الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«فرحة بحذر» شعار المناسبات الأسرية السعيدة.. وشباب: نفتقد عناق الآباء في زمن الجائحة

«فرحة بحذر» شعار المناسبات الأسرية السعيدة.. وشباب: نفتقد عناق الآباء في زمن الجائحة



لم تمنع جائحة كورونا الأسر والعائلات من الاحتفال بمناسباتهم الاجتماعية الخاصة كأعياد الميلاد وتخرج أحد الأبناء ويوم الأب وغيرها من المناسبات المبهجة، ولكن الأسر رفعت شعار «فرحة بحذر حتى نحافظ على أحبائنا»، وسط اتباعهم الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي من شأنها المحافظة على الصحة والسلامة العامة.

وأكد لـ«الرؤية» مجموعة من الآباء والأبناء، أن فترة الحجر المنزلي، وما تلاها من استمرار على نهج اتباع اجراءات احترازية صارمة، ولدت مشاعر امتنان وتقدير لأبسط الأمور في التعامل مع المحيط الأسري كأحضان الآباء والأمهات والقبل في التحية والسلام، والتي يفتقدونها حالياً خلال اللقاءات الأسرية في المناسبات الاجتماعية التي يتم معظمها عن بُعد، بينما يلتزم كل منهم بالتباعد الجسدي والتعقيم المستمر وارتداء الكمامات في حالات اللقاءات التي أصبحت نادرة، مشيرين إلى أن الصحة والعافية باتت أولوية لديهم، وصحة الآباء والأمهات في هذه الظروف الاستثنائية أهم من التقارب.



توازن نفسي

أوضح أستاذ الطب النفسي بكلية طب رأس الخيمة الدكتور طلعت مطر، أن مسألة التلامس الجسدي تؤثر بدرجة كبيرة على الصحة النفسية لكل من الأبناء والآباء، فالجسد البشري يتغذى على التلامس والذي يقوم بدوره على توليد مشاعر تساهم بتحقيق التوازن النفسي والعاطفي لدى الإنسان.

وتابع: «الإنسان كائن اجتماعي ولا يستطيع العيش في الحياة بمفرده، وبلا شك غياب التلامس الجسدي في اللقاءات الاجتماعية من تصافح ومخاشمة وقبل أثر على كثير من الفئات لا سيما الأطفال وكبار المواطنين، وأصبحوا يعانون من اضطرابات نفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب، فضلاً عن عدم انتظام ضغط الدم ومستوى السكر لديهم».



تدابير وقائية

وأضاف مطر: «علينا ألّا نركز على الجانب الذي نفتقده، ونحاول التركيز على الحلول التي قدمتها جائحة كورونا، على رأسها التكنولوجيا الحديثة التي جمعتنا بمن نحب، وبما أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها تدريجياً فيمكننا لقاء الأحباء ولكن مع الحفاظ على الصحة واعتبارها الأولوية لنا ولمن نحب من خلال تطبيق التدابير الوقائية».





احتفالات عن بُعد

اكتفت ميريهان حبيب، أم لطفلة في عمر الثالثة، بتنظيم حفلة عيد ميلاد ابنتها في أحد فنادق دبي المطلة على شاطئ البحر مقتصرة على حضور الأب وإحدى شقيقاتها، ومشاركة بقية الأشقاء والصديقات عبر مكالمة فيديو للمشاركة في غناء أغنية عيد الميلاد.

وقالت: «لمست في ابنتي على الرغم من صغر سنها أنها فرحت بغنائنا أنا ووالدها وخالتها وإطفاء الشموع معها أكثر من اللقاء الافتراضي الذي قمت به مع شقيقاتي وصديقاتي، إلا أنه كان من الصعب عمل تجمع بأكثر من 4 أفراد التزاماً بالإجراءات الاحترازية».





نعمة الصحة

علي العوبثاني، الطالب بجامعة الشارقة، أكد أن كل يوم هو يوم أب ويوم أم، طالما أننا موجودون برفقتهم في هذه الحياة، موضحاً أنه احتفل بعيد ميلاده منذ أسبوعين مع أسرته من أشقاء وشقيقات، والاكتفاء بمكالمة فيديو مع بقية أفراد العائلة المقيمين خارج دبي، مشيراً إلى أنهم تناولوا الكيك معاً والتقطوا صوراً تذكارية.

وذكر: «عادتنا في بيت العائلة نجتمع كل يوم جمعة، وتحضر كل شقيقاتي مع أبنائهن وأزواجهن لتناول الغداء معاً، وعلى الرغم من افتقادنا لهذه التجمعات التي غابت عن بيتنا منذ ما يقارب 3 شهور تقريباً، إلا أن سلامة كل منا أهم من الاحتفالات والتجمعات، فالصحة نعمة لا تُقدّر بثمن».





روتين جديد

قال عمران بن شيخان: «أصبحت الإجراءات الاحترازية جزءاً لا يتجزأ من روتين حياتنا الجديدة، وأصبحت مشاعرنا انعكاساً لطريقة نظرنا وتحليلنا للأمور، فطالما نظرنا للإجراءات الاحترازية على أنها لصالحنا وصالح من نحب، فبالتأكيد ستبقي القلوب عامرة بالفرحة على الرغم من افتقادنا لطبيعة المناسبات الاجتماعية من ترحاب وغيره».



حرص مضاعف

وأشار بن شيخان إلى أن عمل والده كطبيب جعله وأشقاءه يضاعفون مسألة الحرص وتطبيق التدابير الوقائية من تباعد جسدي وتعقيم متواصل، مبيناً أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، ومصير الحياة أن تعود لطبيعتها مجدداً إلا أن ذلك قد يستغرق وقتاً.





ظرف استثنائي

أحمد جبري، أب لـ6 أبناء وجد لحفيدين، أكد أن التعايش وتقبل الظرف الاستثنائي للتعليمات والإجراءات الاحترازية بات ضرورة بهدف الحفاظ على سلامة وصحة الجميع، مشيراً إلى أن كل فرد مسؤول عن تطبيق التدابير الوقائية في بيته ومكان عمله وكل مكان يذهب إليه.

وأضاف: «أفتقد بلا شك تجمُّع أبنائي الستة معاً، لكن محبتنا وخوفنا على بعضنا البعض جعلتنا مجبرين غير مختارين لتقسيم الزيارات والاحتفال بالمناسبات على مجموعات كي نتجنب التجمعات بأعداد كبيرة تزيد على 5 أفراد».