السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«سوق القيسارية» بغزة.. معلم تاريخي شاهد على الحضارات القديمة

مجرد دخول الزائر لسوق القيسارية التاريخي وسط مدينة غزة، فإن التاريخ يعود به إلى ما قبل الميلاد بهذه الحوانيت الموزعة على جانبَيه، لتتجسد روح الماضي وأصالة الحضارات القديمة التي تتمتع بها مدينة غزة.





السوق عبارة عن ممر ضيق طوله 60 متراً مغطى بالقباب المدببة لا يزيد عرضه عن 3 أمتار، يدخلك في أعماق التاريخ، وأنت تسير فيه.. على جانبيه حوانيت بيع الذهب التي أعطته شهرة أخرى، إلى جانب سوق القيسارية ليسمى كذلك بـ«سوق الذهب».



ما زالت الملامح التاريخية لهذا السوق شاهدة على عظمة هذا المكان الصغير بمساحته الكبيرة وقيمته التاريخية، حيث يجسد فن العمارة والبناء التي تحاول وزارة السياحة والآثار الفلسطينية الحفاظ عليه.





واشتُق اسمه «سوق القيسارية» من القيساريات التي كانت تعد أحد أشكال المنشآت التجارية الحرفية والصناعية القديمة وهي جمع كلمة قيسارية، والتي عُرفت في العصر الروماني، وكانت تلك المنشآت تخدم التجارة وتعمل على تنمية الاقتصاد في ذلك الوقت.

وعُرفت هذه القيساريات أيضاً واستمر إنشاؤها في العصور الإسلامية المختلفة لتمارس دورها الفعال في التجارة والصناعة، وأحياناً كبيوت ثانوية أو مساكن مؤقتة لبعض العائلات الفقيرة.





ويقع سوق القيسارية بمدينة غزة في حي الدرج بالبلدة القديمة، وهو من أهم الأسواق والمعالم الأثرية التي ما زالت باقية حتى الآن، ويطلق عليه العامة اسم «سوق الذهب» نظراً لأن جميع المحلات التجارية به تتاجر في الذهب، ويعود تاريخ إنشائه إلى العصر المملوكي 658-922هـ /1260-1517م، ولكن لا يوجد تاريخ محدد لإنشائه لعدم احتوائه على لوحة تأسيسية تؤرخ سنة تأسيسه.





ويمثل هذا السوق نمطاً معمارياً وهندسياً يلائم الأجواء وظروف المناخ، ويقع ملاصقاً للجدار الجنوبي للجامع العمري «الكبير» التاريخي، ويحده من الناحية الشمالية شارع عمر المختار أطول شارع في مدينة غزة.



ويوجد من السوق 3 مداخل للجامع العمري التاريخي الذي كان كنيسة قبل الفتح الإسلامي أحدهم من داخل السوق والآخرين من طرفَيه الشرقي والغربي، ويعلو المدخل الشرقي عقد مدبب كبير يعد من أهم العناصر المعمارية المميزة له والتي ما زالت باقية على حالها.





وقال صاحب أحد الحوانيت سمير لولو لـ«الرؤية» إنه خلال 30 عاماً تغيرت بعض معالم السوق، ولكن الأساس في مظهره الخارجي الذي بقي كما هو من حيث شكل الحوانيت وعددها وحركة الناس على هذا السوق.



وأشار إلى أن سوق القيسارية لم يعد السوق الرئيسي لبيع الذهب، حيث إن عدداً من محال بيع الذهب فُتحت في أماكن أخرى وكذلك خارج هذا السوق، ولكن ظل هذا السوق هو الأساس في بيع وشراء الذهب.