واجبه الوطني يحتم عليه ذلك خلال الأزمات التي تمر بها البلاد على وجه الخصوص، وتقديم كافة أشكال الدعم اللازم للفرق التي تقوم بدورها الوظيفي في خدمة الدولة والمجتمع وحمايته من المرض.

واجب إنساني

من جهتها، تطوعت الطالبة بسملة محمد عيد، بتنظيم الدخول والخروج في أحد المراكز التجارية الكبرى بالمدينة، والتأكيد الدائم على رواده بارتداء الكمامة والقفازات، مشيرة إلى أن التطوع واجب إنساني لمساعدة ودعم جهود الدولة الدؤوبة لحماية المواطنين والمقيمين، وأن الإمارات صارت وطناً ثانياً لها تشعر بسعادة كبيرة في خدمته جنباً إلى جنب مع أبنائه المواطنين.

وصلات الأقنعة

وانخرطت الشقيقات موزة وهدى والريان هلال الهنائي في صنع وصلة الأذن الخاصة بالأقنعة الطبية، بهدف إراحة الأذن من ارتداء الكمامة المستمر داخل المؤسسات الطبية وغيرها، حيث عكفن على حياكتها وتوزيعها على العاملين في الميادين التي تتطلب السهر على راحة المرضى ومختلف الهيئات التي يعمل أصحابها خلال أوقات التعقيم الوطني وغيرهم ممن يحتاجها.

وعبرت موزة 10 سنوات عن سعادتها البالغة بمشاركة المتطوعين في هذه الأعمال الإنسانية، مؤكدة أنها تتبع كل وسائل السلامة والاحترازات الطبية وقت تقديم هذه الهدية البسيطة لمن يحتاجها، وأنها تشعر بسعادة غامرة لحظة إسعاد الآخرين.

توجيه المتسوقين

وجسدت شيماء واثق قيمة التضامن والتلاحم المجتمعي لدعم الجهود الوطنية لمواجهة فيروس كورونا، مؤكدة أن ما قامت به ينبع من حبها للإمارات الذي ولدت وتربت به وتشعر بانتماء كبير له، منوهة بأنها شاركت في مجموعة من الأنشطة المختلفة التطوعية أبرزها المساهمة في التخفيف عن العاملين بمجال التعقيم الوطني بحمل أداة التعقيم، والقيام جنباً إلى جنب مع زملائها المتطوعين برش أجزاء واسعة من مدينة العين بشكل يومي، فضلاً عن مشاركتها في تنظيم دخول وخروج المتسوقين بالمراكز التجارية، وتذكيرهم بارتداء الكمامة والتعقيم، وإمدادهم بالقفازات قبل ولوجهم إلى المحلات.

وأشارت إلى أن الإقبال الكبير من أبناء الإمارات والمقيمين على التطوع يعكس مدى الوعي المجتمعي لدى الشعب الإماراتي وحرصه على رد الجميل للوطن الغالي، لافتة إلى أن عدد المتطوعين الإضافيين الجاهزين للانضمام للعمل يشير إلى مدى عمق حب هؤلاء للإمارات، والرغبة في دعم جهودها في تحقيق الأمان الصحي لشعبها.