الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كاتبة إنجليزية تحكي قصة ابنها المصاب بالتوحد بين جبال الفجيرة

حولت الكاتبة وعالمة الآثار الإنجليزية مشيل زيولكوسكي المتزوجة من إماراتي، محنة ابنها المصاب بـ«التوحد» والمعركة التي خاضتها لعلاجه، إلى إلهام إبداعي تستطيع من خلاله مساعدة الأسر التي لديها أطفال مصابون بالتوحد.

مشيل متخصصة في علم الآثار بالنسبة إليها الجبال ليست مثيرة للإعجاب فقط من وجهة النظر الأثرية والتاريخية، ولكنها هادئة بشكل لا يصدق ما يدفعها للإبداع.

قررت مشيل العيش والاستقرار في الإمارات بعد زواجها من رجل إماراتي، أنجبت منه ابنها سهيل الذي اكتشفت بعد ولادته أنه مُصاب بالتوحد.

لاحظت تفاعل ابنها مع الطبيعة الخلابة للسفوح الجبلية بالفجيرة، إذ اكتشفت أنه يمتلك ذاكرة بصرية فريدة من نوعها ويشعر بالسعادة عند رؤية الوديان والجبال.

وانطلاقاً من اهتمامها بأطفال التوحد، ارتأت إصدار كتاب بعنوان «الصبي الذي عرف الجبال» الذي نال عدداً من الجوائز ويستهدف البراعم من سن 4 إلى 8 سنوات.

الكتاب متوفر باللغتين العربية والإنجليزية، كما طبعت نسخة منه بلغة برايل، أنتجته مؤسسة زايد العليا في المفرق بأبوظبي.

وتقول «القصة حصدت جائزة أفضل كتاب للأطفال سنة 2017، ويعد مصدر إلهام مهماً للأمهات والأسر التي تُربي أطفالاً يعانون من مرض التوحد».

ويحكي الكتاب عن سهيل الطفل الإماراتي الذي يعيش في قرية جبلية صغيرة في الفجيرة وتفاعله في التنقل بين الوديان ومسارات الجبال، مُعبراً عن قدرة المصابين بطيف التوحد على التعاطف مع الآخرين والشعور بالقدرة الهائلة للاستجابات العاطفية من حولهم.

وتفاعل مع مشيل أولياء أمور أطفال عانوا من التوحد وأساتذة في مدارس، مُثمنين دورها الكبير في نقل رسالة إنسانية مهمة.

وقالت مشيل لـ«الرؤية» إن الهدف الرئيسي من الكتاب يتمثل في تعويد المجتمع على تقبل الاختلاف فلا توجد مشكلة إذا ما كنا مختلفين عن بعضنا البعض.

وينطلق بطل القصة «سهيل» في رحلة طويلة وشاقة عبر الجبال والصحراء، وصولاً إلى أبوظبي ساعياً إلى استكشاف المنطقة مع صديقه الجديد، وهو صياد اسمه علي إذ يزوران معاً قرية الجزيرة القديمة أم النار، وسوق البلدة القديمة في أبوظبي وحصن قصر الحصن المهيب.

وحيال تركيزها على ثيمة الجبال في القصة، قالت «توفر الجبال ملجأ آمناً للهدوء والسكون، وفي بعض الأحيان ننشغل بجدول يومنا المزدحم لدرجة أننا ننسى أخذ قسط من الراحة وإعادة شحن بطارياتنا، إذا جاز التعبير، لذلك توفر هذه الأماكن الهادئة فرصة للتواصل مع الطبيعة والبيئة، بالنسبة لي».

وحالياً تخطط مشيل إلى إنتاج عمل كرتوني متحرك يترجم القصة إلى صور مرئية ومسلسل يستهدف أكبر عدد من الأطفال، ما يُسهم في نشر الوعي حيال أهمية دمج وقبول أطفال التوحد في المجتمع.