الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بين انقراض الديناصورات ودمار سيبيريا.. المذنبات ضيوف مزعجة لكوكب الأرض

يحتفل العالم في 30 يونيو من كل عام باليوم العالمي للكويكبات أو المذنبات الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل «الاحتفال بالذكرى السنوية لتأثير تونغوسكا على سيبيريا، الاتحاد الروسي، في 30 يونيه 1908، ولزيادة الوعي العام حول خطر تأثير الكويكبات».

ويبدو أن كارثة كورونا ليست هي التهديد الوحيد لكوكب الأرض في العام السعيد 2020، فهناك العديد من الكويكبات التي اقتربت من الأرض وستقترب خلال الأشهر المقبلة تشكل خطراً داهماً في حالة اصطدامها بالأرض ما يمكن أن يسبب موجات تسونامي عاتية أو انفجارات تماثل تأثير القنبلة الذرية في قوة التدمير.

وهناك ملايين المذنبات التي تدور في المجموعة الشمسية، معظمها يسير في مسارات بين المريخ والمشترى، ولكن البعض منها يقترب في مداره من الأرض، وقلة منها تشكل تهديداً حقيقياً لها في حالة سقوطها عليه.

الذي أقلق العلماء في العام الماضي أن المذنب 2019ok لم يرصده أي رادار رغم أنه اقترب من كوكب الأر ض على مسافة 73 ألف كلم في 26 يوليو من العام الماضي وشكل تهديداً حقيقياً ولكنه مر بسلام.

زيارة في نوفمبر

ويعد المذنب 153201 (2000W0107) زائراً فوق العادة للأرض و«ضيفاً ثقيلاً»، من المتوقع اقترابه منها في 29 نوفمبر المقبل، وهو من أكبر المذنبات وأيضاً أسرعها، إذ يبلغ سرعته 90252 كلم في الساعة، ويبلغ حجمه بين 370-820 متراً، ويقترب من الأرض لمسافة 4.3 مليون كلم.

ومن ناحية الحجم يعتبر كويكب 52786 (1998OR2) الذي مر بالأرض في 29 أبريل 2020 هو المذنب الأكبر الذي اقترب من الأرض في العام الجاري، وبلغ عرضه 4 كلم وكان يسير بسرعة 32.320 كلم في الساعة، واقترب من الأرض على مسافة 6.3 مليون كلم.

وهناك «ضيوف ثقيلة» أخرى من الكويكبات اقتربت في مداراتها من الأرض في العام الجاري، من بينها مذنبان كبيران في 7، 10 مايو الماضي، ومذنب ثالث اقترب لمسافة 5.1 مليون كلم في 6 يونيو الجاري.

أخطار في الفضاء

وتمثل الأجسام القريبة من الأرض أو (نيو) تهديدات كارثية محتملة لكوكبنا. وهناك أكثر من 16 ألف كويكب تم اكتشافها بالقرب من كوكب الأرض.

ويحذر العلماء من أن المذنبات أو الكويكبات تتخذ مدارات عشوائية حول الشمس، وبذلك قد يكون اصطدامها بالأرض عمودياً، مع نتائج قد تكون كارثية.

ويقول العلماء إن الانفجار الذي قد ينتج عن اصطدام مذنب بالأرض سيكون أعظم بكثير من الانفجار الناتج عن اصطدام نيزك، وستكون الحفرة أعمق، والتدمير أقوى.

ويمكن أن يسبب اصطدام كويكب بالأرض دماراً كبيراً وموجات تسونامي هائلة، ويرجح معظم العلماء أن انقراض الديناصورات كان بسبب اصطدام أحد تلك الكويكبات بكوكب الأرض.

وتزداد خطورة المذنبات لأنها تسافر في الفضاء بسرعة تصل إلى 3 أضعاف سرعة النيازك، وبذلك تكون القوة التي يصطدم بها المذنب بالأرض 9 أضعاف القوة التي يصطدم بها النيزك.

وكان حدث سقوط الكويكب تونغوسكا في سيبيريا، الروسية، في 30 يونيه 1908 له التأثير الأكبر من بين الكويكبات على الأرض في التاريخ المسجل.

وتكرر الأمر في 15 فبراير 2013، عندما دخلت كرة نارية كبيرة (تسمى من الناحية الفنية «سوبيربوليد»)، بسرعة 18.6 كلم في الثانية الواحدة الغلاف الجوي وتفككت في سماء تشيليابينسك. ووفقاً لوكالة ناسا، قدرت طاقتها التدميرية بأكثر من 440 ألف طن من مادة TNT شديدة الانفجار.

سر انفجار تونغوسكا بسيبيريا

أما انفجار تونغوسكا الشهير فقد وقع، في الساعة 7:17 يوم 30 يونيو عام 1908 بالقرب من نهر تونغوسكا بسيبيريا، وبدا محيراً للعلماء على مدى عشرات السنين، مخلفاً أكثر من 30 فرضية ونظرية حول حقيقة ما وقع، بعضها واقعي مثل اصطدام مذنب بالأرض وبعضها الآخر غير منطقي كانفجار سفينة فضائية أو طبق طائر فوق المنطقة.

نُظّمت أولى البعثات العلمية الروسية لاستبيان ما حدث بعد نحو 19 عاماً على الحادثة، وعندما وصل العلماء المنطقة أذهلهم منظر الدمار الشاسع، إذ كانت الأشجار المتفحمة ملقاة في صفوف على امتداد الأفق. وبحثوا دون جدوى عن فوهة بركانية محاولين العثور على شظايا نيزك أو كويكب أو جرم فضائي.

كان الجيولوجي الروسي ليونيد كوليك أول من زار الموقع عام 1927، حيث أفاد شهود عيان أنهم شاهدوا كرة نارية تخترق صفحة السماء بضجيج مرعب أعقبها انفجار دفع الناس إلى القفز مذعورين.

وعلى الرغم من تناقض روايات الشهود، بدا كوليك مقتنعاً بأن نيزكاً هو الذي تسبب بهذا الدمار.

من جانب آخر، أكد المهندس الروسي يوري لافبين أن اصطداماً وقع بين مذنب وصحن طائر غامض على علو 10 كلم مما تسبب بالكارثة.

زائر الليل

وتشاهد الكويكبات عادة في الليل، وتزيد فرص رؤيتها عندما تكون على مسافة من 34 إلى 70 كلم فوق الأرض. وعندما تصل تلك المذنبات إلى ارتفاع 31 كلم إلى 51 كلم تتفتت عادة، ويرى وهجها لمدة تصل عادة إلى ثانية واحدة.

ويجسد كل لون لذلك الوهج المعادن التي يتألف منها المذنب، فالأحمر «السليكات، والبنفسجي» البوتاسيوم، والأخضر أو الأزرق «النحاس، الأصفر الحديد، الأصفر أو البرتقالي الصوديوم».