الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اكتشاف «جين جديد» يثبط علامات الزهايمر

اكتشاف «جين جديد» يثبط علامات الزهايمر

اكتشف علماء من جامعة كوين ماري البريطانية جيناً يمكنه أن يثبط «بشكل طبيعي» علامات مرض الزهايمر في خلايا الدماغ. كما طور الفريق أيضاً نظاماً جديداً للكشف السريع عن الأدوية والعلاجات التي يمكن أن تؤخر المرض أو تمنعه.

يعد التحدي الرئيسي في اختبار أدوية الزهايمر في التجارب السريرية هو أن المشاركين بحاجة إلى أعراض. ولكن بمجرد ظهور الأعراض على الأشخاص، يكون الوقت متأخراً جداً عادة لأن يكون للعلاج تأثير كبير؛ لأن العديد من خلايا الدماغ تكون قد ماتت بالفعل.

لذا، فإن الطريقة الحالية الوحيدة لاختبار العلاجات الوقائية المحتملة هي تحديد المشاركين الذين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، ومعرفة ما إذا كانت العلاجات تمنع ظهور المرض. يشمل هذا التحديد الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون، إذ إن لديهم مخاطر تبلغ نسبتها 70% لتطوير مرض الزهايمر خلال حياتهم.

وبفحص جينات هؤلاء الأشخاص، تمكن الباحثون من تحديد جين يقع في الكروموسوم الإضافي، يسبب حدوث الزهايمر المبكر لديهم.

في الدراسة المنشورة في دورية نيتشر قروب موليكيلر سايكايتري جمع الباحثون خلايا الشعر من مرضى متلازمة داون، وقاموا بتنميتها في المختبر وتوجيهها لتنمو كخلايا دماغية في المعمل.

في هذه الخلايا الشبيهة بالدماغ، وجد الباحثون أن الأمراض الشبيهة بالزهايمر تتطور بسرعة، بما في ذلك الثلاثي المميز لعلامات تقدم مرض الزهايمر - الآفات الشبيهة باللويحات النشوانية، والموت العصبي التقدمي والتراكم غير الطبيعي لبروتين يسمى تاو داخل الخلايا العصبية.

وقال الباحث الرئيسي من جامعة كوين ماري في لندن، البروفيسور دين نيزيتيك، «إن ذلك الاكتشاف يمثل إنجازاً رائعاً، إذ يعد هذا أول نظام قائم على الخلايا يحتوي على الثلاثي الكامل المسبب لمرض الزهايمر، بدون أي تعبير زائد ناجم عن حقن تلك الخلايا أو حثها بالجينات الاصطناعية.

ويفتح هذا النظام احتمال تجربة الأدوية الجديدة التي تهدف إلى تأخير أو حتى منع مرض الزهايمر قبل بدء موت الخلايا العصبية من الأساس.

كما أظهر الباحثون إمكانية استخدام النظام كمنصة اختبار للأدوية الوقائية.

وخلال 6 أسابيع فقط، اختبر الباحثون دواءين مختلفين معروفين بتثبيط إنتاج أميلويد بيتا ـ المادة المسؤولة عن الإصابة بالزهايمر- ووجدوا أنها لا تمنع ظهور أعراض ذلك المرض.

على الرغم من فشل هذين العقارين في التجارب السريرية لأسباب أخرى، فقد استبعد العلماء استخدامها كونها ليست علاجات مناسبة لمرض الزهايمر. وأظهر الفريق أنه يمكن استخدام النظام على أي مركب دوائي، وتظهر النتيجة في غضون 6 أسابيع فقط.

لكن الإنجاز الأهم في تلك الورقة هو اكتشاف الجين «BACE2».

فقد وجد الباحثون دليلاً على أن ذلك الجين «مثبط طبيعي لمرض الزهايمر».

وقالت الورقة العلمية إن ذلك الجين يعمل بطريقة مشابهة للجينات التي تكبت الأورام السرطانية، إذ يساهم النشاط المتزايد لذلك الجين في الوقاية من الزهايمر، أو منع تقدمه وإبطائه في أنسجة الدماغ البشري. كما يمكن استخدامه أيضاً كمؤشر حيوي لتحديد نسب خطورة إصابة الأشخاص؛ فغيابه يعني تطور أعراض مرض الزهايمر.

وقد اكتشف الباحثون ذلك الجين باستخدام النظام ذاته الذي يختبرون به الأدوية.

وأضاف نيزيتيك في بيان تلقت «الرؤية» نسخة منه، «أن النظام لا يزال في أيام اختباره الأولى، إلا أنه يثير احتمالاً نظرياً لمزيد من تطوره كأداة للتنبؤ بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر».

وأشار الباحثون إلى أن الفحص يقتصر فقط على «أخذ عينة من شعر رأس المريض، أو الشخص المراد فحصه ووضعها في طبق معملي وفحصها باستخدام تلك الأداة».

كما أكد الباحثون أن الجين الجديد «يشكل نصراً علمياً فريداً».