شهد قطاع الأزياء والموضة والجمال تغييرات كثيرة غير متوقعة، تسببت فيها جائحة كورونا، حسب دراسة حديثة نشرتها شركة «باين» للأبحاث الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تلعب دوراً رئيسياً في تحديد بوصلة هذا القطاع، خلال المرحلة المقبلة، لا سيما وأن الإحصاءات تشير إلى تراجع مبيعات ومكاسب قطاع الموضة بنسبة 30% منذ مطلع العام الجاري، أي ما يعادل 70 مليار يورو، ومن المتوقع أن يتأثر القطاع بحالة ركود خلال السنوات المقبلة.
وأكد لـ«الرؤية» خبراء في الموضة والجمال أن تفشي فيروس كورونا غير ذائقة الجمهور العامة في مسألة الإطلالة، حيث تميل إلى الإطلالة العملية الكاجوال، سواء في الملابس أو الأحذية أو حتى الإكسسوارات.
وأشاروا إلى أن الجائحة أعادت ترتيب أولويات النساء في التركيز على اقتناء مستحضرات العناية بالبشرة أكثر من مساحيق التجميل والمكياج، ذاكرين أن بنات حواء اتجهن لمكياج العيون أكثر من أحمر الشفاه، وتكثيف العناية بالبشرة، فضلاً عن معاناتهن من مشاكل جفاف اليدين بسبب كثرة استعمال المعقمات وارتداء القفازات.
كما اتجهت النساء إلى ستايل الكاجوال العملي والملابس الفضفاضة، واعتمادهن على موضة الجينز في القمصان والبناطيل والتنانير، وطرأت على الإكسسوارات تغييرات جوهرية، حيث أصبح السيدات يملن إلى استخدام تقليعات مبتكرة تتماشى والوضع الراهن، إلى جانب اتجاه دور الأزياء والموضة العالمية إلى تسويق منتجاتها رقمياً.
1-مكياج العيون
قالت خبيرة التجميل والمظهر الإماراتية أسماء لوتاه: «لقد قلَّت أهمية الإطلالة المتكاملة لدى النساء، خاصةً أن نصف الوجه مختبئ خلف الكمامة، لذلك اتجه العديد منهن للاهتمام باستخدام مكياج العيون من ظلال وكحل وكونسيلر أكثر من أحمر الشفاه».
ونصحت لوتاه بضرورة العناية بالبشرة خلال الفترة الحالية التي تستدعي ارتداء الكمامات، خاصةً صاحبات البشرة الحساسة، والتي تتأثر بسبب خامة البوليستر في الكمامات وعدم قدرة البشرة على التنفس بشكل طبيعي، ما يؤدي لظهور حبوب حول منطقة الفم أو الوجنتين.
2-عناية مضاعفة
وأشارت اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة منى صالح، إلى أن عناية السيدات بالبشرة زادت خلال فترة الحجر المنزلي، وأصبحت النساء أكثر عناية باستخدام كريم النهار والليل بانتظام، منوهة بأن التوتر الذي مر به العالم خلال الفترة الماضية دفع النساء لمضاعفة العناية بالبشرة، وتحولت المبالغ التي تنفقها بنات حواء على مستحضرات التجميل إلى مبالغ مخصصة لشراء مستحضرات العناية بالبشرة.
3-جفاف البشرة
وأضافت صالح: «ازدادت مشاكل جفاف اليدين بسبب كثرة استعمال المعقمات وارتداء القفازات، لذلك أنصح باستعمال معقمات تحتوي على نسبة ترطيب أو مضاعفة عملية الترطيب، إلا أن الاعتماد على غسل الأيدي بالماء والصابون أفضل بكثير من الاعتماد على المعقمات، مع تجنب استخدام مياه ساخنة والاعتماد على مياه فاترة كي لا يزداد جفاف البشرة».
4-أزياء كاجوال
أما مصممة الأزياء واستشارية المظهر رنا السيد، فأكدت أن الموضة اتجهت إلى ستايل الكاجوال العملي والملابس الفضفاضة بسبب جائحة كورونا، وفي ظل ظروف العمل عن بُعد وغياب الفعاليات والتجمعات، كما اعتمدت على عناصر الموضة المستدامة التي يمكن ارتداؤها بأكثر من طريقة كالبناطيل الرياضية بدون أزرار وقبعات القش، والأحذية ذات مستوى واحد، وحقائب الخصر.
وذكرت السيد أن موضة الجينز في القمصان والبناطيل والتنانير دارجة جداً خلال هذا الموسم، إلى جانب ألوان النيون (الفسفورية) الأخضر والأصفر على وجه التحديد، إلى جانب النقشات المتداخلة في القطعتين العلوية والسفلية معاً، وقصات واسعة تعود لموضة الستينيات في الأكمام المنفوخة.
5-تقليعات مبتكرة
وحول التغيرات التي طرأت على الإكسسوارات، أوضحت رنا السيد أن الكثيرات أصبحن يملن إلى استخدام تعليق الهاتف في الرقبة بدلاً من وضعه في الحقيبة، لتقليل عملية التلامس، كما اتجه الفتيات والشباب كذلك لاستعمال حقائب الخصر أو الحقائب الرياضية بكتفين، وأصبحت الكمامة جزءاً لا يتجزأ من المظهر العام، حيث قامت العديد من دور الأزياء بابتكار تصاميم خاصة باستخدام خامات أقمشة خفيفة.
6-تسويق رقمي
وقالت مصممة الأزياء واستشارية المظهر: «اتجه سوق الأزياء والموضة إلى التسويق الرقمي، بعدما ساء الوضع خلال الجائحة ودفع العديد من دور الأزياء العالمية إلى إغلاق عدد من منافذ بيعها الكبرى، لتقليل الموظفين والكلفة المادية التي تتكفل بها دور الأزياء العالمية لاستئجار المتاجر الإسمنتية في مراكز التسوق».