الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«دفن الأحياء».. علاج للأمراض المُستعصية في واحة سيوة المصرية

«دفن الأحياء».. علاج للأمراض المُستعصية في واحة سيوة المصرية

العلاج بالدفن في الرمال وسيلة قديمة للعلاج استعملها العرب للعلاج الطبيعي، وأثبت الأبحاث العلمية فاعليتها في علاج كثير من الأمراض مثل أمراض الروماتيزم والروماتيد المفصلي والنقرس، والسمنة الزائدة وقصور الشرايين والأمراض الجلدية كالصدفية والبهاق، والتهاب المفاصل والأعصاب، وبعض المشكلات لدى الرجال.



وفي واحة «سيوة» بمصر على بعد حوالي 300 كم غرب مرسى مطروح، بدأ موسم العلاج البديل بدفن الأحياء في الرمال، ليس دفنهم لأذيتهم، لكن لاستخراج السموم وعلاج الأمراض المزمنة التي تُعالجها رمال الصحراء الغربية الحارة.





مشاهدة رجل مدفون تحت الرمال لا تظهر منه سوى رقبته فقط، ربما يُعد أمراً مُستغرباً، لكنه ليس كذلك في جبل «الدكرور» الذي بدأ فيه موسم العلاج بداية من أول يونيو الماضي ويستمر حتى أغسطس المقبل، والجبل ليس مكاناً مُحاطاً بالأساطير فحسب، لكنه أكثر الأماكن شديدة الخصوصية في العلاج بالدفن والرمال، حيث تحوي رماله أملاح معدنية وكبريتية قادرة وفي 20 دقيقة فقط على إعادة المرضى للحياة مرى أخرى.

بداية رحلتك العلاجية تبدأ بالحجز بواسطة أحد المُتعهدين بالرحلات لسيوة، ويكون عن طريق صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق معرفة مُسبقة بمن سبق لهم العلاج.





أحمد عمر هو أحد المُتعهدين بتنظيم مثل تلك الرحلات، ويقول لـ«الرؤية» إن الرحلة التي قد تستمر لمدة 5 أيام فقط، إذا كانت علاجية فقط، وقد تستمر لأطول من ذلك إن رغب العميل في زيارة معالم الواحة، تختلف كلفتها من شخص لآخر.



ويوضح: «تختلف باختلاف الإقامة سواء كانت فندقية أو عادية، فيمكن أن تبلغ حوالي 250 جنيهاً في اليوم شاملة الطعام والشراب، أو 2500 جنيه إن كانت الإقامة فندقية، وفي النهاية يكون بحسب رغبة العميل».





وأضاف: «دوري تكميلي للمعالج حيث أصطحب المريض قبل طقوس العلاج إلى أحد العيون الكبريتية ليأخذ قدراً من الاستجمام بها، وتلك العيون تساعد في فتح مسام المريض وتجهيزه لعملية العلاج، وهو ما يساعد في إخراج السموم من جسمه».





وسط الرمال وخيمة للاستراحة وبطانية توضع فوق رأس المريض، يسترخي المرضى في الظل قبل العلاج، ويقوم بعض مساعدي المُعالج بعملية التدليك لكل مريض على حدة، لتهيئته لبدء الدفن، يوضع المريض في الرمال بعد خلع ملابسه كاملة، ويُغمر كلياً في الرمال حتى رقبته، ويراوح متوسط الوقت المستغرق في الرمال من 10 إلى 15 دقيقة، وعادة ما تستغرق العلاجات ما بين 3 إلى 5 أيام، بحسب الحالة المرضية للعميل.





ويقول عبدالرحمن الشرايك، أحد أبرز المُعالجين في سيوة ويمتلك موقعاً في جبل الدكرور: «مهنة المُعالج أصبحت مهنة من لا مهنة له، لكن الخبرة تفرق كثيراً فقد تتعرض حياة المريض للخطر، فالأمر لا يتعلق بدفنه في الرمال فقط، لكن هناك بعض الأشخاص قد لا يستطيع جسمهم طرد العرق، وهو ما يستدعي إخراجهم سريعاً وغسل جسمهم بالخل، وإلا فقدوا حياتهم».





ويضيف: «ورثت تلك المهنة عن أجدادي قبل أكثر من 30 عاماً، وورثتها لأبنائي، كما توجد بعض السيدات في الواحة المتخصصات في علاج النساء، لخصوصية هذا النوع من العلاج، وتوجد أماكن منعزلة لهن عن الرجال».



وتبدأ عملية العلاج من الواحدة ظهراً وحتى الثالثة عصراً، أما إن كان المريض ذا سن كبيرة فإن البدء في علاجه يبدأ في الـ11:00 صباحاً، كي لا يتعرض لحرارة الشمس الشديدة، مع مراعاة تقديم وجبات خاصة يشرف عليها الشرايك وفريقه، مع شرب كمية كافية من السوائل مثل النعناع والليمون، وهو ما يسمح بتهدئة جسد المريض، لإخراج العرق والسموم أثناء استراحته في الخيمة، ومن ثم دخوله مرة أخرى للرمال.





وتابع: «لا يُسمح للمرضى بالاستحمام أو ملامسة الهواء البارد أو الجماع بعد عملية العلاج وارتداء ملابس شتوية ثقيلة حتى يمنع تعرض جسمه للبرد، واستمرار كل ذلك لمدة أسبوع كامل».