الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أحمد الأسد.. فنان مصري يزين واجهة 90 منزلاً بجداريات مبهجة



لمدة 50 عاماً، كانت فاطمة لا تعرف سوى اسم «حزينة» حتى بيتها أُطلق عليه «بيت حزينة»، جيلاً بعد جيل ظل الأطفال قبل الكبار يعرفون بيتها الموصوف بالحزن، قبل أن تمتد إليه يد الفنان المصري أحمد الأسد ابن قرية «المخادمة» بمحافظة قنا في صعيد مصر، ليتبدل حال البيت المُتهالك إلى منزل سعيد يزدان برسومات مُبهجة، دعت القرية لتغيير اللقب الذي لازمه، ليُصبح «بيت سعيدة».





ليس بيت حزينة فحسب الذي طاله الفن فزارته السعادة، أكثر من 90 بيتاً طالتها يد الفنان المصري في قريته، بدأ يرسم على البيوت المصنوعة من الطوب اللبِن وتلك التي امتدت إليها يد الزمن وإن كانت بالخرسانة المُسلحة، أراد إسعاد أهل القرية لتغيير وجهة نظرهم عن معاني الفن.



وقال الأسد لـ «الرؤية»: «مُنذ صغري تبنى والدي موهبتي وسط دهشة الجميع، فهم لا يعترفون بمعاني الفن، الولد لا بد أن يتعلم حرفة تُدر عليه دخلاً يقتات منه، الفن لا يُطعم خبزاً، من وجهة نظرهم، لكن والدي كان يعي أهمية دعم موهبتي ومُساندتي، أرادني فقط أن أكون كما أريد لا كما يُريد هو أو يُريد المُجتمع».





كان الطفل الصغير يرسم بتشجيع من والده، الذي كان يُرسل لجلب الألوان وأوراق الرسم من القاهرة خصيصاً له، ليُعرف بين أبناء قريته بالفنان الذي أصبح بالنسبة له لقباً، وبالنسبة لأهل القرية اسماً، فلا ينادونه سوى بالفنان.





وأضاف: «التحقت بكلية التربية الفنية وسافرت من قنا للقاهرة، استقريت في المدينة الصاخبة لمدة 23 عاماً تخللتها بعض الزيارات المُتقطعة لبلدتي، لكن مع تفشي كورونا كانت الفرصة لزيارة القرية والاستقرار لفترات أطول هي طوال فترة الحظر، خصوصاً مع إلغاء الأنشطة الثقافية».





وفي ليالي الحظر الطويلة، عاد الأسد إلى قريته، فكر لماذا لا يُساعد أطفال القرية، ويُعلمهم الفن، كما ساعده والده، ربما يكون هناك فنانون آخرون لا يجدون من يُنفض التراب عن مواهبهم الدفينة، فكانت فكرته بتحويل البيوت المُتهالكة للوحات جدارية، ومعرض مفتوح لمُحاربة فراغ الوقت، وتشكيل وجدان الأطفال والكبار.



وعن ذلك، يقول: «عند بدايتي في رسم أول منزل كان البعض يعترضون، ثم ما لبثوا أن انبهروا بشكل المنزل، فسارعوا جميعاً لإرسال أبنائهم لمُساعدتي، وإرسال خامات التلوين لرسم مزيد من البيوت، تغيير سلوك الأطفال خصوصاً هو ما راهنت عليه مُنذ البداية، ينتظرونني كل يوم صباحاً، حتى أستيقظ لديهم لهفة للتعلُم، هذبهم الفن بشهادة أهاليهم».



نالت جداريات «الفنان» استحسان الجميع، خصوصاً الجهات التنفيذية بمحافظة قنا، وحتى الآن يقوم الفنان بالرسم على جميع بيوت القرية.