تفوح من بين أنامل صانع العطور الهندي يوسف محمد علي، روائح متنوعة يُبدع في تركيب خلطاتها الغريبة حسب طلب الزبائن، الذين يكتظون على مدار اليوم، في المساحة الضيفة لمحله البسيط في منطقة ديرة بدبي، أملاً في العثور على عطور بروائح غير تقليدية مثل القهوة والكرك والسجائر.
ولا تقتصر تركيبات يوسف على الروائح الغريبة، بل يتفنن في إعداد خلطات أشهر العطور العالمية، فهو هاوٍ ومحترف تصنيع وتركيب العطور، ومعروف لدى شخصيات محلية وعالمية أيضاً، حيث يتردد على محله بين الحين والآخر حسب تأكيده، العديد من المشاهير.
ويرى يوسف علي أن مهنة صانع العطور هي مزيج من المهارات الفنية والإبداعية، ويمكن مقارنتها بالعزف الموسيقي الذي يتعين على الفرد أن يتمرن ويتقن النوتة الموسيقية قبل أن يتمكن من العزف.
ويعمل علي في صناعة العطور منذ 40 عاماً، نصفها قضاها في منطقة ديرة بدبي، ليكون بذلك إمبراطورية من الروائح العطرة التي يشاركه فيها أفراد أسرته، وزبائنه.
وقال صانع العطور الهندي: «أنا لا أبيع فقط العطور الشبيهة بتلك التي تسوق لها العلامات التجارية المعروفة عالمياً، ولكني أيضاً محترف تكوين خلطات تتماشى مع طلبات الزبائن، فالكثير من الناس يطلبون مني تصنيع عطور كتلك التي كان يمتلكها أفراد عائلتهم في الماضي، وبعد أن أفكك المكونات أعيد تشكيل مكونات العطر استدعاءً لذكراهم».
وبحسب يوسف علي، فإن العنصر الأكثر الأهمية عند صناعة العطور يعتمد على أذواق الأشخاص، إذ يفضل معظم زبائنه العرب العود، بينما الأجانب يختارون تلك العطور التي تحمل نكهة الحمضيات أو الروائح الطازجة، رافعاً شعار 10 دقائق فقط لتجهيز الخلطة، وفق معايير الزبون الدقيقة والمحددة.
وعن أغرب طلبات الزبائن، أكد أن بعض زبائنه يطلبون منه تركيب عطر يعزز محبة المدير في أدائه الوظيفي، وهنا يقف حائراً، ويؤكد لهم أن المدير لن يفضلهم على أقرانهم الموظفين إلا بأدائهم العملي وأخلاقهم، وآخرون يطلبون منه تركيبات طلباً للحب أو بحثاً عن السعادة والإيجابية.