الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«فرط التذكر».. مرض نادر يؤشر إلى انحراف في القدرات الإدراكية

«فرط التذكر».. مرض نادر يؤشر إلى انحراف في القدرات الإدراكية

ارتبطت مشاكل الناس عادة بصعوبة استرجاع المعلومات وتثبيت الأحداث التي يمرون بها، ما دفع البعض إلى البحث عن أسرع الطرق لتنشيط ذاكرتهم وعلاج معاناتهم مع النسيان.

ولكن ماذا يفعل أولئك الذين يعانون من مرض فرط التذكر ومصطلحه العلمي يعرف بـ«هايبرثيميسيا»؟

وهذا النوع من المرض عبارة عن حالة نادرة تجعل الشخص المصاب يتذكر كل لحظة في حياته بكل تفاصيلها ولا ينسى شيئاً مهما مرت السنوات.

و أوضحت مستشارة الصحة النفسية الدكتورة زكية الصراف أن فرط التذكر هو مرض يصيب العمليات الإدراكية التي تقوم بها الذاكرة يعرف باسم «الهايبرثيميسيا»، و يحدث نتيجة انحراف هذه العمليات عن القيام بدورها المنوط بها، ما يزيد من قوة الذاكرة على استدعاء التفاصيل التي يعيشها الإنسان بجزئياتها الدقيقة سواء كانت من الماضي القريب أو البعيد.

وأضافت أن فرط التذكر يهدد صاحبه على المدى البعيد بفقدان الاتزان النفسي، لأن الذاكرة القوية تحول الإنسان إلى شخصية موسوسة، فالذكريات التي يتم استدعاؤها بتفاصيلها الدقيقة قد تتغير إلى هواجس ووساوس تؤرق وتقلق الفرد.

وأضافت: التذكر عملية عقلية مركبة ومعقدة جداً، تحتوي على الكثير من القدرات مثل الاحتفاظ والتعرف والاسترجاع، وتنبع أهميتها من أن كفاءة الناس تختلف باختلاف قدرتهم على تذكر الخبرات السابقة المتراكمة، ولكن قد تتحول إلى هاجس إذا زادت قوة الذاكرة.

وأشارت إلى أن أمراض انحراف الذاكرة لا ترتبط فقط بفرط التذكر، فالبعض قد يعاني من «البارامنزيا» وهو مرض الذاكرة الكاذبة، حيث يظن الإنسان أنه يعرف الشيء وهو في الحقيقة لا يعرفه، أو يسترجع المعلومات عبر خبرات وصور خاطئة ومحرفة ومشوهة دون وعي منه بأنها كاذبة.