السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شباب يحولون «محنة كورونا» إلى منحة إبداعية ومشاريع ناجحة ومصادر دخل مجزية

شباب يحولون «محنة كورونا» إلى منحة إبداعية ومشاريع ناجحة ومصادر دخل مجزية

سعيد الرميثي.

تمكن عدد من الشباب الإماراتي ونظرائم من المقيمين، من تحويل محنة كورونا إلى منحة إبداعية ساعدتهم على تطوير مشاريعهم الخاصة، وتنمية أفكارهم وابتكار مصادر دخل مجزية من خلال تنفيذ أفكار بسيطة، ليستثمروا من خلالها أوقات فراغهم في الحجر المنزلي الذي فرضه انتشار فيروس «كوفيد-19».

وأكد شباب لـ«الرؤية» أنهم استعدوا بشكل واقعي، لاستقبال مرحلة ما بعد جائحة كورونا، بمشاريعهم الخاصة التي تحدوا بها هذه الأزمة الاستثنائية، التي اعتبروها ضوءاً وإشارة أيقظت داخلهم الإبداع ودفعتهم إلى التفكير خارج الصندوق واكتشاف سبل جديدة لتحقيق أحلامهم.





أفكار مبتكرة

قال الشاب الإماراتي سعيد الرميثي إنه رغم سلبيات جائحة كورونا، إلا أن الحجر المنزلي أسهم في تفجير الكثير من الطاقات الإبداعية لدى كثير من الشباب الذين تمكنوا من تحويل إبداعاتهم وأفكارهم المبتكرة إلى مصادر للرزق ومشروعات ناجحة ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب، ويمكن أن تكون سبب مهماً في إعانة كثير من الأسرة.





زراعة مائية

وأشار الرميثي إلى أنه يعتبر نفسه من النماذج الإيجابية التي استطاعت استثمار وقتها في هذه الأزمة لتطوير ابتكاراتها في عالم الزراعة المائية (الهيدروبونيك)، حيث قام ببناء فكرة مشروعه في منزله، معتمداً في فكرته على تقنية يتم استخدامها لنمو النباتات في محاليل التغذية التي تمد النبات بكل ما يحتاج إليه من العناصر الضرورية والمغذية لنموه، ومن دون تربة طينية، والتي تمتاز بوفرة الإنتاج وإمكانية تنفيذها في أي مكان، حتى يتمكن كثيرون من الاعتماد عليه في توفير احتياجاتهم الذاتية من الخضراوات والفاكهة.



ذكاء اصطناعي

وأضاف الشاب الإماراتي أنه نجح خلال الأشهر الماضية في إدخال مزايا الذكاء الاصطناعي والتحكم عن بُعد عن طريق الهاتف، لينجح عبر مشروعه في إنتاج العديد من المنتجات الزراعية التي تنوعت بين الفواكه كالفراولة والخضراوات من الخيار والطماطم الخالية من أي أسمدة كيماوية.





تحف فنية

وأوضحت الفنانة السورية آلاء القصار أنها استطاعت استثمار فترة الحجر المنزلي في إعادة اكتشاف نفسها من خلال تسخير موهبتها في تحويل قطع الصابون إلى تحف فنية، ومع الإصرار نجحت في أن يكون لها المنتج الخاص بها من الصابون والذي يحمل لمساتها الفنية التي يتم استخدامها كقطع ديكور منزلية.

وأضافت أنها نجحت في تحويل هوايتها من الترويح عن النفس، إلى مصدر للدخل، ومهنة تعطي لها يومياً أكثر من 7 ساعات عمل متواصلة مستثمرة التقنيات الحديثة كافة، لتجعل من قطع الصابون تحف فنية يمكن أن تحمل الصور الشخصية أو كتابة الأسماء أو الإشعارات، عبر تقنيات الطباعة على الصابون.





استثمار الفرص

ترى الإماراتية حنان الفردان صاحية أول مدرسة لتعليم اللهجة الإماراتية، أن جائحة «كوفيد-19» نجحت في جذب أعين الجميع نحو العالم الافتراضي واستثمار كافة سبله في الترويج لمشروعاتهم حتى وإن كانت صغيرة.

وقالت إنها اضطرت لإغلاق فصول مدرستها التزاماً بالإجراءات الاحترازية، ولكنها فوجئت بأن هناك طلاباً يرغبون في استكمال حصصهم الدراسية، ما شجعها على معاودة نشاطها عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وتفاجأت بمئات من الطلبات الجديدة للالتحاق بالدورات الجديدة من داخل الإمارات وخارجها.

وأضافت أن قناة المعهد الخاص بها عبر يوتيوب، تجاوز أعداد المشاهدات عليها حاجز المليون مشاهدة، لتكتشف بنفسها صحة مقولة «رب ضارة نافعة».



أزمة استثنائية

أما خبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات الدكتورة مروة كريديه، فأكدت على ضرورة التعامل مع أزمة كورونا على أنها ظرف استثنائي ومميز من جميع النواحي، فالفترة الماضية كانت فرصة حقيقية لإعادة الحسابات والتوازنات في كافة أمور الحياة، ودعوة للوقوف مع النفس ومنحها فرص التفكير الإيجابي، مؤكدة أن هذه الأزمة غيرت كثير من العادات على كافة الأصعدة والمستويات.



همة الشباب

وأشارت كريديه إلى أن الشباب من أكثر الفئات المجتمعية التي يمكن لها أن تحول هذه الأزمة إلى فرص، وأن يستثمروا الأوقات في الاستزادة من العلم والمعرفة والثقافة، ما يحملهم على سلوكٍ جديدٍ يبدأ صغيراً وينتهي بتغيير حياتهم نحو الأفضل، فالأمة العربية اليوم بحاجةٍ إلى العلم والإبداع وهمة الشباب، لمواكبة التطور الهائل والسريع الذي ستشهده الفترة المقبلة، ولتستطيع إعادة صياغة بناءِ هذه الأمة.



أنظمة يومية

وتنصح خبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات الأسر والشباب خاصة بضرورة التركيز على النظام اليومي من العادات، وليس التركيز على الأهداف التي يتم وضعها للحياة عامة، فالأهداف مفيدة في تحديد الاتجاه، ولكن الأنظمة والعادات اليومية التي تشكل نظام الحياة هي التي تحقق هذا التقدم نحو الأهداف.