الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عبدالرحمن العبيدلي شاب يروج لسياحة «التحدي والإثارة» بالإمارات

يعشق الإماراتي عبدالرحمن العبيدلي المغامرة واستثمار مهاراته الرياضية في النزول بالحبال من المرتفعات لإشباع روح التحدي بداخله، حيث يهوى الصعود إلى قمم الجبال، والأماكن الوعرة، ويجد نفسه في استكشاف الطبيعة، كما وهب نفسه للترويج لسياحة التحدي والإثارة التي تتلون بها كهوف وجبال الإمارات.

وبين الأجواء المناخية الصعبة، في الصقيع وحرارة الشمس الحارقة يقضي العبيدلي أيامه، وبين مخاطر التضاريس الوعرة يقضي ساعات طويلة في تسلق الجبال، لينجح على مدار 20 عاماً في حفر اسمه بين متسلقي الجبال داخل الإمارات وخارجها.

وعن بداية رحلته في عالم تسلق الجبال، قال العبيدلي لـ«الرؤية»: «بدأت رحلتي في عالم التحدي منذ أن كنت شاباً لا يتعدى عمري الـ20 عاماً، ولكني لا أفضل تصنيفي كمغامر أو مكتشف كهوف، ولكن أفضل تصنيفي كمتحدٍ ومدرب لرياضة النزول من المرتفعات، وعاشق لاستثمار وقتي في ممارسة أنشطة رياضية قريبة من قلبي عمادها الإثارة، خاصة وأني أعمل مدرباً محترفاً لهواة تسلق المرتفعات».

يجيد العبيدلي الكثير من الأنشطة الرياضية منها المشي الجبلي، لكنه يجد نفسه أكثر في عالم تسلق الجبال الشاهقة، وتمكن خلال رحلته في هذا العالم من تسلق جبال الطويين في الفجيرة ومرتفعات رأس الخيمة، وكثير من جبال السعودية ودول أوروبا، واكتشاف أماكن عدة بالدولة يقصدها الشباب من عاشقي البحث عن التحدي والإثارة.

محطات أساسية

وعن أبرز محطاته، أوضح أنه يمتلك رصيداً جيداً من تسلق الجبال، ولكن رحلته لتسلق جبال الطويين بالفجيرة وجبال رأس الخيمة، التي تتميز صخورها بأنها جيرية والتي يطلق عليها الصخور الصفراء وهي أكثر أماناً وتماسكاً، يعتبرها أبرز الجبال بالإمارات التي قام بتسلقها واكتشف من خلالها جمال الطبيعة المحلية.

وأضاف أنه «تمكن أيضاً من تسلق قمة جبال السودة بمدينة أبها السعودية، التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 3000 متر، إضافة لجبال جزر الأزور البرتغالية، التي بها أحد أعلى الجبال في العالم، والتي تعد من أخطر المغامرات التي قام بها».

مواقف لا تنسى

ومر العبيدلي بالعديد من المواقف الصعبة التي ظلت عالقة في ذهنه لسنوات طويلة ولا يستطيع نسيانها، وهي عندما قام بتجربة قفز من مرتفع عالٍ يتجاوز العشرة أمتار بأحد المسطحات المائية، ولكنه تعرض للطمة قوية بصدره ورقبته، أدت إلى انقطاع نفسه، وبمجرد أن خرج من هذا الموقف الصعب شعر وكأنه ولد من جديد، ولكن هذا لم يرجعه عن روح التحدي التي تجري في عروقه، وتزول أية مشاعر سلبية بداخله بمجرد أن يشعر أنه ساهم في تعريف الشباب بأماكن جديدة يقصدونها لاكتشاف قوتهم ومهاراتهم الحقيقية.

أدوات

وعن أدواته في رحلاته، ذكر العبيدلي أنه «يحرص أن تحتوي حقيبته التي يحملها وترافقه في جولاته في القمم الجبالية، الخوذة، الأكل الخفيف، الماء، الحبال، وغالباً ما يخطط لرحلاته في الجو الصافي مع مطلع الفجر».

مهارات وصفات

وعن المهارات التي اكتسبها، أوضح العبيدلي أنه زاد بداخله حس القيادة خاصة أنه في كل مرة يكون معه فريق من المتحدين، إضافة لكيفية التفاعل مع الطبيعة ومعرفة أسرارها وعناصرها من أنواع الجبال والكهوف والصخور والاختلافات التضاريسية التي تتميز بها طبيعة كل ما يمكن أن يقصدها المغامر.

وأشار إلى أن رحلاته كانت بمثابة معلمه الأول لفنون الحياة، التي كان يحتاج لعشرات الأعوام لاكتسابها، من الصبر وقوة التحمل، والاهتمام بالبحث والاطلاع قبل الإقدام على أي مغامرة، وعدم الاعتراف بكلمة مستحيل أو الاستسلام للفشل، ولكن الإصرار على إكمال التحدي الذي يقوم به، وتعلم فنون روح الفريق، أكسبه مهارات سرعة البديهة في التعامل مع المواقف المفاجئة.

وأكد العبيدلي أن «هوايته في تسلق الجبال واستكشاف الكهوف انعكست على شخصيته، ومكنته الرحلات حول كافة أرجاء العالم من تطوير مهاراته الاجتماعية، ومنها قدرته على تقييم الآخرين والاستفادة من تجاربهم، وتعزيز الثقة بالنفس، إلى جانب رفع حس الالتزام بالمسؤولية بداخله، وحرصه على التدريب، ووضع أهدافه نصب عينيه، واكتساب خبرة كبيرة في قواعد الإسعافات الأولية».

أحلام

وقال العبيدلي إنه «يطمح لتوثيق رحلاته الاستكشافية التي قام بها حول العالم، في كتاب واحد يروي عبر صفحاته تفاصيل وأسرار تلك الرحلات، ووضع خريطة توضيحية لكل مكان قام بزيارته، حتى يكون مرجعاً للأجيال القادمة من محبي المغامرة والاستكشاف والترحال».

ويتمنى أن ينجح في مهمته الوطنية في الترويج لسياحة التحدي والإثارة وجذب السائحين من عشاق تسلق الجبال واكتشاف ما وراء الطبيعة والصخور والكهوف التي تتميز بها دولة الإمارات.