الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أطفال لاغوس يتدربون على رقص الباليه في الشوارع

ارتدى عدد من الفتية والفتيات في أحد شوارع مدينة لاغوس الجوارب اللاصقة وزي الرقص استعداداً للتدرّب على الدوران على قدم واحدة والرقص على رؤوس أصابع القدمين.





لكن هؤلاء سيؤدون هذه الخطوات الراقصة من دون موسيقى، إذ لا يتوافر التيار الكهربائي في حيّهم ولا يملك سكّانه ما يكفي من المال لتشغيل مولّد الكهرباء العامل بوقود الديزل.





وينتمي هؤلاء الأطفال إلى مدرسة «ليب أوف دانس أكاديمي» التي أسست عام 2017 في حي أجانغبادي الشعبي، في قلب لاغوس، عاصمة نيجيريا الاقتصادية البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.





وتتولى الأكاديمية مجاناً تعليم الباليه لنحو 12 ولداً تراوح أعمارهم بين السادسة والـ15، وهم غالباً لم يسمعوا يوماً بالرقص الكلاسيكي قبل انضمامهم إلى هذه المدرسة.





وتعلّم مؤسس الأكاديمية دانيال أجالا الرقص مستعيناً ببرامج تعليمية خاصة عبر الإنترنت وبفضل حصص تدريب، لكن تقنياته جديرة بمدرس محترف.





وقال أجالا إن رقص الباليه عادة ما يكون مرتبطاً بالأشخاص الميسورين مادياً من الطبقات الاجتماعية العالية جداً، وقد موّل أجالا مدرسته بفضل الأموال التي ادخرها.





وأضاف: «لا نملك الوسائل لامتلاك معدات فاخرة، ولكن على الأقل يمكننا أن نعرّف الجيل الجديد على هذا الفن».





في البداية، كان سكّان الحي غير راضين برؤية رقص الباليه في الشوارع، إذ اعتبر بعضهم أنها رقصة غير لائقة أخلاقياً وغير مناسبة للمسيحيين الحقيقيين.





لكنّ جالا قال: «نريد أن نبيّن لهم أن الرقص الكلاسيكي قائم على الانضباط، وهو مهم لنمو الطفل».





وحتى لو كان البعض لا يزال يتفاجأ عندما يتدرب التلاميذ على الخطوات، بعد سنوات عدة من تأسيس المدرسة، فقد بات لرقص الباليه هواة ومعجبون.





وتعتزم أولاميد أولاووليه (15 عاماً) امتهان الرقص وتريد أن تصبح معلّمة، وقالت المراهقة فيما كانت تنتعل حذاء الرقص الذي فسد بفعل الرطوبة والجهد: «أريد أن يتسنى للأطفال في كل أنحاء العالم التعرف إلى هذه التجربة، وأن يتمكنوا هم أيضاً من أن يعبّروا بواسطة الرقص عمّا يشعرون به».